رغم المعاناة الشديدة التي يكابدها الأسرى في ظل سياسة القمع والتنكيل التي تجاوزت كل الحدود منذ 7 أكتوبر\ تشرين الأول الماضي، أكد الأسير المحرر المهندس سلطان خلوف، أن الأسرى ما زالوا صامدين مرابطين، ويوجهون تحية إجلال وإكبار للمقاومة التي فعلت ما عليها قدر المستطاع للإفراج عنهم والوصول إلى صفقة.

وقال خلوف لـ "القدس": "كل الأسرى المرضى والقدامى والأطفال بانتظار هذه الصفقة، التي وعدت بها المقاومة، ويوجهون ويباركون المقاومة، التي مرغت إسرائيل بالتراب، وأكدت للعالم بأسره أن هذه فلسطيننا وأرضنا نهرنا وبحرنا وترابنا، ولن نتخلى عنها أو نفرط بذرة تراب منها".

وأفرجت قوات الاحتلال عن المهندس خلوف، الأسبوع الماضي، عن حاجز الجلمة بعدما قضى 8 شهور في السجون، وعندما وصل لعائلته لم تتمكن في البداية من التعرف عليه، بسبب تأثره الكبير بظروف الاعتقال، التي أدت إلى فقدانه 64 كيلو غراماً من وزنه، وتغيير معالم وجهه وجسده.

وبينما أطلق خلوف اسم "جلبونتناموا" على سجن جلبوع الذي تحرر منه قال لمراسل "ے": "إن واقع السجون صعب جداً، رغم وجود تحسن نوعاً ما مقارنة بما كان عليه الوضع في بداية الحرب، هناك تفاوت من سجن إلى سجن، وأكثر السجون صعوبة هو جلبوع، فهناك معاناة حقيقية وإجراءات قمعية، ويليها سجن النقب بحسب ما كان يصلنا من الإخوة الأسرى خلال تنقلنا في البوسطة".

خلوف الذي عاش تجربة الاعتقال عدة مرات، وقضى في سجون الاحتلال سنوات، وخاض معركة الأمعاء الخاوية ضد الاعتقال الإداري، يقول: "كل شيء في السجن يرمز إلى المعاناة لأن الاحتلال مارس بحقنا عقوبات وانتهاكات خطيرة أثرت على حياتنا، وحرمتنا أبسط حقوقنا، ومن أهم المشاكل التي يعاني منها أسرى جلبوع حالياً، الأمور الحياتية بدون استئناء، بدءاً من القضايا والحقوق الدينية، وصولاً للطعام والعلاج".

وذكر خلوف أن إدارة السجون منعت صلاة الجمعة في الساحات وحتى في الغرف، قائلاً: "إن الأذان ممنوع، والصلاة ممنوعة في الساحة حتى يوم الجمعة، ومر علينا 120 جمعة بدون صلاة وأذان، أو يكون الأذان منخفضًا جداً، وإذا سمعوا صوتًا للأذان في أي غرفة يقومون باقتحامها والتنكيل بكل المحتجزين فيها بالضرب والقمع".

ويتابع خلوف، "هنالك تجويع متعمد لنا، وكميات الطعام التي توزع علينا قليلة جداً، وكذلك لا يتوفر فيها أبسط مقومات الحياة، علماً بأن إدارة السجن أغلقت (الكنتين) وصادرت محتوياته".

ويشير المحرر خلوف إلى أنه لا يمر يوم في حياة الأسرى دون عقاب وانتقام، ويقول: "ضمن برنامج الإدارة اليومي فرض الإجراءات القمعية مثل: التفتيشات الدائمة في كل الأوقات صباحاً ومساءًا، وفي منتصف الليل، بالإضافة إلى الهجوم على الأسرى وضربهم بشكل وحشي يسبب لهم الكسور والجروح والرضوض والآلام، ولا يتوفر لهم أبسط علاج".

ويشدد المحرر خلوف، على ضرورة التحرك لمؤازرة الأسرى وإنقاذهم من الموت البطيء، ويقول: "نعيش بعزلة كاملة، حتى المحامين عندما يزوروننا لا يبلغوننا بأية أخبار، بسبب تشديدات وسياسة الاحتلال بعدم إيصال أي اخبار لنا، وبالتالي لا يوجد لدينا اطلاع على الأحداث سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فقد سحبوا أجهزة التلفاز والمذياع، ونعتمد على الأسرى الجدد الذين يتم اعتقالهم حديثاً لمعرفة الأخبار".

ويقول خلوف: "إن إدارة السجن تواصل منع الزيارات، ومنع التواصل مع الأسرى، ومن الفورة، أو تزويدنا بالملابس والمياه، أو الطعام المناسب، لذلك فإن الأسرى بحاجة لوقفة جدية من كل المستويات الرسمية والشعبية، وقد تحول جلبوع لنسخة مصغرة عن السجون الأمريكية القبيحة في العراق مثل (غونتناموا)، وأحياناً نضطر لعدم كشف كل الأوضاع للحفاظ على مشاعر أهلنا، ولكن آن الأوان للتحرك وإنقاذ أسرانا من مخاطر الموت البطيء".

ويشير خلوف إلى أنه التقى خلال اعتقاله عددًا من أسرى غزة الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر\ تشرين الأول الماضي، موضحاً أن واقعهم صعب ويتعرضون لمعاملة قسوة، وسط الضرب بشكل وحشي، مطالباً الصليب الأحمر الدولي بزيارتهم ومتابعة أوضاعهم.