أقلام وأراء

الثّلاثاء 12 ديسمبر 2023 9:31 صباحًا - بتوقيت القدس

تهديدات "غالانت"لحزب الله "ببروغندا"اعلامية" أم هي جدية..؟؟؟

وزير حرب دولة الإحتلال يؤاف غالانت، قال بأنه سيعمل عل اعادة المستوطنين الى المستوطنات الشمالية قريباً،وهذا التصريح دفع بقادة المستوطنين في مستوطنات الشمال للقول لغالانت،بأن مستوطنات الشمال فارغة،ولن يعودوا اليها،اذا ما بقيت قوات "الرضوان التابعة لحزب الله،بالقرب من السياج الحدودي،ومنذ معركة "طوفان الأٌقصى" المستمرة منذ 65 يوماً،والتي انخرط فيها حزب الله بشكل متدرج ومتصاعد من يومها الثاني ،جرى ترحيل سكان 43 مستوطنة من مستوطنات الشمال،نتيجة المعارك والقصف المتواصل من قبل الحزب لمواقع عسكرية اسرائيلية ومستوطنات على طول جبهة الشمال،والذين جرى نقلهم للفنادق على حساب حكومة الإحتلال،وتلك المستوطنات،تتمتع بمناطق زراعية واسعة،بساتين فواكه وحقول خضروات،وبسبب شدة قصف حزب الله وإطلاقه للصواريخ، لم يتمكن المستوطنون من الوصول اليها،وهذا يعني خسائر اقتصادية كبيرة ليس للمزارعين ومربي الدواجن والإبقار في تلك المناطق،بل هذا يشكل عبئا اقتصاديا على اقتصاد الإحتلال الذي بات يعاني من أزمات كبيرة وعميقة .

ليس " غالانت" وحده من يوجه هذه التهديدات،بل نفس العبارات والمقولات ،رددها رئيس مجلس الأمن القومي لدولة الإحتلال "تساحي هنغبي،قالا بأنهما سيعملان على ابعاد حزب الله اللبناني الى وراء نهر الليطاني،سواء عبر تسوية دولية إستناداً، الى قرار أممي واذا لم يحقق هذا المسار نجاحاً،فلا يبقى مجال سوى الحل العسكري،الذي يقول غالانت بأنه سيعيد لبنان الى العصر الحجري،وأن لبنان سيصبح وضعها شبيهاً بقطاع غزة وخانيونس.

" غالانت" يدرك حجم معضلة مستوطنات الشمال،ولكنه يكابر ويطمئن المستوطنين،بأن عودتهم للمستوطناتهم ستكون قريبة،في حين يكذبه رئيس مجلس مستوطنة المطلة الإسرائيلية دافيد أزولاي بقوله،أنّ جميع البنى التحتية "المدنية" في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن مسافة 4 كيلومترات من الحدود مع لبنان لا تعمل بسبب الاستهدافات التي يواصلها حزب الله.

بدورها، لفتت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى أنّ حزب الله اللبناني "طرد المستوطنين من الشمال"،حيث أخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة 1/12/2023، مستوطنات جديدة في شمالي فلسطين المحتلة،وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ المستوطنات التي جرى إخلاؤها تقع عند الحدود الشمالية، لافتةً إلى أنّ هذه المستوطنات لم يجر إخلاؤها منذ العام 1948 (منذ قيام دولة الإحتلال).

من جانبه، أشار مُعلّق الشؤون الخارجية في قناة "كان" الإسرائيلية ووزير صحة إسرائيلي سابق، نيتسان هوروفيتش إنّه جرى إخلاء مستوطنات عدّة في الشمال منها (حنيتا، داميت، عبدون، يعرا وغورن) وهي فارغة الآن.

وتابع هوروفيتش أنّ مستوطنة "حنيتا" لم يجر إخلاؤها منذ عام 1948، مشدداً على أنّ هذا الأمر يُمثّل "مفترق انهيار".

حتى لا تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية عسكرياً على نحو اوسع وأشمل، بما يشمل استهداف كامل المنطقة الواقعة جنوب الليطاني وبما يشمل بنى تحتية واهداف حيوية،ولعل قصف دولة الإحتلال لموقع للجيش اللبناني مكشوف ومعروف في العديسة،والذي نتج عنه استشهاد جندي لبناني واصابة ثلاثة اخرين،هي رسالة بالنار للجيش والحكومة اللبنانية،بأنه يجب العمل على تطبيق قرار مجلس الأمن (1701) والزام حزب الله بوقف عملياته العسكرية والعودة الى ما وراء نهر الليطاني.

مخاطر توسع الحرب على نحو اشمل ،دفع بأمريكا وفرنسا عبر زيارات لمبعوثيها سياسيين وأمنيين لزيارة لبنان،والإلتقاء مع قيادات لبنانية حكومية وحزبية بالإضافة للقاءات مع حزب الله حيث حملت الزيارات رسائل للحزب،منها ما يطال الإستحقاق الرئاسي ومزارع شبعا والنقاط العالقة في القرار (1701)،وطبعاً هنا امريكا وفرنسا يحركهما في ذلك مصالحهما الإستراتيجية في المنطقة ،فأمريكا تخشى على مصالحها وقواعدها وسفنها وبوارجها المنتشرة في المنطقة،والتي أصبحت عرضة للقصف والإستهداف من قبل قوى المقاومة العربية،وخاصة المقاومة اليمنية، التي اغلقت ممر باب المندب والبحر الأحمر في وجه السفن التجارية الإسرائيلية وأية شركات او دول تقوم بأعمال وأنشطة معها،وهي لن تتورع عن استهداف البوارج الأمريكية، ووضعت مصير التجارة العالمية والملاحة البحرية على المحك،وكذلك الحال ما يتعلق بالطاقة وطرق نقلها،وأيضاُ المقاومة العربية ،عراقية بمختلف اذرعها وسورية،تقوم بقصف للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا وتتوسع بعمليات القصف ،في حين توسع الحرب على الجبهة الشمالية،قد يدفع بحزب الله لإستهداف البوارج الأمريكية في البحر،اما فرنسا فهي تريد الحفاظ على شركات "توتال" الفرنسية التي تقوم بإستثمار الغاز في شرق المتوسط وحتى قلب مأرب في اليمن.

الرسائل التي نقلتها أمريكا وفرنسا وعدد من الدول العربية الى حزب الله تنوّعت بين التهديد بأن إسرائيل ستقوم بعمل عسكريّ لإبعاد قوات «الرضوان» في حزب الله من جنوب الليطاني، وبين الإغراءات للبنان بعرض المقايضة بين سحب حزب الله قوات «الرضوان» من جنوب الليطاني مقابل انسحاب قوات الاحتلال من النقاط الحدودية المتنازع عليها والجزء اللبناني من الغجر. ودولة الإحتلال أرسلت أكثر من رسالة، أنها لا تريد توسيع الحرب مع حزب الله ولبنان الى نطاق كبير، لكن بحال استمرّ الحزب بتوسيع عملياته في العمق الإسرائيلي فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين وستقوم بردة فعل قاسية ضد لبنان.

غالانت وغيره من قادة دولة اسرائيل،يدركون تماماً بأن تلك التهديدات والإغراءات،لا يعيرها سماحة السيد حسن نصر الله،أدنى اهتمام وهي لا تخيفه،فهو قال عندما هددته الولايات المتحدة بعدم الإنخراط في معركة "طوفان الأقصى" سفنكم وبوارجكم وطائراتكم لن تخيفنا،فقد أعددنا لها ما يلزم.

حزب الله لا يعِير أي أهمية لهذه الرسائل والتهديدات الإسرائيلية وهو ماضٍ بعمله ودوره في مقاومته العسكرية للعدوان الإسرائيلي على لبنان وإسناد غزة من الجبهة الجنوبية، وكل الحديث عن تراجع حزب الله من جنوب نهر الليطاني هو هراء ونكات سمجة، فما لم تأخذه قوات الاحتلال في ذروة عدوانها في 2006 لن تأخذه الآن وهي تلملم أذيال الهزيمة في ميدان غزة ولم تستطع تحقيق أي إنجاز عسكري ولا الأهداف السياسية للحرب في الجولة الأولى وفي الأيام العشرة من الجولة الثانية، العروض الإسرائيلية وغير الإسرائيلية مرفوضة وليس حزب الله من يتراجع ويتنازل عن حقوقه وحقوق شعبه وجيشه في التحرّك على أرضه أكان في جنوب الليطاني أو شماله وفي كل مناطق لبنان، ولن يقبل بالبحث بأي ملف على الحدود قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ومن هنا أعتقد بأن تهديدات غالانت وغيره من قادة دولة الإحتلال، تأتي من باب تطمين المستوطنين ورفع معنوياتهم وحثهم للعودة الى مستوطنات الشمال،وهم يدركون بأن مثل هذه العودة مستحيلة،في ظل استمرار المعركة المتصاعدة مع حزب الله،بل سيتم اخلاء المزيد من تلك المستوطنات،اذا انفجرت الأوضاع على نحو أشمل،وحسن فضل الله ممثل كتلة الوفاء في البرلمان اللبناني،قال دولة الإحتلال ليس لها اليد الطولى في الميدان،وليست في موقع يؤهلها لفرض شروطها وإملاءاتها علينا.
[email protected]

دلالات

شارك برأيك

تهديدات "غالانت"لحزب الله "ببروغندا"اعلامية" أم هي جدية..؟؟؟

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 221)

القدس حالة الطقس