أقلام وأراء

الأربعاء 28 فبراير 2024 9:47 صباحًا - بتوقيت القدس

ما بين طوفان الغفران وطوفان رمضان

قبل أقل من أسبوعين على بداية شهر رمضان المبارك أطل وزير الجيش الاسرائيلي يؤاف غالانت امس بتصريحات تحمل مزيدا من المبررات الوهمية التي تحاول إسرائيل الاستناد عليها من اجل مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني في كل مكان ..


غالانت عقد اجتماعا لتقييم الوضع الامني والعسكري قبل حلول شهر رمضان بمشاركة رئيس هيئة الأركان ورئيس الشاباك ونائب رئيس الموساد ومدير عام وزارة الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات ورئيس قسم العمليات وقائد الجبهة الداخلية وغيرهم من الضباط وأتبعه باجتماع ثان مع قيادة المنطقة الوسطى في الجيش ، ادعى فيه ان ايران وحزب الله وحماس تخطط لاشعال كافة الجبهات خلال شهر رمضان المبارك وتوحيد الساحات في القدس والضفة الغربية والداخل ، موضحا ان حماس تسعى لاندلاع الجزء الثاني من طوفان الأقصى في رمضان انطلاقا من المسجد الأقصى .


وقال غالانت ان ما فشلت فيه حماس خلال الحرب الحالية لن نسمح لها بتحقيقه في شهر رمضان .


تأتي هذه التصريحات في اطار الحرب التي تشنها إسرائيل على شعبنا ورغم ان إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات لاي عدوان لان استراتيجيتها تقوم على لغة الحرب والقتل والدمار ، إلا ان غالانت وقيادات الجيش ومنظومات العسكر والشرطة يسعون لخلق اوضاع متوترة خلال الشهر الفضيل من خلال التلويح بمثل هذه التصريحات التي تخالف الواقع الحالي ولا تتماشى معه ، حتى تكون مقدمة وسببا لفرض مزيد من الاجراءات العقابية في مدينة القدس بمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى لاداء صلوات الجمعة في رمضان.


رسالة إسرائيل واضحة ولا تحتاج إلى تحليل فهي كمن يقول بالضبط للفلسطينيين ..قمتم بطوفان الأقصى في عيد الغفران وسنرد عليكم في شهر رمضان ومن هنا تأتي الاشارة المفاجئة من غالانت بان هناك من يخطط لاندلاع الجزء الثاني من طوفان الأقصى في شهر رمضان..


بين طوفان الأقصى الذي جاء كرد على الاحتلال والاستيطان وانتهاك المقدسات وخصوصا الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والحصار على غزة والاعتقالات والاغتيالات في الضفة والإجراءات التعسفية بحق الاسرى ، وشهر رمضان مسافة كبيرة جدا وشاسعة ، فرمضان شهر للعبادة والاستغفار والتقوى ، إلا أن إسرائيل تريده شهرا للمشاكل والاضطرابات بسياسة شيطانية بعيدة عن الواقع الذي يقول ان هناك هدوءا في القدس والداخل الفلسطيني وان اسرائيل هي التي لها مصلحة في اشعال الأوضاع وليس حماس او اي منظمة إقليمية او فصيل فلسطيني آخر .


من شأن هذه الصورة التي قدمها وزير الجيش الاسرائيلي امس والتي نقلتها وسائل الإعلام ان تزيد المشهد تعقيدا وتخلق العديد من المبررات التي لا اساس لها من الصحة ،لمواصلة تقييد وخنق المواطنين وحرمانهم من حرية العبادة في شهر رمضان المبارك وما طوفان رمضان الذي يدعيه غالانت إلا حكاية وهمية بينما طوفان الأقصى هو رد فعل على احتلال جاثم على صدور ابناء شعبنا ، أعاد للقضية الفلسطينية اعتبارها ومكانتها وفرض على العالم اجمع ان يقر بحق شعبنا بالحرية والاستقلال.


غالانت يقول للشعب الفلسطيني : دفع اليهود ثمنا في عيد الغفران وستدفعون ثمنا باهظا في رمضان …

دلالات

شارك برأيك

ما بين طوفان الغفران وطوفان رمضان

المزيد في أقلام وأراء

الحوكمة الرقمية.. رافعة نحو التنمية المستدامة في التعليم العالي الفلسطيني‬

مسؤولية المرشد النفسي: بين أخلاقيات المهنة، وتحديات الفكر المشوّه

داليا الكردي

عِيل الصبر!

ابراهيم ملحم

الغزو البري ..ذاكرة لبنانية حافلة بالأوجاع ..

حديث القدس

اغتيال نصر الله نقطة فاصلة

هاني المصري

حرب الإبادة ومؤامرات التصفية الإسرائيلية

سري القدوة

قراءة أولية في خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة

غانية ملحيس

قد يتأخر النصر الذي وعدتنا به لكن "السلام" أصبح من المستحيلات

حمدي فراج

الشراكة الأميركية الإسرائيلية

حمادة فراعنة

احتمالات الحرب الإقليمية ومصير غزة

جمال زقوت

قطاع غزة.. الكارثة تتسع

بهاء رحال

٣٦٠ يوما على العدوان .. غزة تبقى حكاية الوجع الأكبر

حديث القدس

هل هزمتنا إسرائيل ؟!

أحمد رفيق عوض

رحيل حسن نصر الله

حمادة فراعنة

ثلاثة تهديدات ونصف

المتوكل طه

اضطراب القلق الوجودي الكارثي (ECA)

غسان عبد الله

اغتيال أمين عام حزب الله وحسابات الحرب الإسرائيلية

أسامة خليفة

السعودية والتحالف الدولي.. نموذج جديد للدبلوماسية المتعددة

دلال صائب عريقات ‏

العدوان الاسرائيلي لا يقف عند حدود

حديث القدس

وحدة الساحات: السلاح الذي لا تراه إسرائيل في معركة وجودية

ياسر مناع

أسعار العملات

الأربعاء 02 أكتوبر 2024 9:03 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.75

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.16

شراء 4.15

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 291)