أقلام وأراء

الأحد 31 مارس 2024 11:04 صباحًا - بتوقيت القدس

ملفات فلسطينية أردنية

تلخيص


ثانياً، يحظى ملف القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي طليعتها المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني الحرمين وثالث المسجدين، بالاهتمام والرعاية الهاشمية الأردنية، لمكانتها الدينية، والتراثية والتاريخية، ولأنها جزء من أرض الضفة الفلسطينية، بل وعاصمتها، وتم استكمال احتلالها عام 1967 حينما كانت تتبع أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، وقد تخلى الأردن عنها قانونياً وسياسياً لصالح شعبها وممثلته منظمة التحرير، ولم يتخل عنها لصالح المستعمرة ومخططاتها التوسعية وبرامجها الاستعمارية، ولذلك يقف الأردن حازماً إلى جانب فلسطين وعاصمتها الأبدية التي كانت وستبقى وستعود، وقد تم ذلك بموافقة فلسطينية وتنسيق وتفاهم مسبق مع منظمة التحرير على قاعدة الشراكة في مواجهة العدو الواحد المشترك.


الأردن وعبر العديد من العناوين والوسائل والأدوات، وفي طليعتها العنصر البشري، وتوظيف حوالي ألف موظف يعملون على خدمة المسجد الأقصى، وما حوله، يحصلون على ثلاثة أضعاف الراتب الأردني المماثل للوظيفة وفق تصنيفات الموازنة، ليكونوا كرام النفس في مواجهة غلاء المعيشة السائد في فلسطين.


كما ترعى الحكومة الأردنية مجلس أوقاف القدس المعين من ذوات وشخصيات مقدسية تعمل على إدارة شؤون المسجد وتوابعه، ومن ضمنهم موظف أردني رفيع المستوى يعمل في مكتب رأس الدولة الأردنية، متفرغاً متابعاً لشؤون القدس وتداعياتها، لتبقى الصلة حية يومية مع وزارة الأوقاف والعاملين بها ومعها في القدس.


ويشغل وزير الخارجية اهتماماً خاصاً في ملف أعماله اليومية في متابعة القدس، وفي مواجهة مخططات المستعمرة على المستوى الدولي لدى الأمم المتحدة واليونسكو وكافة المحافل الدولية، انعكاساً في تكريس الرعاية الأردنية واستمرارية عملها، حفاظاً على عروبة القدس كجزء وامتداد للضفة الفلسطينية المحتلة، في مواجهة إجراءات التهويد والأسرلة والعبرنة من قبل المستعمرة التي تعمل على تكريس الاحتلال والاستيطان، ومحاولات تقليص العدد السكاني، وجعل الأرض والمعيشة طاردة للفلسطينيين، عبر تضييق فرص الحياة والعيش الكريم أمامهم، فالصراع حول الأرض والبشر هما عناوين المواجهة، بين المشروعين: 1- الاستعماري الإسرائيلي، 2- الوطني الفلسطيني، ولهذا تسعى المستعمرة لسلب واغتصاب والهيمنة على أكبر مساحة من الأرض، ونحو أقل عدد من البشر، ولهذا يعمل الأردن على توفير فرص الصمود للشعب الفلسطيني على أرضه، وضد الترحيل والإبعاد والتشريد واللجوء، كي تبقى فلسطين وطناً لشعبها، لا أن يتم تشريدهم كما سبق وفعلوا عامي 1948 و1967.


الصراع في القدس، محتدم، على قاعدة أن المستعمرة تعمل حثيثاً لجعل القدس الموحدة عاصمة لهم، ومحاولات نقل السفارات الأجنبية من تل أبيب إلى القدس، وتكثيف الاستيطان باتجاه تغيير المعالم العمرانية والسكانية وجعل الأغلبية السكانية من المستوطنين الأجانب اليهود، ولهذا يشارك الأردن في هذا الصراع إلى جانب الفلسطينيين من موقع المسؤولية والشراكة الوطنية والقومية والدينية.

------عناوين الانتصار الفلسطيني وشروطه---حمادة فراعنة-------

جرجرت المحتجين الاسرائيليين المطالبين بالتوصل لعقد صفقة تبادل فلسطينية اسرائيلية، من أمام البرلمان الكنيست يوم الأربعاء 20 أذار 2024، ووقائع غيرها في شوارع تل أبيب وحيفا، دالة على أن بروز التعارضات بين مكونات مجتمع المستعمرة الاسرائيلية، هو الرهان الثاني، والشرط الضرورة لتحقيق تطلعات الشعب العربي الفلسطيني نحو زوال الاحتلال وهزيمة الصهيونية كفكرة ومشروع. بدون ذلك، وبدون انقسام مجتمع المستعمرة لن يتمكن الفلسطينيون من تحقيق المساواة في مناطق 48، والاستقلال لمناطق 67، والعودة للاجئين إلى المدن والقرى التي طُردوا منها واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.


الشرط الاول الأكثر ضرورة لانتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني هو إنهاء الانقسام وتحقيق الائتلاف والشراكة والوحدة الوطنية بين مكونات وفعاليات وفصائل وأحزاب الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير ومؤسساتها: 1- المجلس الوطني، 2- المجلس المركزي، 3-اللجنة التنفيذية، 4-السلطة الفلسطينية.


الشرط الثاني هو اختراق المجتمع الاسرائيلي وشق صفوفه، وكسب انحيازات من بين مكوناته لصالح العمل المشترك، والنضال الموحد، ضد الاحتلال، وضد الصهيونية ، وضد العنصرية والتمييز، والتطلع نحو مستقبل موحد ومصالح مشتركة على الارض وفي الميدان، وندية ومساواة في الحقوق والتعامل ، ومستجدات الوقائع الملموسة التي تضمن للشعبين الحياة المشتركة سواء في إطار :1-دولتين متجاورتين ، أو 2-دولة ديمقراطية واحدة تقوم على أساس الهويتين الفلسطينية والاسرائيلية، والقوميتين العربية والعبرية، متعددة الديانات مسلمين ومسیحیین ويهود، وإدارة مشتركة وفق نتائج صناديق الاقتراع.


ما فعلته عملية اكتوبر الفلسطينية، وتداعياتها القاسية والتحولات الايجابية في شوارع أوروبا وأميركا وكندا واستراليا وغيرها، مهما بدت بداياتها متواضعة، ولكنها ملموسة جدية تراكمية لصالح فلسطين، بما يتعارض مع مصالح ورؤية ورواية المستعمرة التي قامت على الظلم والتضليل وسلب حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، وها هي تُمارس أقسى أنواع الاضطهاد، بإقرار أوروبي كما يقول جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي امام مؤتمر بروكسل الذي استهدف توفير المساعدات إلى غزة بقوله:


"لم تعد غزة على شفا مجاعة، بل في حالة مجاعة تؤثر على آلاف الاشخاص، والجوع يُستخدم سلاحاً للحرب، اسرائيل - المستعمرة - تتسبب في حدوث المجاعة" و بكل وقاحة يرد علیه اسرائیل کاتس وزير خارجية المستعمرة، بقوله : "لقد سمحنا بإدخال المساعدات ولكن حماس تقوم بتعطيلها بالتعاون مع وكالة الامم المتحدة الأونروا "، فهل ثمة كذب وتضليل وافتراء ، مثل هذا الذي يقوله ويدعيه وزير خارجية المستعمرة ؟؟.


نضال الفلسطينيين التراكمي عبر الأدوات والوسائل المتعددة محليا ودوليا، حقق عبر النضال والتضحيات انجازات باتجاهين أولاً الانحياز الايجابي لصالح عدالة قضيتهم، وثانياً الانكفاء عن دعم المستعمرة وكشف حقيقتها كمشروع استعماري توسعي، ولذلك وحتى يختزل الشعب الفلسطيني عوامل الزمن والتضحيات لا بد من إنجاز الشرط الأول المتمثل بوحدتهم الوطنية، والعمل على إنجاز الشرط الثاني وهو اختراق المجتمع الاسرائيلي وكسب انحيازات من بين صفوفه.


لقد أدرك الشيوعيون هذه المعادلة بوقت مبكر من خلال حزبهم وجبهتهم الديمقراطية للسلام والمساواة ، وهو ترات رسخوه وغدا عنوانا للنضال والعمل المشترك ضد الاحتلال والصهيونية، وهو ما يجب أن تسير عليه فصائل المقاومة الفلسطينية وتهتدي به ، وتعمل على أساسه .

دلالات

شارك برأيك

ملفات فلسطينية أردنية

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

دور الداخل الفلسطيني

حمادة فراعنة

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي ..؟

راسم عبيدات

"الطلبة يساهمون في صنع طريق التغيير وفلسطين هي معيار اختبار العدالة للجميع"

مروان أميل طوباسي

رفح تحت النار.. التصعيد الإسرائيلي يعمق أزمة غزة ويهدد استقرار المنطقة

فادي أبو بكر

قطر ورقة ضغط إسرائيل الخاسرة

سماح خليفة

ألتفاوض على الطريقة الفيتنامية والجزائرية..التفاوض تحت النار وبإسناد محور المقاومة

وسام رفيدي

قناة الجزيرة وانهيار سُمعة إسرائيل الهشّة

أحمد الحيلة

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 09 مايو 2024 9:40 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.98

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 239)

القدس حالة الطقس