Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 13 مايو 2025 9:26 صباحًا - بتوقيت القدس

ترمب في جولته الخليجية.. قراءة في الزيارة التاريخية

خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

د. أحمد يونس: زيارة ترامب لا تنفصل عن الطموحات الاقتصادية والسياسية التي يسعى إلى تثبيتها في عام انتخابي حساس

د. رفعت سيد أحمد: زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة أقرب إلى الجباية من كونها زيارة دبلوماسية وأي آمال عربية تُعلّق عليها فهي كاذبة

د. سنان شقديح: لا يوجد ما يشير إلى أن ترمب سيقدم شيئاً إيجابياً في الشأن الفلسطيني ليس فقط خلال زيارته للمنطقة ولكن طيلة ولايته

د. أماني القرم: لا استبعد استمرار الخطة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة في تدمير غزة وتهجير جزء كبير من أهلها بعد عودة ترامب لبلاده

د. أمجد شهاب: لا توجد مؤشرات قوية على أن زيارة ترامب ستؤدي إلى وقف فوري للعدوان على قطاع غزة

د. ثائر أبو راس: إذا نجح ترامب في التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى جانب الحصول على استثمارات ضخمة فهذا يُعتبر إنجازًا كبيرًا له



يراهن بعض المراقبين على قرارات غير متوقعة قد يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته المقررة للمنطقة اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وفي مقدمتها وقف حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ نحو عشرين شهراً، سيما في ظل إطلاق حركة حماس المحتجز الأمريكي عيدان ألكسندر أمس الاثنين، وفي ظل ما يتردد عن نوع من فتور العلاقة وحتى القطيعة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإٍسرائيلي.


لكن البعض الآخر، يستبعد أن تثمر هذه الزيارة عن قرارات مهمة، خاصة في ضوء التاريخ الطويل لانحياز ترامب لصالح دولة الاحتلال في ولايته السابقة والحالية، مؤكدين أن هدفه الأول والأخير هو العودة بأكبر استثمارات مالية من دول الخليج.

كتاب ومحللون تحدثوا لـ"القدس"، قالوا أن زيارة ترامب لا تنفصل عن الطموحات الاقتصادية والسياسية التي يسعى إلى تثبيتها لصالحه في ولايته الحالية، مؤكدين أن زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة أقرب إلى الجباية من كونها زيارة دبلوماسية ولا يجوز تعليق آمال عليها.





المشهد فوضوي ومتعدد اللاعبين في غزة


وقال الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني الدكتور أحمد يونس: "لا شك أنه لا يمكننا مقارنة  النزاع الهندي- الباكستاني مع ما يحصل في غزة. الاختلاف جوهري، فالنزاع الأول محصور بين دولتين، كل واحدة ذات نظام مؤسسي".

واضاف: "أما في غزة، فالمشهد فوضوي ومتعدد اللاعبين: إسرائيل، حماس، إيران، الحوثيون، وفاعلون إقليميون. خاصة وان ترامب، رغم دعمه التقليدي لإسرائيل، أوقف بشكل مفاجئ الحملة الأميركية على الحوثيين دون تنسيق مع تل أبيب، ما أثار قلق نتنياهو."

وتابع: يونس "ومع ذلك، تظهر مؤشرات على أن ترامب يسعى إلى "تفاهم إنساني مؤقت" في غزة: إدخال مساعدات، إعادة تشغيل محطة الكهرباء، أو عقد صفقة غذائية مع شركات أميركية. مثل هذه الخطوة قد تُرضي جزءًا من الجمهور الأميركي والدولي، وتسمح لنتنياهو بالتصعيد في غزة مقابل صمت واشنطن على الملف الإيراني."

لكنه يرى أن التحدي يبقى في صدقية ترامب كوسيط. فقراراته غالبًا ما تتغير وفق مصالحه الانتخابية والدعائية، لا على أساس استراتيجيات ثابتة. لذا، وقف الحرب في غزة ليس مرهونًا فقط بإرادته، بل بإعادة صياغة التوازنات الإقليمية.

وأكد د. يونس أن زيارة ترامب لا تنفصل عن الطموحات الاقتصادية والسياسية التي يسعى إلى تثبيتها في عام انتخابي حساس. في ظل ملف نووي إيراني متجدد، وتراجع ثقة إسرائيل بإدارته، يبدو ترامب متجهًا إلى الخليج لتحقيق إنجازين:

الأول اقتصادي. فالرئيس الأميركي حسب يونس يضع نصب عينيه توقيع صفقات ضخمة مع دول الخليج، تشمل الدفاع، الغذاء، وربما الطاقة. وأضاف "إن التقارير تشير إلى رغبة سعودية في إعادة تفعيل مشاريع مشتركة تم تعليقها خلال الإدارة السابقة، وترامب يعرف كيف يستثمر هذه اللحظة لتسجيل "نصر اقتصادي" يعود به إلى واشنطن كمفاوض ناجح".


ترامب والصفقات المركبة


الثاني سياسي، حيث أكد د. يونس أن الخليج يريد ضمانات أميركية في مواجهة الخطر الإيراني، لكن دون التورط في حرب. لذا، قد يعرض قادة الخليج على ترامب صفقة: تطبيع مدروس مع إسرائيل مقابل اتفاق نووي يجمّد قدرات إيران دون استفزازها. وهم يعلمون أن ترامب يقبل الصفقات المركبة ما دامت تصب في رصيده الإعلامي والشعبي.

وتطرق يونس للحفاوة المتوقعة لترامب في العواصم الخليجية. وقال هي "ليست فقط تأكيدًا على العلاقة، بل محاولة لاستخدام حضوره للضغط على إسرائيل نحو تهدئة في غزة، ولإخراج الملف الإيراني من دائرة الخطر المباشر. باختصار، الخليج لا يريد حربًا شاملة، بل موازنة جديدة بين واشنطن وطهران."

وختم يونس تصريحه بالتأكيد على أن زيارة ترامب ليست فقط جولة دبلوماسية بل اختبار حقيقي لقدرته على إدارة الأزمات وتوظيفها في خدمة مصالحه الانتخابية والاقتصادية، مضيفاً: "إن قدرته على وقف حرب غزة، تظل رهينة تعقيدات تتجاوز أسلوبه الدعائي، وتتطلب حنكة حقيقية وقراءة عميقة للمنطقة التي تغيّرت كثيرًا منذ آخر مرة زارها فيها."


19 شهراً من الصراع الفعلي مع الولايات المتحدة


من جانبه، وصف د. رفعت سيد أحمد المفكر القومي والخبير الاستراتيجي المصري زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة بأنها أقرب إلى الجباية منها إلى زيارة دبلوماسية، مشيرًا إلى أن أي آمال عربية تُعلّق على هذه الزيارة هي آمال كاذبة.

وقال سيد أحمد: "إن المنطقة تخوض منذ تسعة عشر شهراً صراعًا فعليًا مع الولايات المتحدة، وليس مع إسرائيل فقط، وذلك منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى".

وأضاف: "إن أمريكا العميقة هي التي تأتي بترامب وبايدن إلى الحكم، وبالتالي، فهي التي تحاربنا، وهي التي ستتخذ القرار". لافتا إلى "أن إيقاف الحرب سيكون على حساب الحقوق العربية والفلسطينية".

ورجح أن تكون هناك إدارة إسرائيلية تحتلّ قطاع غزة، في حين ستكون الإدارة العربية مجرّد غطاء لذلك.

وأكد ان نتنياهو لا يأتي إلا لإعطاء الأوامر بمزيد من الاحتلال، وليس علينا أن نُعوِّل على أي هدنة أو اتفاق يقوده.

وأشار الى ان الوضع هنا يختلف تمامًا عن العلاقة بين الهند وباكستان. موضحاً: "إننا أمام هجوم أمريكي على المنطقة، وجباية للأموال النفطية، أكثر من كونه سعيًا لتحقيق مصالح عربية أو فلسطينية عادلة."


تهديد أمريكا بورقتَي النفط والتطبيع


ويرى سيد أحمد أن على الحكام العرب، في القمة العربية القادمة التي ستُعقد بعد أسبوع في بغداد، أن يتحركوا لحماية عروشهم وكراسيهم، وذلك عبر الوحدة، وتهديد أمريكا باستخدام ورقتَي النفط والتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.

وقال: "إذا لم يفعل العرب ذلك، وظلّوا تقليديين ودبلوماسيين، واستمروا في استقبال ترامب – صاحب صفقة القرن، واغتيال سليماني، وغيرهم من شخصيات المنطقة – بالترحاب، فعلينا أن نتوقّع مزيدًا من المهانة العربية".

وأكد أن الفرصة الوحيدة المتاحة أمامنا هي هذه القمة، تليها مواقف واضحة من الدول التي يزورها ترامب، تُعبّر عن رفضها العملي للعدوان الإسرائيلي، من خلال قطع العلاقات معه، واستخدام ورقة النفط.

وختم سيد أحمد تصريحه بالقول: "خلاف ذلك، أعتقد أن زيارة ترامب ستكون بروتوكولية، ولن يكون هناك أي اتفاق إلا على حساب الفلسطينيين والعرب عمومًا. ولا ينبغي أن نحلم بأيّ دور أمريكي شبيه بالدور الذي لعبته واشنطن بين الهند وباكستان؛ فهذا وهم."



"لن يثمر العليق تفاحاً"


بدوره، قال المختص في الشأن الأمريكي د. سنان شقديح: "في جانبها الفلسطيني يمكن اختصار احتمالات ما ستسفر عنه زيارة ترمب للمنطقة بمقولة:" لن يثمر العليق تفاحاً". فلا يوجد منطقياً ما يمكن أن يشير إلى ما إذا كان الرئيس الأمريكي ترمب سيقدم شيئا إيجابياً في الشأن الفلسطيني ليس فقط خلال زيارته للمنطقة ولكن طيلة ولايته الحالية التي ستنتهي عام 2028. "

وأضاف: "إن المعلومات المتاحة من تصريحاته السابقة ومواقفه المعلنة تقدم صورة أوضح عن "عليق" ترمب. فخلال ولايته الأولى، أعلن خطة "صفقة القرن"، التي اقترحت حل دولتين، لكنها تضمنت الاعتراف بالقدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، وضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، مع تقديم استثمارات اقتصادية للفلسطينيين مقابل دولة محدودة السيادة وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية." 

وتابع شقديح: " في ديسمبر 2024، قال ترمب إنه يدعم أي حل يؤدي إلى السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هناك "أفكارًا أخرى غير حل الدولتين". ما يعكس موقفًا غامضًا وعدم التزام واضح بحل الدولتين. وفي فبراير 2025، أشار ترمب إلى خطة تتضمن تخصيص أراضٍ في الأردن ومصر للفلسطينيين، مع التلميح إلى إمكانية الاعتراف بسيادة إسرائيل على الضفة الغربية. اضافة لما سبق أطلق تصريحات عن خطة للسيطرة الأمريكية على غزة وتهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى مما يشير إلى أن ترمب قد يفضل حلولاً تتجاوز فكرة الدولة الفلسطينية التقليدية."

وأشار الى انه في حال قدم ترمب شيئاً في الشأن الفلسطيني فلن يقدمه لـ"سواد عيون" الفلسطينيين بل ضمن مقابل سعودي-إسلامي مرتبط بمفاوضات إقليمية تشمل التطبيع بين السعودية ومن خلفها سرب دول إسلامية وإسرائيل.


الخلاف مع نتنياهو انتقل من الإشاعات إلى الأفعال


ونوه  شقديح إلى أن ترمب ليس رئيساً اميركيًا تقليدياً. اضافة لذلك طاقم إدارته عين استنادا للولاء لشخصه وليس للمؤسسة الأميركية بالتالي هناك إمكانية لأن يتخذ مواقف تشكل استدارة كاملة عما يمكن توقعه منه خاصة ان خلافه مع نتنياهو انتقل من حيز الإشاعات لحد التعبير عن ذلك بالأفعال ويمكن هنا الإشارة لعدة نقاط تؤكد وجود الخلاف:

-ترمب صاحب كتاب "فن الصفقة" والذي يدير أمريكا كما يدير شركة خاصة سيحصل على أموال من الدول الخليجية للاستثمار في أمريكا وخلق فرص عمل بينما يدفع سنويا لإسرائيل.

-نشر ترامب فيديو لجيفري ساكس قبل نحو شهرين يصف نتنياهو بـ"ابن امرأة -استخدم شتيمة مقذعة".

-صرّح ترامب بأن نتنياهو لن يجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران.

• يسعى ترامب إلى مفاوضات مع إيران بدلًا من طلب إسرائيل قصف المواقع النووية الإيرانية.

• أقال ترامب مستشار الأمن القومي والتز بسبب ارتباطه الوثيق بنتنياهو واتهامه بالتآمر مع نتنياهو لدفع الولايات المتحدة نحو حرب مع إيران.

-ترامب يعقد اتفاقاً مع حركة أنصار الله في اليمن، مما يسمح باستمرار استهداف السفن الإسرائيلية.

• أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن ترامب قطع الاتصال مع نتنياهو لأنه يعتقد أن نتنياهو يتلاعب به وبإدارته.

-ألغى وزير دفاع ترامب فجأةً زيارته المقررة إلى إسرائيل.

-صرّح سفير ترامب لدى إسرائيل بأن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى موافقة إسرائيل لإحلال السلام مع اليمن.


مسيرة طويلة من المواقف السلبية تجاه الحق الفلسطيني


وخلص شقديح بالقول: "بين تاريخ مواقف ترمب السلبية تجاه الحقوق الفلسطينية ورغم تصاعد الخلاف مع حكومة نتنياهو فمن غير المرجح أن يقدم ترمب شيئاً للفلسطينيين وأن قدم فسيطلب الحصول على تنازلات كبيرة من الفلسطينيين، نظرًا لتاريخه المنحاز لإسرائيل ودعمه لسياسات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس".

وأضاف: تاريخه ومواقفه المعلنة تشير إلى تفضيله لحلول اقتصادية أو إقليمية (مثل تهجير الفلسطينيين أو تخصيص أراضٍ في دول أخرى) بدلاً من دولة فلسطينية ذات سيادة. مع ذلك ليس مستبعداً أن يعلن ترمب عن شكل من أشكال الإقرار ببعض الحقوق الفلسطينية رمزيا كمجاملة لمن يستضيفونه.



صخب ونتائج زيارة ترامب


من جهتها، قالت د. أماني القرم الكاتبة والباحثة في الشأن الأمريكي والإسرائيلي من غزة: "أن صخب ونتائج زيارة ترامب إلى المنطقة بدأت تظهر قبل بدئها. 

وأضافت: الملفت أن لزيارة ترامب والضجة التي تثار حولها من قبل الرئيس ترامب نفسه دلائل هامة  

أولاً: أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للسياسة الأمريكية. رغم محاولة بعض المفكرين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة التقليل من أهمية المنطقة وضروة تركها والتركيز على مناطق أخرى كشرق آسيا، إلا أنها ستبقى مركزاً رئيسياً  لمفاتيح الاستراتيجية الأمريكية ومصالحها القومية، وارتباطاتها العسكرية والاقتصادية الموجودة في المنطقة وامتداداتها العالمية لا يمكن تركها. فمن الواضح أنه مهما حاولت ترك الشرق الأوسط فهو لن يتركك. وكما قال بريجنسكي أن رؤية امريكا للشرق الاوسط ترتبط بالدور العالمي الأمريكي.

ثانياً: تبرز دول الخليج وخاصة السعودية بثقلها الاستراتيجي والمركزي المتمثل في الأهمية المركبة للنفط والبترودولار كشريك لا يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عنه فأبعاد العلاقة بين الطرفين المرتكزة على الثقل وتبادل المصالح تجعل من الصعب جدا فك الشراكة بين البلدين وتجاوز اية خلافات يمكن ان تطرأ في توجهات إدارة رئيس ما. وهو ما ظهر جلياً في الأيام السابقة فقد برزت الرياض كمركز للتحركات العالمية في استضافة المحادثات الأوكرانية الروسية والدخول على خط الوساطة الهندية الباكستانية .


الاستثمارات الخليجية واتفاقات التطبيع


ثالثاً: الرئيس ترامب جاء الى السلطة في البيت الأبيض وعينه على هدفين بناء على تكوينه الشخصي وخبرته كرجل أعمال وكشخصية تعتقد أنها الأفضل في الحكم وتدير العالم كما يقول: أولا: الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة ثانياً: إتمام اتفاقات التطبيع وكلاهما يرتكزان على السعودية. وبحكم وزنها الإقليمي والعالمي فالسعودية  لديها اشتراطات أهمها أنها لن تدخل في اتفاقات التطبيع الا بعد إحراز تقدم في مسار تفاوضي نحو دولة فلسطينية مستقلة وهو الأمر الذي تحاول إسرائيل بكل قوتها واعتداءاتها طمس كل محاولة للقفز على هذا الموضوع . 

وبخصوص تأثير زيارة ترامب الى المنطقة على الحرب في غزة ، قالت القرم: "أن صاحب مشروع ريفييرا غزة وتهجير أهلها بحجة سلامتهم فيما يقف بجانبه المسؤول عن دمارهم، وصاحب الإدارة الأكثر صهيونية في الولايات المتحدة، وتماهياً مع الحكومة اليمينية الصهيونية في إسرائيل، لذا لا اعتقد أن تأثير الزيارة سيتعدى حدود زمنها وسيبقى تأثيرها في حدود المصلحة الأمريكية ومصلحة الرئيس ترامب". 

وأضافت القرم:  "وعليه فلا استبعد مطلقاً استمرار الخطة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة في تدمير غزة وتهجير جزء كبير من أهلها بعد رجوع ترامب الى الولايات المتحدة، وانتهاء صخب زيارته الى المنطقة."


مقترحات جديدة من مصر وقطر لوقف العدوان  


وقال المحلل السياسي د. أمجد شهاب "إن زيارة ترامب للمنطقة لن تؤدي لوقف العدوان على قطاع غزة الا في حالة تقديم تنازلات إضافية من حركة حماس رغم الضغط الأمريكي على إسرائيل الذي تُمارسه إدارة ترامب للتوصل إلى هدنة مع حماس قبل زيارته، مع تحذيرات بأن استمرار العدوان قد يؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي السياسي".

وأضاف: إن ترامب استطاع إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي إدن ألكسندر، وهو آخر أسير أمريكي على قيد الحياة في قبضة حركة حماس بدون التزامات حقيقية لإنهاء مأساة قطاع غزة.  

وأكد شهاب أن زيارة ترامب تتزامن مع جهود وساطة من مصر وقطر لطرح مقترحات جديدة لوقف العدوان  تشمل هدنة طويلة الأمد وتبادل للأسرى.  

وقال: "هناك أمل ضعيف بأن يقوم ترامب خلال زيارته بالضغط من أجل إيجاد مخرج سياسي للوضع في قطاع. ولكن للاسف  لا توجد مؤشرات قوية على أن زيارة ترامب ستؤدي إلى وقف فوري للعدوان على قطاع غزة كون إسرائيل تُصر على مواصلة ارتكابها للمجازر حتى تحقيق أهدافها وهو تهجير السكان واستسلام حركة حماس".


الهدف الأساسي لزيارة ترامب اقتصادي


من ناحية ثانية، أشار شهاب الى ان الهدف الأساسي لزيارة الرئيس ترامب هو اقتصادي بغية حصوله على أكبر مبلغ من الاستثمارات من الدول التي سيزورها كالسعودية والإمارات وقطر في الاقتصاد الأمريكي.

ولفت إلى أنه بدون تقديم أي تنازلات حقيقية أو مقابل ملموس  للدول العربية كتطبيق المبادرة العربية للسلام المطروحه منذ عام ٢٠٠٢ او الحديث الجدي عن طرح حل الدولتين او وقف الاستيطان او رفع الحصار عن قطاع غزة. هذا يبقى التحدي الأكبر للدول العربية للحصول مقابل مقبول للرأي العام العربي  بدل وعود لا يتم الالتزام بها  بعد نهاية عهد الرؤساء الأمريكيين كجورج بوش الابن او الرئيس أوباما واليوم الرئيس ترامب...إلخ.

وأكد د. شهاب في ختام تصريحه أن مهمة إنقاذ سمعة العرب كقوة مؤثرة  على المستوى الاقليمي والدولي يبقى التحدي الأكبر لهم واستخدام الأوراق السلمية  وخاصة الاقتصادي كفيل بوقف العدوان وارتكاب المجازر في قطاع غزة وإيجاد حل مرضي للملف الفلسطيني.



توقيع اتفاقيات تجارية مع دول الخليج


بدوره، قال د. ثائر أبو راس المحاضر في قسم العلوم السياسية بجامعة ماريلاند – واشنطن "إن زيارة ترامب إلى المنطقة تهدف أولًا وأخيرًا إلى توقيع اتفاقيات تجارية مع دول الخليج، تُفضي إلى استثمارات هائلة داخل الولايات المتحدة وفي الاقتصاد الأمريكي."

وأكد أن ترامب شخص يعشق الظهور بمظهر المنتصر، ولذلك سيحاول جاهدًا الوصول إلى قمة السعودية، وفي جعبته، على الأقل، حلٌّ لوقف إطلاق النار، وربما أكثر من ذلك في غزة.

وأضاف: "سيحاول ترامب وقف إطلاق النار في غزة، ولكن في نهاية المطاف، يبقى هدفه الأساسي هو الاستثمارات الخليجية في أمريكا، لأنه وعد بأن تكون سياسته مبنية على جلب الاستثمارات الأجنبية إلى الداخل الأمريكي، من دون أن تقوم الولايات المتحدة بالاستثمار في الخارج، كما اعتادت خلال الأربعين أو الخمسين سنة الماضية".

وقال  أبو راس: "ترامب يريد أن يُظهر للأمريكيين أنّ الآية قد انقلبت، وأن الاستثمار بات يأتي إلى الداخل الأمريكي من الخارج، لا العكس وهذا هو الهدف الرئيسي".



فتور العلاقة بين نتنياهو وترامب


وأضاف: أما إذا نجح أيضًا في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بالتزامن مع توقيع اتفاقيات تجارية، فسيُعدّ ذلك إنجازًا إضافيًا له، وسيواصل الضغط على نتنياهو لتحقيقه.

ويرى أبو راس أن هناك فتورًا في العلاقة بين نتنياهو وترامب، وجزء من السبب هو رغبة ترامب في تحقيق إنجاز قبل وصوله إلى المنطقة.

وأكد أن الولايات المتحدة حاولت سابقًا لعب دور في التوسط بين الهند وباكستان، لكنها كانت واحدة فقط من بين عدّة دول، ولم يكن ذلك إنجازًا يُحسب لترامب.

وختم أبو راس بالقول: "إذا نجح ترامب في التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلى جانب الحصول على استثمارات ضخمة من دول الخليج، فهذا، بلا شك، سيُعتبر إنجازًا كبيرًا له، وهو بحاجة ماسّة إلى مثل هذه الإنجازات."

دلالات

شارك برأيك

ترمب في جولته الخليجية.. قراءة في الزيارة التاريخية

فلسطيني قبل 11 أيام

نابلس - فلسطين 🇵🇸

هي زيارة اقتصادية بامتياز مىات المليارات من الدولارات تتدفق على امريكا من بلد الحرمين وأخواتنا في غزة يموتون حوعا

المزيد في فلسطين

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1266)