Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 17 يوليو 2022 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

بايدن واهداف الزيارة المؤلمة؟؟ ‏

بقلم: د. أماني القرم


ربما لم تحظ زيارة رئيس أمريكي للشرق الأوسط بهذا التردد والجدل والتبرير الدفاعي الذي سبق رحلة جو ‏بايدن الى المنطقة للدرجة التي تطلبت نشر مقال بقلمه في صحيفة الواشنطن بوست يبرر فيه " لماذا ‏أذهب للسعودية؟" من ضمن ما يقول فيه أن الرحلة ستعود بالفائدة على الأمريكيين من نواح عديدة . ‏
الزيارة ليست ودية وإنّما "مؤلمة" كما تم وصفها بعض المسئولين ووسائل الاعلام الأمريكية . وكما دفعته ‏حرب غزة في ايار 2021 للتدخل من اجل التهدئة والاتصال بالحلفاء ، تدفعه اليوم الحرب الروسية ‏الاوكرانية لإعادة توجيه المسار والاعتراف بأن واشنطن أخطأت بتخليها عن المنطقة . ولأن الضرورة ‏والمصلحة أرغمته على الزيارة فقد جاء بايدن للشرق الاوسط وهو يعرف تمامًا ماذا يريد . ‏
هدفان رئيسيان ومتشابكان لجولة بايدن : الاول داخلي يتعلق بالناخب الامريكي الذي لا يهمه سوى ‏الاقتصاد والتضخم وارتفاع اسعار البنزين الذي وصل الى مستويات قياسية . فالرئيس الذي تشهد شعبيته ‏تضاؤلا مستمراً، ويتمتع حزبه بحظوظ قليلة في الانتخابات النصفية القادمة للكونجرس ، لم ينتظر الرجوع ‏الى واشنطن لتوجيه ناخبيه، بل خاطبهم من جدّه وحاول استعراض إنجازات جولته السياسية والاقتصادية ‏خاصة فيما يتعلق بأمن الطاقة وزيادة امدادات النفط . والحقيقة أنه لم يملك سوى الوعد بفعل ما يلزم لتحقيق ‏حدوث الأمر في الاسابيع المقبلة . ‏
الهدف الثاني خارجي يتعلق بقيادة الولايات المتحدة للنظام العالمي ومحاولة احتواء انبثاق نظام عالمي جديد ‏برأسين هما: روسيا والصين اللتان تحاولان ايجاد موطئ قدم لهما في الشرق الاوسط ، واستغلال الانسحاب ‏الامريكي منه منذ سنوات . هذا الهدف يتطلب تعاوناً دفاعيًّا مشتركاً بين بلدان المنطقة بصيغة بنية أمنية ‏وتكنولوجية لمواجهة تحديات النفوذ الصيني والروسي وبلا شك العدو المشترك ايران وحلفائها ، حيث تقبع ‏اسرائيل في قلب هذا التعاون بتقدمها التكنولوجي وتطوير منظومة القبة الحديدية. ولم يكن اعتباطًا ان يبدأ ‏بايدن زيارته لاسرائيل باستعراض تكنولوجيا القبة الحديدية، ونظام الدفاع الجوي الجديد الذي يعتمد على ‏أشعة الليزر لاسقاط الطائرات بدون طيار. بايدن جاء ليقول أن الولايات المتحدة هي راعية هذه الترتيبات ‏الاقليمية الجديدة في الشرق الاوسط ونظم الدفاع المشتركة بين اسرائيل والدول العربية والاستثمارات الهائلة ‏التي ستقود بنية التعاون والأمن الجديدة .‏
ولضمان تحقيق هدفي الزيارة حرص بايدن وفريقه على الابتعاد عن كل ما ينغّصها أو يتسبّب في اثارة ‏الجدل والخلاف بين الشركاء والحلفاء . في اسرائيل حظيت زيارته بارتياح تام فقد قدم لهم ما يريدون . لا ‏حديث عن عملية سلام مع الفلسطينيين ، ولا محاولات لعصرهم في مطالبات سياسية كتجميد الاستيطان أو ‏انتقاد هدم المنازل او الاعتداءات على الأقصى أو أية حقوق سياسية للفلسطينيين ، بل نفى بكلمة واحدة ‏‏"لا" أي تغيير في موقفه من القدس دون تفصيل أو تبرير . وبدا وكأن الجميع متفق على أنّه أمر لا ‏يريدون الخوض فيه منعًا للإحراج والتحول عن هدف الزيارة ..‏
فيما كانت رحلته الى بيت لحم تثير اسئلة أكثر مما تجيب ، لكن الغريب والمستهجن كيف لأقوى رئيس ‏في العالم أن يؤمن بحل سياسي وفي نفس الوقت يراه بعيد المنال؟؟ ‏
أما زيارته للسعودية "الجائزة الكبرى التي تتطلع اليها اسرائيل" فهي الهدف الأساسي "المؤلم" بالنسبة له، ‏لأنه وعد بجعلها منبوذة وعاد اليها صاغراً من أجل طاقة أرخص. ‏
احد المفكرين الامريكان قال ان زيارة بايدن يمكن اختصارها في كلمة واحدة هي ‏‎“OIL” ‎‏ : حيث حرف ‏الO” ‎‏ ‏‎“‎‏ يرمز الى ‏oil ‎‏ وحرف " ‏I‏ " يعني ‏Israel ‎‏ و حرف " ‏L‏" يعني ‏logistic ‎‏ ‏‎!‎‏ وهو فعلا ما ‏يختصر أهداف جولته.. ‏
لكن السؤال الى متى سيظل الشرق الأوسط ينتظر واشنطن بمبادراتها واحتياجاتها ؟ وهل سيبقى العرب ‏اصدقاء تحت الطلب ؟؟ لاشك ان الولايات المتحدة ماتزال القوة الاهم عالميا في الشرق الاوسط رغم ‏المحاولات الاخرى، لكن حدود الدور الذي تلعبه هو الذي سيحدد الى متى ستبقى ؟؟ هناك جيل جديد من ‏الحكام اختلفت طموحاتهم وأولوياتهم وتحدياتهم تعلموا من الدروس السابقة بأن الولايات المتحدة حليف لا ‏يوثق به. ‏

amaney1@yahoo.com

دلالات

شارك برأيك

بايدن واهداف الزيارة المؤلمة؟؟ ‏

سليم مرقه قبل ما يقرب من 3 سنة

-

تحليل جيد لكن الجيل الجديد من الحكام اسوء من القديم ولا خير فيهم لشعبهم او وطنهم العربي. هذا واضح من التطبيع المجاني مع اسرائيل وبطشهم بالمعارضين وعدم كفائتهم لإداره كشك سجائر! الله يعين

ميشيل مصيص قبل ما يقرب من 3 سنة

-

الجولة لخدمة اميركا أولا واسرائيل هي ربيبة اميركا وابنتها المدللة

فيحاء برغوثي قبل ما يقرب من 3 سنة

-

لم يعد صاغرا امام السعودية هو الذي جعلها تستجيب لما يريد والاميركان لا يامسكون بالشكليات وكلمة الشرف وما الى ذلك

سعيد العلمي قبل ما يقرب من 3 سنة

-

في ناس من جماعتنا اعتبروها انجاز

منال شراب قبل ما يقرب من 3 سنة

-

الفلسطينيين اخر ما يهم بايدن وادارته

جهاد الرجبي قبل ما يقرب من 3 سنة

-

تحليل منطقي وسلس

المزيد في أقلام وأراء

الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل

مصطفى ابراهيم

بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

تحولات لصالح فلسطين

نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار

أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر

حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي

ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟

تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!

في غزة الناس ينتظرون مصيرهم

مصطفى إبراهيم

هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟

أمين الحاج

غزة والإبادة جوعاً

د. جبريل العبيدي

سِــفر الآلام

نبهان خريشة

القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...

مالك زبلح

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة

سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين

مواقف دولية وتصريحات واعدة

قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !

الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟

الرأي القانوني في قرار الكابينيت الأخير منع عملية تسوية الأراضي في مناطق C وإلغاء إجراءات...

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1265)