أقلام وأراء
الأحد 10 نوفمبر 2024 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس
تهديدات ومخاطر البحث عن بديل للأونروا
صوّت الكنيست الإسرائيلي في 28 تشرين أول/ أكتوبر 2024، بأغلبية ساحقة على قرار قدّمه أعضاء من حزب الليكود، يحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) داخل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
يمنع القرار الأونروا من ممارسة أي نشاط أو تقديم أي خدمات في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، ويدخل حيز التنفيذ بعد 90 يوماً من تاريخه، ما يهدد بتعطيل المساعدات الإنسانية الأساسية لحوالي 2.2 مليون شخص في غزة، الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار والجوع نقص الدواء وحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام، إلى جانب تعرّض المساعدات الإنسانية في الضفة الغربية، والقدس الشرقية، ولبنان، وسوريا للخطر.
أثار القرار قلقاً واسعاً بين المنظمات الإنسانية التي حذّرت من تداعيات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين، خاصةً في ظل غياب بديل للأونروا. وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة وجّهها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حظر الأونروا سيؤثر بشكل كبير على الفلسطينيين، وأن إسرائيل كقوة احتلال ملزمة بتلبية احتياجاتهم. ورداً على ذلك، قال السفير الإسرائيلي داني دانون إن إسرائيل ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية، متّهماً الأونروا بالانحياز لصالح حركة حماس. وأعلنت وحدة "كوغات" الإسرائيلية ( وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الإسرائيلية) عن دعمها لعمل وكالات أممية أخرى في غزة، بينما نفت الأمم المتحدة وجود أي بديل يوازي دور الأونروا.
بالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت النرويج عن عزمها تقديم طلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار رأي قانوني من محكمة العدل الدولية حول التزام إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية للفلسطينيين، سواء من الأمم المتحدة أو من الدول الأخرى. وعلى الرغم من النوايا الصادقة للنرويج، التي تعترف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن النقاش الدائر حول إيجاد بديل لوكالة الأونروا يشكل تهديداً كبيراً لقضية اللاجئين الفلسطينيين، فالوكالة لا تقتصر مهمتها على تقديم المساعدات الإنسانية فقط، بل تعتبر رمزاً لحق العودة للفلسطينيين. ومن جانب آخر، فإن الحديث عن دور بديل للأونروا، خصوصاً في السياق الإسرائيلي، يمثل تحدياً كبيراً في ظل الظروف الراهنة، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي سيقوم حتماً باستغلال ملف المساعدات الإنسانية كورقة ضغط على الفلسطينيين بدلاً من الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني، التي لم يحترمها يوماً.
يعكس قرار الحظر رغبة التيارات اليمينية المتطرفة في إسرائيل في ترسيخ مفهوم القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل، تخلو من مخيمات اللاجئين، ومكاتب الأونروا، وأي شاهد إثبات على الهوية الفلسطينية. ويبدو أن هناك توجهاً واضحاً لتعزيز فكرة التهجير وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار مثل الأردن ولبنان وسوريا، مما يساهم في تقليل الدعم الدولي لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
يأتي قرار حظر الأونروا كجزء من خطة إسرائيلية – أمريكية أوسع تهدف إلى إلغاء دور الوكالة وصولاً إلى تصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين التاريخية. وقد بدأت الإدارة الأمريكية فعلياً في استكشاف بدائل للأونروا، وفقاً لتصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في آذار/ مارس 2024 حول بحث واشنطن عن وكالات بديلة للأونروا لتقديم المساعدات. وأغلب الظن أن جنسية هذه الوكالات ستكون أمريكية، وذلك في إطار استراتيجية أمريكية تهدف إلى تثبيث وتوسيع نفوذها، في مواجهة الصعود الصيني والروسي في المنطقة.
يشكل هذا القرار حلقة جديدة في سلسلة الجهود والمساعي الإسرائيلية لتقليص دور الأونروا وتصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. ومع اقتراب تنفيذ الحظر، يصبح من الضروري تعزيز التحرك الفلسطيني والعربي والدولي لحماية الأونروا ودعم حقوق اللاجئين. حيث تتطلب المرحلة المقبلة تكاتف الجهود لكسر هذا القرار والتأكيد على أهمية الأونروا كركيزة أساسية لتقديم المساعدات الإنسانية والدفاع عن حقوق اللاجئين في وجه تصعيد الاحتلال المستمر بعيداً عن أي ضغوط أو ابتزاز سياسي.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الذكاء الاصطناعي والعلاقات الرقمية: تحول شامل في نمط التواصل والاتصال
بقلم : صدقي ابوضهير، باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
هل الذكاء الاصطناعي "حرامي"؟
بقلم عبد الرحمن الخطيب، مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
بلاد الحرب أوطاني!
ابراهيم ملحم
النرويج تتضامن مع فلسطين: ملكاً وحكومة وشعباً وسفراء من كل أنحاء العالم
اياد أبو روك
تقييم متزن
غيرشون باسكن
الحل من عند رب السماء!
حديث القدس
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
د. ماهر الشريف
تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا
وسام رفيدي
حكم الأغنياء أم حكومة الأثرياء؟
جواد العناني
هل يدمرون (الأونروا)... "دولة" اللاجئين الفلسطينيين؟
د. أسعد عبدالرحمن
نزوح تحت النيران ونيران تحرق كل مكان
حديث القدس
من لا يعرف سيدرا فليُغرق رأسه في الرمل
عيـسى قراقـع
حملات المقاطعة الرقمية بين الوعي الجماهيري والضغط الاقتصادي
مريم شومان
تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني
سري القدوة
التعليم من أجل الأمل
فواز عقل
غزة وأخطاء السياسة الأميركية
جيمس زغبي
الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني
حمادة فراعنة
رسالة إلى السيد الرئيس ترمب!
حديث القدس
حديث النفس التي تخزها إبَرُ الشعر
فراس حج محمد
الرهائن في عهدي جيمي كارتر وجو بايدن
عقل صلاح
الأكثر تعليقاً
الجولاني لسي إن إن: هدفنا هو الإطاحة بالأسد وإقامة دولة مؤسسات
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
واشنطن: مزاعم الإبادة الجماعية في غزة لا أساس لها من الصحة
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة
الاحتلال يفرج عن المعتقلتين ليان ناصر وليان كايد
الأكثر قراءة
اتفاق "فتح" و"حماس".. لجنة إسناد لوحدة الساحات في الضفة والقطاع
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
حماس وفتح تتفقان على تشكيل لجنة لإدارة غزة
بانتظار القادم الجديد للبيت الأبيض.. لا مؤشرات تعد بإنطفاء الحريق
الرهائن في عهدي جيمي كارتر وجو بايدن
يديعوت: مؤشرات على أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة سيستمر سنوات
فورين بوليسي تخوض في الأسباب وراء التقارب السعودي الإيراني وابتعاد الرياض عن التطبيع
أسعار العملات
الجمعة 06 ديسمبر 2024 8:09 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.6
شراء 3.59
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.79
دينار / شيكل
بيع 5.07
شراء 5.06
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 187)
شارك برأيك
تهديدات ومخاطر البحث عن بديل للأونروا