أقلام وأراء

الأربعاء 27 مارس 2024 12:38 مساءً - بتوقيت القدس

فلسطين وحدت العالم

تلخيص

 الصوم هو رسالة محبة روحية واخلاقية في قدس يجب أن تبقى مفتوحة أمام أبناء شعبنا في كل مكان .. ؟!

القدس -  اعتبر المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ان فلسطين وحدت الجميع على مستوى العالم الذي هب مدافعا ومناصرا  عن الإنسانية والطفولة في غزة . وأكد خلال لقاء في صالون القدس الثقافي بفندق الدار  الذي يشرف عليه المهندس سامر نسيبة،  ان صوتنا الهادر بضرورة وقف الحرب الهمجية على غزة هو الأساس ولن تثنينا عن ذلك أية  قوة في العالم  . 


وقال " ان يتصادف الصوم لدى المسيحيين والمسلمين وان اختلفت الطريقة ، فهذا شيء يجب أن يكون عنصرا لتعزيز الوحدة الداخلية والمفاهيم الايمانية  المشتركة مع احتفاظ كل طرف بمفاهيمه الايمانية الخاصة "  . وأضاف "  لا يعني الصوم فقط الانقطاع عن الطعام  وإنما ان يجسد  ممارسة المحبة والتسامح والإنسانية والتعاضد والتكافل والالتفات إلى كل إنسان متألم ومحتاج  "  . فالصوم هو رسالة انسانية حضارية وأخلاقية وروحية ونحن بأمس الحاجة اليها في الأرض المقدسة حيث يتم استهداف القدس ، فتوضع القيود والتقييدات على المسلمين والمسيحيين من خلال الإجراءات الاحتلالية التي تمنعهم  وتحرمهم من الوصول إلى المسجد الاقصى وكنيسة القيامة . ورسالتنا في هذا الموسم الديني المشترك هو ان تكون القدس مفتوحة ولا يجوز أن يمنع الفلسطيني من الوصول إلى القدس ، حيث انني ضد قضية التصاريح لان الأصل ان تكون القدس مفتوحة للكل الفلسطيني ولجميع أبنائها من مسلمين ومسيحيين  ، فهولاء جميعا يحق لهم  ان يدخلوا القدس متى شاؤوا وان يتجولوا في أسواقها ويقيموا في  فنادقها ويزوروا اقاربهم وعائلاتهم  وان يستمتعوا بحرية الوصول إلى أماكن عبادتهم في كل وقت .


ووصف المطران حنا  ما يحدث في غزة اليوم ومنذ حوالي ستة أشهر بأنه  خارج نطاق التصور ، فلا يوجد هناك انسان فلسطيني او عربي أو أي إنسان في هذا العالم لديه قيم انسانية وحضارية ولا يشعر بالألم ،  الا من فقد انسانيته وبات لا يأبه بما يحصل ولا يعني له ذلك  شيئا ..؟! 


ونحن نعيش الألم والمعاناة والحزن منذ بدء هذه الحرب ، فالدماء النازفة هي دماءنا والشهداء من أبناء شعبنا  وغزة منكوبة اليوم . وذكر ما تعرضت له دور العبادة من مساجد وكنائس ومرافق عامة من استهداف مشيرا إلى النادي الارثوذكسي العربي الذي تهدم ودمرت مرافقه الرياضية والقاعات والمكتبات وكان يلجأ اليه  جميع من يقصده من اهل غزة وخارجها ويحتضنهم ويضع جميع امكاناته المتاحة تحت تصرفهم . وقال انه شارك في وضع حجر الأساس لهذا الصرح ،  ثم ،  تم افتتاحه بعد عشر سنين من العمل  وكلف الملايين وشهد نشاطات وفعاليات فكرية وادبية وثقافية ودينية ،  ليدمر  هذا الصرح الحضاري في لحظات  ..؟! وهو ما تعرضت له المستشفيات والاندية والمرافق العامة والخدمات الأساسية ، التي لم يبق منها حجر على حجر وهذه مآساة وكارثة رهيبة ..؟! 


وأكد المطران حنا  ان أضعف الإيمان هو ان نصلي من أجل غزة ، فنحن أشخاص ليس لنا نفوذ لوقف الحرب ولكننا نملك قوة معنوية والتي يجب أن تتلخص في شيئين مهمين هما عدم التقصير والحث الدائم على وقف الحرب رغم كل الضغوطات والتحذيرات والشيء الثاني هي الصلاة ، فغزة بحاجة إلى صلواتنا وندعو الله أن  يكون  معهم في هذه الأوقات العصيبة ، وانا من المؤمنين ان الحق يعلو ولا يعلى عليه ويجب أن نظل متفائلين ومتحلين بالطاقة الايجابية رغم وجود إشارات مخيفة ،  لتصفية القضية الفلسطينية وما يحدث هو شيء مدروس ومخطط من أجل تدمير غزة  وندعو الله أن لا ينجحوا في تنفيذ هذه المؤامرة الشيطانية ..؟! 


ودعا سيادة المطران في ختام اللقاء إلى ضرورة إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي نحو الأفضل والاحسن وتصويب البوصلة بالاتجاه الصحيح . وكذلك إصلاح مواضع الخلل التي لم يعد ممكنا السكوت عليها خاصة في هذه الأوقات الصعبة والحرجة والعصيبة  والابتعاد عن سياسة الانقسام والتخوين  والتكفير واثارة الفتن الداخلية التي تضعف حصانة الشعب وقدرته على مواجهة الأخطار الخارجية المحدقة به من كل جانب .


وخاطب الأمة العربية ، هذه قدسكم ومقدساتكم وقضيتكم النبيلة وعليكم ان تنادوا بالعدالة وتناصروها  ، فنحن لا نطلب المستحيل وغايتنا الحرية الحقيقية وان يعيش شعبنا بسلام مثل باقي شعوب العالم  . واهاب بالمرجعيات الإسلامية والمسيحية ان تتعاون فيما بينها بشكل اكبر ومؤثر  على المستوى  المحلي والعالمي من أجل القدس مدينة ايماننا المشترك وحاضنة تاريخنا ومقدساتنا  . فالمسيحيون يدافعون عن أعرق حضور مسيحي في هذا العالم وكذلك المسلمون ، فواجبنا الوطني يقتضي ان ندافع عن الارض والقضية العادلة . 


وتضرع سيادته  إلى الرب العلي ان تأتي الأعياد القادمة  - الفصح والفطر -  في أوضاع افضل وان نتجاوز هذه الالام وما يعتمل في صدورنا من حزن وغصة في ظل هذه الأوضاع الكارثية ونتمنى ما هو احسن ومطلبنا الأول والأخير ان تتوقف الحرب حقنا للدماء .


نسيبة : 

ورأى المهندس سامر نسيبة ان شعبنا يشكل لوحة موزاييك تكمل بعضها بعضا ، ونحن مسيحيين ومسلمين شعب واحد وكلنا فلسطينيون وامامنا تحدي مشترك مبني على تكريس اتحادنا بموجب منطلق وطني  وقومي وليس ديني والصراع مع المحتل هو على ارض محتلة وليس صراعا دينيا وإنما وطنيا يرفض اي مظهر من مظاهر التشدد ومؤسس على استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني  مع اعتزازنا و تمسكنا بإرثنا الديني . ونوه إلى التآمر على فلسطين منذ وعد بلفور المشؤوم والذي توقعنا انه بعد مئة عام ان يحقق الفلسطينيون الحد الأدنى من حقوقهم الوطنية والتاريخية والمتمثل بحل الدولتين ولكن يبدو للأسف أننا عدنا للمربع الأول في ظل هذه المقتلة الكارثية الرهيبة الجارية فصولها في غزة . وما زلنا عاجزين أمام التحدي الكبير المتمثل في لملمة صفوفنا واستعادة وحدتنا  الوطنية بسبب الخلل الموضوعي الكبير وهو ضعف الأمة العربية وانقسامها وتشرذمها .

دلالات

شارك برأيك

فلسطين وحدت العالم

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 166)

القدس حالة الطقس