محمد الكفارنة لـ"القدس": السيارات تحتاج ميزانيات ضخمة للصرف عليها من وقود وصيانة وزيوت وسمكرة ودهان

فؤاد حرز الله لـ"القدس": في ظل غياب الرقابة في غزة أصبحت أجرة التاكسي في كل يوم سعر جديد

ناصر مرزوق لـ"القدس": أي سيارة لو مشكلتها بسيطة أجرة صيانتها معضلة لصاحب السيارة والميكانيكي

باتت سيارات الأجرة والباصات، على وشك التوقف عن العمل في قطاع غزة؛ بسبب نفاد جميع أنواع الوقود المشغل لهذه المركبات.

وتعمل أغلبية سيارات الأجرة والباصات المتوسطة في غزة على السولار، وسعره في السوق السوداء نحو 60 شيكلاً للتر الواحد، لذا كان يلجأ السائقون في السابق لخلط السولار بزيت الطهي والمعروف محليًا باسم "السيرج" في محاولة للتغلب على مشكلة غلاء سعر السولار، ولكن حتى هذه الحيلة باتت لا تجدي نفعًا بسبب ارتفاع سعر لتر زيت الطهي إلى 80 و90 شيكلاً.

أما السيارات التي تعمل على البنزين، فسعر اللتر الواحد وصل إلى 350 شيكلاً، وحتى سيارات البنزين المحولة إلى الغاز فهي أيضًا مهددة بالتوقف بسبب ارتفاع سعر كيلو الغاز إلى 280 شيكلاً. وكان آخر مرة دخل فيها الغاز قبل ثلاثة أشهر، ما يعني أن المجاعة التي تضرب قطاع غزة وصلت أيضًا إلى المركبات التي تتغذى على السولار والبنزين والزيوت المعدنية.

سيارات السولار والبنزين سواء

وقال سائق الأجرة محمد الكفارنة لـ"القدس"، إن لديه سيارتان تعملان على "الخط" إحداهما على السولار، والأخرى على البنزين والغاز، والآن توقفتا عن العمل بسبب غلاء أسعار الوقود، خاصة وأنه رفع سعر الأجرة أكثر من 5 مرات خلال شهر، وهذا لم يعد يجدي نفعًا لأنه سيحرق الوقود بدون عمل خاصة وأن المواطنين سئموا رفع سعر الأجرة، في ظل الحرب والفقر.

وأضاف الكفارنة: "لا يمكن تفضيل سيارات السولار على البنزين أو العكس؛ ففي الوقت الحالي كل السيارات تحتاج ميزانيات ضخمة للصرف عليها من وقود وصيانة وزيوت وسمكرة ودهان، والأنسب لي هو التوقف عن العمل حتى يدخل الوقود بسعر يتناسب مع قدرة السائق والراكب.

ارتفاع سعر الأجرة بشكل متواصل

أما المواطن فؤاد حرز الله، فقد اشتكى ارتفاع سعر الأجرة أكثر من مرة، في ظل غياب الرقابة في غزة أصبحت أجرة التاكسي في كل يوم سعر جديد، وحتى إذا دخل وقود فالسعر سيظل مرتفعًا.

وأضاف حرز الله لـ"القدس": في كل مرة يقولون إذا دخل الوقود ستنخفض الأجرة، هذا ليس صحيحًا، سعر الأجرة يبقى مرتفعًا بحجج أخرى كالصيانة، وكأنه مطلوب من المواطنين تصليح سيارات الأجرة من جيوبهم الفارغة، مطالبًا الجهات المعنية بإنهاء هذا الوضع.

تكلفة صيانة السيارة ارتفعت 4 أضعاف

الميكانيكي ناصر مرزوق  قال لـ"القدس" إن تكلفة أسعار قطع السيارات ارتفعت أربعة أو خمسة أضعاف عن سعرها الطبيعي قبل الحرب، وهذا يعني أن أي سيارة لو مشكلتها بسيطة ستكون أجرة صيانتها معضلة لصاحب السيارة والميكانيكي في ظل شح قطع السيارات وغلائها، متابعًا: "لتر زيت محرك السيارة وصل إلى 80 شيكلاً، فما بالك بسيارة بحاجة إلى أربعة أو خمسة لترات؟".

وأوضح مرزوق أن بعض السيارات قطعها غير متوفرة في سوق قطع السيارات، ويمكن الاستعاضة عنها بقطع سيارات من نوع آخر، وهنا نتحدث مثلًا عن الهيونداي والكيا، لكن هذا لا يحدث في السيارات الأخرى التي تعاني مشاكل سواءً من القصف الإسرائيلي أو حتى من سوء شوارع غزة المدمرة، داعيًا للضغط على الاحتلال لإدخال جميع أنواع قطع السيارات والوقود حتى لا يتوقف ما تبقى من مركبات عن العمل.