Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 13 مايو 2025 4:21 مساءً - بتوقيت القدس

في لقاء خاص بـ(القدس): الأسير المحرر أحمد دهيدي: تركنا أخواننا الأسرى يواجهون ظروفًا صعبة من إذلال وشتائم وضرب بلا توقف وجوع ومرض

القاهرة- أجرى اللقاء: محمد أبو خضير


•    لا مقارنة في السجون بين ما قبل وبعد السابع من أكتوبر 


•    رفض معظم الدول العربية استقبال الأسرى المحررين ليس مستغرباً بعد أن خذلوا أهلنا في غزة واكتفوا بالشجب والاستنكار 


•    عشت في قسم 6 في معتقل 'ريمون' محور الأمراض الجلدية حيث استشهد اثنان من الأسرى 


•    قضيت ٢٢ عاما في السجون وأنوي إكمال الدراسة لخدمة شعبي ووطني





القاهرة- أجرى اللقاء: محمد أبو خضير- 

--------------------------------------- 



في رحلة الألم والصمود، تتجلى معاني الحرية في وجوه الأسرى المحررين، الذين خرجوا من عتمة السجون الإسرائيلية حاملين رايات الكرامة والإرادة. أحمد ذيب عبد الرحمن دهيدي، أحد رموز النضال الفلسطيني، يمثل نموذجًا حيًا للصمود الذي لم تهزمه قيود السجان ولا قسوة الزنازين. بصبره وثباته، أصبح شاهدًا حيًا على الظلم ومعاناة الأسرى الفلسطينيين.


“ے” دوت كوم، التقت الأسير المحرر أحمد ذيب عبد الرحمن دهيدي في فندق "الماسة" في التجمع الخامس بالقاهرة مع مجموعة من الأسرى المحررين الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال إلى مصر.


دهيدي الذي قضى أكثر من عقدين من حياته في الأسر، شاركنا تفاصيل رحلته من الزنازين في سجن ريمون الى معبر رفح بين الألم والأمل، بين التحدي والإصرار، بين أحلام العودة وشوق الوطن. إنه ليس مجرد أسير محرر، بل رمز لثبات الإنسان الفلسطيني الذي لا تنحني هامته إلا لله.


 استهل الأسير المحرر أحمد ذيب عبد الرحمن دهيدي (43 عامًا) من عرابة جنين بالقول: "كنت محكومًا من قبل الاحتلال بالمؤبد مرتين بعد تنفيذ عملية في (قادش) قرب العفولة".


أمضيت منها أكثر من 22 عامًا في سجون الاحتلال، متنقلًا بين عدة سجون، منها ريمون، شطة، الجلبوع، نفحة، وبئر السبع، تعرضت لظروف قاسية من سوء المعاملة، التعذيب، والإهمال الطبي، خاصة بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث تصاعدت الانتهاكات بحق جميع الأسرى الفلسطينيين.


 وفي سرد شهادته عن معاناة الأسرى الفلسطينيين قبل وبعد السابع من أكتوبر، قال دهيدي: "ما قبل السابع من أكتوبر، كان وضع الأسرى أفضل بكثير بفضل ما قامت به المقاومة في قطاع غزة وحملات التضامن مع الأسرى في مدن ومخيمات الضفة، واعتصاماتهم شبه الدائمة وإسنادهم لمطالب الأسرى عبر عقود".


وأوضح: "قبل 7 أكتوبر كان الأسرى يعيشون بكرامتهم بفضل صمودهم، إضراباتهم، وتراكم نضالاتهم. وكان الشارع الفلسطيني يعزز قوة وصمود الأسرى في المعتقلات. شكل هذا التضامن الشعبي دعامة أساسية للأسرى الفلسطينيين داخل السجون، حيث كانوا يتمتعون بشيء من الكرامة رغم قسوة الظروف. كان الوضع يُعتبر 'مقبولًا' نسبيًا، إذ كانت الإدارة الإسرائيلية تعتمد أسلوبًا أقل قسوة ووحشية في التعامل مع الأسرى، مع وجود صمود وتحدٍ من داخل السجون".


وأكد دهيدي أن كل هذا اختلف كليًا ما بعد السابع من أكتوبر٢٠٢٣، وأنقلبت السجون، ١٨٠ درجة لأسوء مرحلة في تاريخ النضال الفلسطيني، مضيفاً: "الأوضاع تغيّرت كليًا بعد هذا التاريخ. الجميع في الزنازين مقيدين يواجهون ظروفًا صعبة وقاسية، حيث تحولت إدارة السجون إلى نموذج من الإذلال المتعمد، شمل شتائم مستمرة، ضربًا بلا توقف، سوء تغذية، وبردًا قارسًا ورعبًا وجوعًا".


وأضاف دهيدي: "اعتقدنا نحن وباقي الأسرى أن هذه الظروف الصعبة ستكون قصيرة وعابرة، لأننا لم نتوقع أن تستمر حرب الإبادة لشعبنا في قطاع غزة 19 شهرًا، وكذلك العدوان على أهلنا في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس بهذه الوحشية من قتل وتدمير للمنازل والبنى التحتية".


وتابع يقول :"مع مرور الوقت، أصبحت الظروف أصعب وأكثر تفاقمًا، مع انتشار الأمراض، لتصبح الأوضاع الصحية كارثية". وأوضح: "انتشرت الأمراض الجلدية والأمراض الخطيرة داخل السجون، في ظل بطء وتقصير متعمد في تقديم العلاج، حيث قد ينتظر الأسير أشهرًا قبل أن يحصل على علاج بسيط".


وأكد دهيدي: "الأسرى اليوم في أسوأ وضع عاشته وتعيشه الحركة الأسيرة". وقال: "قسم كبير من الأسرى لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم من الجوع، المرض، والإصابات نتيجة التعذيب والضرب المستمر. الغالبية يؤدون الصلوات الخمس جالسين".


وأضاف: "الظروف التي تعيشها الضفة، وحرب الإبادة على غزة، وانقطاع حملات التضامن في الشارع الفلسطيني مع الأسرى، دفعت الكثير من الأسرى إلى عدم التفكير في تحدي السجان، لأن هذا التحدي له ثمن، وأحيانًا يكون الثمن روح المعتقل. الكثير من الأسرى دفعوا حياتهم ثمنًا لتحديهم السجان، في ظل حالة الفلتان وغياب كل المعايير القيمية والأخلاقية والقانونية في كل المعتقلات والسجون الإسرائيلية".


وعن انتشار الأوبئة والأمراض، قال دهيدي: "عشت في قسم 6 في معتقل 'ريمون'، الذي كان محور الأمراض الجلدية في مرحلة معينة، حيث استشهد اثنان من الأسرى فيه. ولا يزال هذا المعتقل تتفشى فيه الأمراض الجلدية والخطيرة. الأوضاع هناك صعبة جدًا بشكل عام. أمراض مثل 'السكايبوس' تستفحل في أجساد الأسرى، حتى إن بعضهم لم يكن يتحمل الألم، لأن العلاج بطيء جدًا والجرعات قليلة وغير فعالة، بفترات متباعدة وغير مكتملة، مما لا يحقق الشفاء الكامل، ويزيد من معاناة الأسرى المرضى والمصابين بالأمراض الجلدية الصعبة".


صفقة تبادل الأسرى

وأشار دهيدي إلى لحظات ما قبل الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى. وقال: "قُبيل صلاة الفجر بنصف ساعة، تم إبلاغنا بالانتقال إلى سجن آخر. وقال :"توقع الأسرى أن يكونوا ضمن الصفقة بسبب توقيت الإبلاغ غير الاعتيادي وغير مسبوق".


وأضاف: "بعد صلاة الفجر أبلغونا بالأسماء، ثم نُقل الذين تقرر إبعادهم إلى سجن النقب، وأنا منهم، حيث مكثنا في سجن النقب يومين، خضعنا خلالها لإجراءات التشخيص والفحص الطبي. أما الذين سيفرج عنهم في الوطن، تم نقلهم إلى معتقل 'عوفر' جنوب رام الله".


وقال الأسير المحرر دهيدي: "كنت على أعصابي وأترقب أن تتوقف الصفقة ويتراجع الاحتلال، كما فعل الاحتلال في المرحلة الأخيرة. رغم ذلك، كان هناك استمرار في الضرب والتهديد والإذلال. كان القلق يسيطر على الجميع بسبب احتمال تراجع الاحتلال عن تنفيذ الاتفاقية، حتى اللحظات الأخيرة عندما جاءت سيارات الصليب الأحمر لنقلنا إلى كرم أبو سالم، ومن هناك إلى معبر رفح، حيث تم تسليمنا للمخابرات المصرية. عندها أيقنا أننا تحررنا، والحمد لله".


التعامل بعد التحرير

أشاد دهيدي بالمعاملة المصرية التي وصفها بأنها "ممتازة ومحترمة"، ومع ذلك، أشار إلى وجود قيود على تحركاتهم داخل القاهرة لأسباب أمنية.


وردًا على رفض معظم الدول العربية استقبال الأسرى المحررين، قال أحمد: "ليس غريبًا. فقد خذلوا أهلنا في قطاع غزة ولا يزالون لا يقفون إلى جانب القطاع المحاصر وأهله الذين يتعرضون للإبادة الجماعية. بالمقارنة مع خذلان غزة، عدم استقبالنا أمر يحزّ بالنفس".


وانتقد بعض الدول العربية التي أظهرت دعمًا واضحًا للاحتلال، معتبرًا ذلك وصمة عار في تاريخ هذه الدول، التي تنكرت لقضية العرب والمسلمين الأولى. وقال: "إن ارتكاب الاحتلال لهذه المجازر التي يراها العالم بثًا مباشرًا بالصورة والصوت ولا يحرك أحد ساكنًا، بما فيهم العرب والمسلمون، تخاذل لم يسجل مثله في التاريخ من قبل".


وعن وجهته بعد القاهرة، قال: "لا أعلم بعد. ننتظر من يستقبلنا. تركيا أعلنت أنها ستستقبل 50 أسيرًا محررًا، وهناك قائمة جاهزة. ماليزيا استقبلت 15. قطر لم تحدد بعد. من الخيارات المطروحة إيران، التي أبدت استعدادها لاستقبال أسرى محررين من سجون الاحتلال".


وعبّر دهيدي عن شوقه للوطن ولقاء الأهل، الذين لم تسمح لهم سلطات الاحتلال بالخروج من الضفة الغربية إلى القاهرة لاستقباله. وقال: "لقد أعادت سلطات الاحتلال الأهل وسلمتهم 'أمر منع سفر'" في مزيد من التنكيل والتعذيب.


المستقبل لنا


قال أحمد: "الأولوية الآن هي لوقف حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة، لأن التحالف الأمريكي-الإسرائيلي ومخططاتهما هي مزيج من الاحتلال والسيطرة الاستراتيجية والاقتصادية، ليس لفلسطين فقط، وإنما للمنطقة برمتها".


وأكد أن المقاومة الفلسطينية لن تستسلم وتنتهي كما يحلم الاحتلال والمتآمرون معه. وقال: "الحل قالته المقاومة منذ اليوم الثاني لـ 7 من أكتوبر، وهو صفقة مشرفة تؤدي للإفراج عن الأسرى وإنهاء الاحتلال والعدوان".


وأشار دهيدي إلى أن السابع من أكتوبر يمثل نقطة تحول استراتيجية في مسار القضية الفلسطينية، وعبّر عن إيمانه بأن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.


وقال دهيدي: "أنوي الزواج ثم الانتقال والاستقرار. كما أخطط لإكمال الدراسة لخدمة شعبي ووطني".

وختم بالقول "عبر جريدة "القدس" أوجه التحية والسلام لأبناء شعبنا واهلنا في الوطن وأقول "المستقبل لنا وسنلتقي قريباً أن شاء الله".

دلالات

شارك برأيك

في لقاء خاص بـ(القدس): الأسير المحرر أحمد دهيدي: تركنا أخواننا الأسرى يواجهون ظروفًا صعبة من إذلال وشتائم وضرب بلا توقف وجوع ومرض

فلسطيني قبل 11 أيام

نابلس - فلسطين 🇵🇸

صبر جميل طالما زعمؤنا العرب بخير ك ل شيء يهون حسبنا الله ونعم الوكيل

المزيد في فلسطين

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1265)