اختتمت في جامعة النجاح الوطنية، أمس أعمال المؤتمر العلمي السابع المحكّم لكلية الأعمال والاتصال، والذي عقد هذا العام تحت عنوان: "بناء اقتصادات مستدامة: المعرفة والابتكار والرقمنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وذلك في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم. وجاء تنظيم المؤتمر الذي عقد على مدى يومين، في ظل مشهدٍ عالميٍ متسارع التغيير، ليُسلّط الضوء على أهمية الرقمنة والابتكار والمعرفة كعناصر أساسية في بناء اقتصادات قادرة على التكيّف وتحقيق التنمية المستدامة.
وحضر فعاليات المؤتمر نخبة من الشخصيات الرسمية والاقتصادية والأكاديمية، من بينهم المهندس محمد العامور، وزير الاقتصاد الوطني، والدكتور سامر سلامة، وكيل وزارة العمل، الأستاذ الدكتور عبد الناصر زيد، رئيس جامعة النجاح، والدكتور رأفت الجلاد، عميد كلية الأعمال والاتصال ورئيس المؤتمر، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات المالية والمصرفية وشخصيات قيادية من القطاع الخاص، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب د. الجلاد بالحضور، مؤكداً أن الرقمنة لم تعد خيارًا بل ضرورة اقتصادية واستراتيجية. وبيّن أن المؤتمر يهدف إلى استكشاف كيفية توظيف التقنيات الناشئة في القطاعات المختلفة لتعزيز الكفاءة وتحقيق النمو المستدام، وتقديم رؤى علمية تواكب التطورات الإقليمية والعالمية في الاقتصاد الرقمي.
من جانبه، أكد أ.د. زيد، أن انعقاد المؤتمر يأتي في إطار رؤية الجامعة الاستراتيجية للتحول نحو الاقتصاد المعرفي وتعزيز مكانتها العلمية عالميًا، مشيرًا إلى إنجازات الجامعة في التصنيفات الدولية، منها دخولها ضمن أفضل 300 جامعة عالميًا في تصنيف التايمز للتأثير المجتمعي، وحصولها على المرتبة 103 عالميًا في تصنيف الجامعات الخضراء. كما استعرض جهود الجامعة في تطوير منظومة الابتكار، ومنها إنشاء كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وإعادة هيكلة حديقة النجاح للابتكار.
وأشاد و وزير الاقتصاد الوطني بالشراكة البنّاءة مع جامعة النجاح، مثمنًا دورها في تعزيز الحوار بين مختلف القطاعات. كما استعرض جهود الوزارة في تطوير البيئة التشريعية والاستثمارية، من خلال إعداد حزمة من القوانين الاقتصادية، ودعم الرياديين، وإنشاء مراكز جامعية للإبداع ونقل التكنولوجيا، مؤكدًا أن الشراكة مع القطاع الأكاديمي والخاص تشكل ركيزة أساسية لتحقيق التحول الاقتصادي في فلسطين.
واختُتمت الجلسة الافتتاحية بتكريم الجهات الراعية، وهي: البنك الإسلامي الفلسطيني، صندوق الاستثمار الفلسطيني، وشركة تمكين للتأمين، تقديرًا لدورهم الداعم في إنجاح هذا الحدث الأكاديمي النوعي، كما اشتمل المؤتمر على زوايا تعريفية للرعاة.
وشهد اليوم الأول جلسة حوارية بعنوان: "من الأزمة إلى الفرصة: دور التكنولوجيا المالية وريادة الأعمال والابتكار في مستقبل فلسطين الاقتصادي"، والتي أدارها د. إسلام عبد الجواد، من كلية الأعمال والاتصال في الجامعة، وبمشاركة كل من إياد زيتاوي، مدير دائرة الاستقرار المالي في سلطة النقد، ود. بشار أبو زعرور، مستشار المدير العام لشؤون التطوير في هيئة سوق رأس المال، وبشار ياسين، المدير العام لجمعية البنوك في فلسطين، ومحمود الشخشير، مدير التسويق والعلاقات العامة في شركة تمكين للتأمين، حيث ناقشوا فرص التحول الرقمي في القطاع المالي الفلسطيني.
تلتها الجلسة الحوارية الثانية بعنوان: "قيادة التنمية المستدامة في فلسطين: دور السياسات العامة، والحوكمة، والتعاون، والبيانات"، وترأسها د. رابح مرار، من كلية الأعمال والاتصال، بمشاركة المهندس مازن سنقرط، رئيس مجلس إدارة سنقرط القابضة، ود. سامر سلامة، وكيل وزارة العمل، ود. رجا الخالدي، مدير عام معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)، وزايد شقير، حيث جرى تسليط الضوء على أهمية التكامل المؤسسي في دعم التنمية الوطنية.
وشملت أعمال المؤتمر في يومه الثاني، جلسات علمية متخصصة بمشاركة باحثين من الجامعات الفلسطينية والعربية، ناقشوا خلالها أكثر من 80 ورقة علمية متنوعة حول التحول الرقمي، والابتكار، وريادة الأعمال، والتعليم المستدام.
وفي ختام فعاليات المؤتمر، جددت كلية الأعمال والاتصال شكرها العميق لأعضاء المجلس الاستشاري للكلية على دعمهم المتواصل وحرصهم على تعزيز مسيرة الكلية الأكاديمية والبحثية، مما كان له الأثر الكبير في إنجاح هذا الحدث العلمي المتميز. كما عبّرت الكلية عن تقديرها البالغ لكافة الجهات الراعية والمؤسسات الشريكة، مؤكدة استمرار العمل على تعزيز جسور التعاون مع القطاعين العام والخاص، للمضي قدمًا نحو تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد معرفي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
شارك برأيك
جامعة النجاح تختتم أعمال المؤتمر العلمي السابع لكلية الأعمال والاتصال