مهما تكلم الإنسان عن المحبة، فإنه يقف عاجزاً أمام جملة معانيها، وتأثيرها، وصفات حاملها، لأنها بدورها تنعكس على الآخرين، وتجذبهم بسحر مضمونها في حياة الأفراد الذين يشعرون بالهدوء والسكينة والراحة النفسية، وكل ذلك بفضل تلك المزايا التي يتصف بها كل عاقل ونبيل.. كيف لا وهي كذلك البحر الذي تتحطم على أمواجه كل المؤثرات السلبية، مثل الخداع والكراهية وعدم المغفرة/ المسامحة، والمشتقات الأخرى.. لأنها جميعها مضادات للمحبة التي تعني الوضوح والصفح، وشفافية المسالك الكثيرة والبعيدة عن التعقيدات أو التساؤلات التي هي بلا معنى.
لقد حبانا المولى القدير وميزنا وزودنا بتلك المقويات أو الفيتامينات الروحية، التي تستمد مصدرها من ذلك الينبوع الخالد، حيث تتفجر مياهه رحمة ونعمة وبالمجان للجميع. أيها الناس أحبوا بعضكم بعضاً، هذه الكلمات موجهة لتشمل جميع شرائح وطبقات المجتمعات البشرية، خاصة في عصرنا الحديث/ أبناء القرن الحادي والعشرين، إذ لا يستثنى منها أحد، الأخوة والأخوات وزملاء العمل عامة وفي الشوارع والحارات وكل المعارف والجيران. وهنا أقول على الجانب الآخر أن يبادلنا تلك المشاعر، وهذا يعتمد على تبادل الثقة أو التضحية. كما يجب أن لا ننسى محبة العمل الخيري وصنع الخير، ومحبة الأوطان التي هي حتمُ على كل إنسان على مدى حقبات التاريخ والأزمان، ليعيش الإنسان حراً أبياً عزيز النفس.
هناك العديد من الأفراد الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، حيث يعيشون متباعدين، متنافرين، غير منسجمين في اختلاط طبيعي من أجل نسيان هذه المأساة، مربط الفرس-إن صح التعبير- وكأنهم يعيشون في قطبين متنافرين، ومع ذلك ومع مرور الزمن، فلا يزدادون إلا عنفاً، وبغضاً، وكراهية، كالأمراض السارية، تنقل عدواها وتتسرب إلى جميع الأجيال، وهنا يجب أن تدرك مدى غلاظة قلوب البشر غير المستعدين للنسيان وطي صفحة الماضي من دفاتر الأيام.
أيها الناس أحبوا بعضكم بعضاً، هذه الكلمات موجهة لتشمل جميع شرائح وطبقات المجتمعات البشرية، خاصة في عصرنا الحديث/ أبناء القرن الحادي والعشرين.
شارك برأيك
تأملات--المحبة.. تلك الجوهرة الضائعة