أقلام وأراء

الأحد 17 ديسمبر 2023 10:51 صباحًا - بتوقيت القدس

شرف كبير للجزيرة

ترتقي محطة الجزيرة القطرية، عبر شبكة مراسليها في فلسطين، وتغطيتها لمرارة الأحداث التي تجتاح قطاع غزة، الذي كان محاصراً، وازداد أهله وجعاً ونكبة بعد معركة 7 أكتوبر 2023، على أثر القصف الهمجي المقصود، والاجتياح التدميري الذي قارفته قوات المستعمرة الإسرائيلية، ومتابعة تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحيثياته من زاويتي: جرائم قوات الاحتلال وتفاصيلها، ومعاناة الشعب الفلسطيني جراء القتل وتداعياته من الجوع والحرمان لأبسط حقوق ومستلزمات الحياة، الذي يمس العائلات والأطفال منهم، مسببة أقسى كارثة وأشد ما تشهده البشرية، من ألام مقصودة تسببها حكومة المستعمرة وجيشها وأجهزتها.


محطة الجزيرة تؤدي واجبها المهني بتفوق، وتدفع ثمن ذلك من خيرة كوادرها الشجعان، من المراسلين والمصورين والفنيين، عبر انخراطهم في مسامات العمل وضرورته، والاندفاع نحو تفاصيل الفعل من قبل طرفي الصراع، لتقديم صورة جدية حقيقية الأقرب إلى الدقة والدهشة والواقع.


من شيرين أبو عاقلة، إلى وائل الدحدوح وليس أخيراً سامر أبو دقة الذي فقد حياته مروراً بالمراسلين أنس الشريف ومؤمن الشرافي، والعديد من عائلات المراسلين المستهدفين.


إذا كان مراسلوا الجزيرة وعائلاتهم قد تعرضوا للأذى كمواطنين، فهذه إدانة قانونية وانحطاط أخلاقي لدى قوات المستعمرة، لأن المراسلين ليسوا من "المتطرفين" وليسوا من " الإرهابيين" وليسوا من "حماس" أو مؤيدين منخرطين بمهماتها وأفعالها، بل هم من المواطنين المنخرطين بعمل مهني صحفي مكشوف.


وإذا كان استهدافهم مقتصراً لأنهم مراسلين كاشفين متابعين مهنيين، وصحفيين، يدفعون وعائلاتهم ثمن ما يفعلوه كصحفيين فهي جريمة مزدوجة حصيلتها الإدانة المطلوبة من كافة المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، والعقوبات الفعلية لفعل الجريمة التي تقارفها المستعمرة ومؤسساتها وقواتها، بالعزلة ودفع الثمن من قبل المجتمع الدولي وخاصة من الشعوب المتحضرة التي تدعي حكوماتها الحرص على الأمن والاستقرار والعصرنة وحقوق الإنسان.


وقائع ما يشهده الجسم الصحفي عموماً ، من رحيل 90 صحفياً فلسطينياً، ومنع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة ليشهدوا ما تفعله المستعمرة من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، أدى إلى تغيير مواقف الشارع الأوروبي والأميركي وحراكه، فكيف لو تكاثر الحضور الصحفي الأجنبي ونقل تفاصيل جرائم المستعمرة، سيكون الأثر بالتأكيد بليغاً وقوياً ومؤثراً.


ما تفعله المستعمرة، فرض التغيير التدريجي للشارع الأوروبي والأميركي باتجاه التعاطف مع الفلسطينيين ورفضاً لرواية الإسرائيليين وأفعالهم، فانقلب مواقف البعض سياسياً، وتطور موقف البعض الأخر، والحصيلة مكاسب استراتيجية للفلسطينيين وخسارة وفضح وتعرية استراتيجية للإسرائيليين.


ما تقوم به الصحافة، خاصة المرئية التلفزيونية منها، وفي طليعتها الجزيرة، من خلال رصد وتوثيق: 1- جرائم المستعمرة، 2- معاناة الفلسطينيين، 3- أفعال المقاومة، فعل مهني تؤدي تداعياته إلى ما نشهده في شوارع عواصم العالم، وهذا التصويت المتقدم لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح فلسطين دلالة على ذلك.


لقد سبق للمستعمرة وأدواتها أن قامت بمجازر مشابهة، أقل وأكثر لدى سكان وأهالي ومدن وقرى فلسطين عام 1948، ولكن بدون مراقبة الكاميرا، بدون صور للجرائم، باستثناء طرد وتشريد نصف الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه.


تم التعاطف مع مظاهر التشرد واللجوء والفقر والجوع الفلسطيني في مخيماتهم في لبنان وسوريا والأردن، والتعاطف الإنساني معهم، وبقيت كذلك بدون فعل يؤدي إلى عودة هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم المصادر المسروق من المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.


مجازر المستعمرة ضد الفلسطينيين كتب عنها وأرخها عدد من الباحثين، وأبرزهم الذي رصد وقائع جرائم المستعمرة وتفاصيلها الباحث المؤرخ الإسرائيلي ألان بابيه في كتابه المرجعي عن "التطهير العرقي في فلسطين" المستند إلى وقائع وتفاصيل أخذها من أرشيف جيش المستعمرة الإسرائيلية، ومقابلات مع مجرمي وقادة جيش الاحتلال.

دلالات

شارك برأيك

شرف كبير للجزيرة

المزيد في أقلام وأراء

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 228)

القدس حالة الطقس