أقلام وأراء
الخميس 01 أغسطس 2024 10:27 صباحًا - بتوقيت القدس
"إسرائيل ليست دولة عظمى" بحاجة لدعم من الخارج بالمال والسلاح وغطاء سياسي دولي من "الدول الصديقة"ومن أجل البقاء
تلخيص
أكد مؤرّخ إسرائيلي هو موكي تسور، بعد أقل من أسبوعين ونصف الأسبوع من وقوع عملية "طوفان الأقصى"، أن إسرائيل ليست دولة عظمى بالمطلق، بل دولة واقعة تحت وطأة أزمة شديدة نتيجة سياستها الخارجية عموما وتحديدا حيال القضية الفلسطينية.
تسبّب الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأميركي يوم 24 تموز/ يوليو الجاري، من بين أمور أخرى، في لجوء حتى محلّلين وكُتّاب رأي إسرائيليين إلى استعادة حقيقة أثبتتها أخيرا المستجدات المرتبطة بالحرب على غزّة، مؤدّاها أن إسرائيل ليست دولة عظمى، وأنها من أجل أن تستمرّ في البقاء بحاجة ليس فقط إلى دعم من الخارج بالمال والسلاح، وإنما أيضاً إلى غطاء سياسي دولي من "الدول الصديقة". وقبل هذه الاستعادة، أشير في أكثر من مقام، بما في ذلك ضمن تقارير معاهد أبحاث إسرائيلية متخصّصة، إلى ما وُصف بأنه انقلاب التعاطف والتأييد الدوليين اللذين حظيت بهما إسرائيل إثر أحداث 7 أكتوبر 2023، رُبّما على نحوٍ غير مسبوق خلال العقود الأخيرة، وتبدّلهما بانتقاداتٍ حادّة آخذة بالتصاعد، وباتهاماتٍ رسميةٍ تنظر فيها المحكمتان الدوليتان في لاهاي، وبعقوبات تتسع يوما بعد يوم ضد مستوطنين وعصابات استيطانية في الضفة الغربية، وبتراجع واضح في علاقات إسرائيل الخارجية ومكانتها الدولية، سواء مع دول متعدّدة على صعيد العلاقات الثنائية أو على صعيد علاقاتها مع الهيئات الدولية ومكانتها فيها.
ومثلما كتب المؤرّخ الإسرائيلي ألكسندر ياكوبسون، في وقت تحارب فيه إسرائيل في الجبهتين الجنوبية (مع قطاع غزّة) والشمالية (مع لبنان)، وتفرض مليشيا من اليمن (الحوثيون) حصارا بحريا عليها وتهاجم مدينة تل أبيب في وضح النهار. وفي وقتٍ تضطلع فيه الولايات المتحدة ليس فقط بتزويد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة الضرورية للقتال، إنما أيضا تبادر، ولأول مرة في تاريخ الصراع، إلى تفعيل قوة عسكرية عربية واجنبية مباشرة من أجل حماية سماء دولة الاحتلال من الصواريخ، حان الوقت كي نأخذ في الاعتبار خطورة التهديدات الماثلة أمام الدولة، وفي الوقت عينه حاجتها إلى دعم خارجي عسكري وسياسي مستمرّ.
وقبل ياكوبسون، أكد مؤرّخ إسرائيلي آخر هو موكي تسور، بعد أقل من أسبوعين ونصف الأسبوع من وقوع عملية "طوفان الأقصى"، أن إسرائيل ليست دولة عظمى بالمطلق، بل دولة واقعة تحت وطأة أزمة شديدة نتيجة سياستها الخارجية عموما وتحديدا حيال القضية الفلسطينية، والتي يقف في صلبها التمسك بالاحتلال ومعارضة قيام دولة فلسطينية. وانضافت إليها سياسة داخلية تبنّتها الحكومة اليمينية الكاملة برئاسة بنيامين نتنياهو التي تشكلّت في نهاية عام 2022، مستندةً إلى نتائج انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، وشفّت عن صورة واضحة بشأن صيرورة المجتمع الإسرائيلي، حيث عبّر السكان بوضوح عن دعمهم الشديد اليمين المتطرّف الذي يمثّله نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وهو التيار اليميني الذي يقول، بصوت واضح، إن لإسرائيل الحق في ممارسة سيادتها على أراضي الضفة الغربية، وتعزيز تفوّقها اليهودي ما بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن. ومكّنت هذه النتائج نتنياهو من إقامة حكومة يمينية بالكامل، يتولّى فيها سموتريتش وبن غفير مناصب رفيعة المستوى، مثل الدفاع والأمن الداخلي، بتسويغ أن هذا "هو ما أمر به الناخب".
وقبل هذه الحكومة، كانت هناك حكومة وصفت نفسها "حكومة تغيير" ولكن ليس السياسة الخارجية، بالرغم من تحذير أصوات من أن السيطرة العسكرية على الفلسطينيين في أراضي 1967 والجرح المتقيّح للاحتلال سوف ينفجران كما حدث في السابع من أكتوبر وليست هذه سوى البداية.
ومع مواصلة حرب الإبادة على غزّة، لا تلوح في الأفق الإسرائيلي أي مؤشّرات إلى بديل عن هذه السياسة، فضلا عن استمرار تماسك ائتلاف الحكومة اليمينية الكاملة، والتي شخّص العالم الكيميائي الإسرائيلي أهارون تشاحنوفر، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004، الوقود الذي يشغّل محرّكاتها بأن نصفه مؤلفٌ من الفساد والمصالح السياسية والشخصية لرئيسها نتنياهو، فيما نصفه الآخر مؤلفٌ من الأفكار المسيانية والقومية المتطرّفة التي يتبنّاها تيّار الصهيونية الدينية، ويحاول فرضها بالقوة على كل مفاصل الدولة، وكذلك على الجيش والشرطة وسائر الأذرع الأمنيّة.
-----------------------------------
الوقود الذي يشغّل محرّكاتها (إسرائيل) نصفه مؤلفٌ من الفساد والمصالح السياسية والشخصية لرئيسها نتنياهو، فيما نصفه الآخر مؤلفٌ من الأفكار المسحيانية والقومية المتطرّفة التي يتبنّاها تيّار الصهيونية الدينية، ويحاول فرضها بالقوة على كل مفاصل الدولة، وكذلك على الجيش والشرطة وسائر الأذرع الأمنيّة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
"طفح الكيل "
حديث القدس
صراع الوهم ضد الحقيقة
حمادة فراعنة
نفس القاتل.. عائشة نور وراشيل كوري
بهاء رحال
إشراقة العام الدراسي الجديد
جابر سعادة / عابود
توضيحات لبعض المصطلحات والتقاليد المسيحية
لورنس كارلوس سمور/ بيت لحم
الصلاة خيرٌ من النوم
أشخين ديمرجيان
في اليوم العالمي لدعم التعليم.. الحاجة إلى بلورة رؤى لدعم النظام التربوي التعليمي الفلسطيني
غسان عبد الله
الشرعية تكتسب ولا تمنح من المجتمع الدولي!
دلال صائب عريقات
شهيدة بيتا "عائشة نور إيزغي" التي ساحَت في السطوع
المتوكل طه
جنديّ يروي قصّة كلبهم الذي نهش طفل متلازمة داون (محمد بهار) ؟؟
وليد الهودلي
عن الشاهد والشهيد كان صديقي محاولة لكتابة سيرة غيرية لـ "مثقف ثوري" ما
توفيق العيسى
الضحايا الفلسطينيون.. السياق والمعنى
إياد البرغوثي
الشيخ والبحر!
ابراهيم ملحم
بأي ذنب قتلتا ؟
حديث القدس
قل لي ماذا تسميه أنت؟
فراس عبيد
حماية الحق في التعليم في ظل الإبادة التعليمية
ثروت زيد الكيلاني
غزة.. والمسؤولية الأميركية
جيمس زغبي
البرلمان الانتقالي والاعلان الدستوري المرتقبين
فهمي الزعارير
الأقصى لنا …
حديث القدس
حِمايةُ الحَقِّ في التَّعْليمِ في ظِلِّ الإبادةِ التَّعْليميَّةِ
بقلم: ثروت زيد الكيلاني
الأكثر تعليقاً
الشيخ: قتل الاحتلال متضامنة أميركية جريمة تتطلب محاسبة مرتكبيها في المحاكم الدولية
الضحايا الفلسطينيون.. السياق والمعنى
الديمقراطيون في الكونغرس يطالبون بايدن بمسائلة إسرائيل بمقتل الناشطة عائشة نور
صحيفة المانية تكشف الوثيقة السرية للسنوار حول التفاوض والحرب النفسية ضد إسرائيل
اجتماع إسرائيلي يبحث الصفقة ومسؤول أميركي يتحدث عن عقبة رئيسية
فرق الطوارئ تشرع بتهيئة مؤقتة للشوارع وإعادة الخدمات الأساسية في جنين
الرئيس يهاتف الرئيس تبون مهنئا بفوزه بالانتخابات لولاية جديدة
الأكثر قراءة
شيرين تتحدى روتانا بـ"البوتاجاز".. ومغردون: نريد سماع الأغاني بأي وسيلة
جهات إسرائيلية تحذر من تحويل الضفة إلى غزة ثانية
الضحايا الفلسطينيون.. السياق والمعنى
استشهاد متضامنة أجنبية برصاص الاحتلال جنوب نابلس
مشكلة الفائض النقدي (الشيكل) في فلسطين: تأثير السياسات الإسرائيلية
صحيفة المانية تكشف الوثيقة السرية للسنوار حول التفاوض والحرب النفسية ضد إسرائيل
مقتل 3 إسرائيليين قرب معبر الكرامة والكشف عن هوية المنفذ
أسعار العملات
الأحد 08 سبتمبر 2024 8:41 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.2
يورو / شيكل
بيع 4.14
شراء 4.1
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%19
%81
(مجموع المصوتين 94)
شارك برأيك
"إسرائيل ليست دولة عظمى" بحاجة لدعم من الخارج بالمال والسلاح وغطاء سياسي دولي من "الدول الصديقة"ومن أجل البقاء