عربي ودولي

الأحد 18 فبراير 2024 6:21 مساءً - بتوقيت القدس

إسرائيل تعمل على تفكيك "الأنوروا" لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

واشنطن - "القدس"دوت كوم – سعيد عريقات

تحاول إسرائيل إلغاء "وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "ألأونروا"، التابعة للأمم المتحدة، ولكن لا تزال هناك خيارات قليلة لمساعدة غزة التي تمنع إسرائيل وصولها بشدة محكمة، ونظام مستشفياتها المنهار  جراء


وتفيد تقارير كل منظمات الإغاثة العاملة في القطاع، أن غزة تقترب من المجاعة بسبب شح المواد الغذائية التي تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع المنكوب، ودمار المستشفيات والمرافق الصحية التي تدمرها إسرائيل عبر حربها المستمرة منذ 140 يوما دون توقف ، ولا يحصل غالبية سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، على ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الدواء.


وادعى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الجمعة الماضي، 16 شباط 2024،  إن 30 موظفًا إضافيًا في الأونروا شاركوا في هجوم حماس، الذي تقول السلطات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في المجتمعات القريبة من غزة، بينهم 350 جندي (بحسب إسرائيل) واحتجاز أكثر من 253 رهينة أخرى. هذا بالإضافة إلى الموظفين الـ12 الذين اتهمتهم إسرائيل الشهر الماضي.


وقال غالانت للصحفيين يوم الجمعة إن "الأونروا فقدت شرعيتها ولم تعد قادرة على العمل كهيئة تابعة للأمم المتحدة".. وأضاف "لقد أصدرت تعليماتي إلى مؤسسة الدفاع بالبدء في نقل المسؤوليات المتعلقة بتسليم المساعدات إلى منظمات إضافية".


ويفيد الخبراء المعنيون أن إسرائيل لم تقدم حتى هذه اللحظة أي أدلة مادية على مشاركة موظفين من الوكالة الإغاثية الفذة، الأنوروا، والتي تحاول إسرائيل تفكيكها منذ عقود، ولكن لا تزال هناك خيارات قليلة لمساعدة غزة.


ومع ظهور مزاعم جديدة بأن المزيد من موظفي الأونروا شاركوا في الهجوم المميت الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول، تحاول الحكومة الإسرائيلية نزع الشرعية عن وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لمساعدة الفلسطينيين والالتفاف حولها، حتى مع اعتراف المسؤولين بأنها الموزع الرئيسي لإمدادات الطوارئ للفلسطينيين؛ سكان غزة المحاصرون الذين يواجهون مجاعة جماعية.


وفي الأسبوع الماضي، أرسلت وكالة الأنوروا التابعة للأمم المتحدة نحو 80 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة، لكن ذلك كان بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، وهي إحدى المنظمات التي اقترحت إسرائيل أن تحل محلها. ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى  تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الأونروا ، قولها إن هذا يمثل نحو نصف الكمية التي سلمتها الأونروا إلى القطاع الشهر الماضي.


كما حذر المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، في 9 شباط ، إن ما يكفي من الدقيق والأرز والحمص وزيت الطهي القادمة من تركيا، والتي تكفي لمدة شهر، لا تزال عالقة منذ أسابيع في ميناء أشدود الإسرائيلي، حيث صدرت تعليمات للسلطات بعدم الإفراج عنها من قبل إسرائيل.


ويدعي غالانت إن 12% من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13,000 موظف ينتمون إلى حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وهو رقم اعتباطي بحسب الكثير من الخبراء، حيث نفت الأونروا علمها بتورط موظفيها المزعوم في هجوم 7 تشرين الأول.


وأشارت الحكومة الإسرائيلية إلى أنه حتى "مع وجود أجهزة استخبارات وقوات أمنية محترفة للغاية، فإن إسرائيل لم تتمكن من اكتشاف التخطيط للهجوم يوم 7 تشرين الأول ، ما يجعلها تتهم الأنوروا دون أي مراعاة لحقيقة الأدلة المتوفرة ، على اعتبار أنها تخمن أنه كان هناك مشاركة من موظفي الأنوروا.   


وقد دفعت هذه الادعاءات الولايات المتحدة، أكبر داعم للأونروا، و15 حكومة أخرى إلى تعليق تمويل الوكالة في انتظار نتائج تحقيقات متعددة. وتقول إدارة بايدن إنها تستكشف طرقًا أخرى لتوصيل المساعدات إلى غزة.


وردت إسرائيل على هجوم السابع من تشرين الأول بشن حرب عشوائية تقول السلطات الإسرائيلية إنها تهدف إلى القضاء على حماس. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحرب الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 28900 شخص في غزة حتى الآن، وجرحت أكثر من 65 ألف جريح ، فيما لا يزال الآلاف من المفقودين الأغلبية الساحقة منهم من النساء والأطفال، كما أجبر أكثر من 80 بالمائة من الناجين على ترك منازلهم. وتقول الوكالة إن من بين القتلى ما لا يقل عن 258 من العاملين في الأونروا.


ومع قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع حملته، يقول إنه كشف تفاصيل جديدة عن تعاون الأونروا مع حماس.


ونشر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو هذا الشهر لما قال إنه مجمع خوادم تحت الأرض تابع لحماس على عمق 65 قدما تحت مقر الأونروا في غزة، فيما نفى لازاريني أن يكون على علم بأي مرافق للوكالة مرتبطة بحركة حماس.


يشار إلى أن إسرائيل وأنصارها في واشنطن، خاصة ما يسمى "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي واحدة من واجهات اللوبي الإسرائيلي، و منظمة "ميمري" تعملان منذ سنوات على تشويه سمعة "الأنوروا" ويدعون أن عدد اللاجئين الفلسطينيين لا يزيد عن 50 ألف، وأن وكالة "الأنوروا" تبقي قضية اللاجئين حية، وذلك في سعيهم تصفية القضية الفلسطينية.


وفي واشنطن، تواصل إدارة بايدن دعم عمل الأونروا لكنها تعتقد أنه من غير المرجح أن تجد دعمًا لمزيد من التمويل في أي وقت قريب. وفي ظل المعارضة الشديدة من جانب الجمهوريين في الكونجرس وانقسام الديمقراطيين، فإن قليلين يرون أن تمويل الأونروا مستقبلا. وتضمنت النسخة التي وافق عليها مجلس الشيوخ لمشروع القانون التكميلي لتمويل المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وحلفاء آخرين، فقرة تمنع تمويل وكالة الأنوروا.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر في رده على سؤال مراسل القدس  الأسبوع الماضي: "كمبدأ عام، نحن ندعم العمل الذي تقوم به الأونروا؛ نحن نؤيد تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة. لقد كانت الولايات المتحدة أكبر ممول للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ونتوقع مواصلة تمويل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين”.


لكن الإدارة تستكشف طرقا أخرى لتمويل بعض العمل الذي قامت به الأونروا في غزة وأماكن أخرى، بما في ذلك إمكانية إعادة توجيه الأموال إلى برنامج الغذاء العالمي.


وقال ميلر إن هناك أيضًا إمكانية إيجاد حل بديل للميزانية. يمكن لحلفاء الولايات المتحدة زيادة تمويلهم للأونروا من خلال الأموال المحولة من البرامج الأخرى، والتي يمكن لواشنطن بعد ذلك أن تقوم بملئها.

دلالات

شارك برأيك

إسرائيل تعمل على تفكيك "الأنوروا" لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%6

%94

(مجموع المصوتين 68)

القدس حالة الطقس