أقلام وأراء
الإثنين 27 نوفمبر 2023 10:01 صباحًا - بتوقيت القدس
حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين
إنها أيام أربعة من هجعة آلات القتل. ولكن بين التفاؤل بتمديد هدنة مؤقتة، والتشاؤم المترقّب عودة أقسى وأفظع لمسلسل الدم، يسعى المفاوضون ويزايد المزايدون. ومن ثم، لئن كان للراصد من خلاصات مؤقتة، فمنها:
أولاً، على الرغم من المكابرة، فإنَّ الجانبين الإسرائيلي و«الحماسي» نجحا وخسرا مجموعة من النقاط.
إسرائيلياً، ربما تكون «آلة الحرب الإسرائيلية» قد بوغتت في غير مكان بما حدث يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). ولعلَّها، تعويضاً لهذا الواقع، لجأت إلى شنّ «حرب شائعات» شرسة هدفها «تهييج» الشارع، وتحريضه على السير بـ«حرب تهجير وإبادة»، قبل أن يفُضحَ زيفُ كثير منها محلياً ودولياً.
أيضاً، على الرغم من فاعلية السلاح الإسرائيلي وإلحاقه أضراراً بالغة ومؤلمة بأبناء غزة الأبرياء، فإنَّه عجز - حتى اللحظة - عن تحقيق أهدافه السياسية «المُعلنة»، التي في مقدمتها القضاء على «حماس» تنظيماً وقيادات وعقيدة وارتباطات.
أمَّا على صعيد الحسابات السياسية، فتفيد استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي تجريها بانتظام صحيفة «معاريف»، بأنَّ شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتراجع أمام ارتفاع شعبية غريمه المباشر بيني غانتس. ولقد أفاد أحدثُ الاستطلاعاتِ (أجري يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وأعلنت نتيجتُه يوم 24 منه) أن 52 في المائة من الناخبين الإسرائيليين يؤيدون الآن تولي غانتس رئاسةَ الحكومة مقابل 27 في المائة فقط ما زالوا يدعمون نتنياهو. وعلى صعيد السيطرة على الكنيست (مجلس النواب) بمقاعده الـ120، فإنَّه في ما لو أجريت الانتخابات اليوم، سيتراجع عدد مقاعد الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم بقيادة نتنياهو وحزبه (الليكود) إلى 41 مقعداً، مقابل ارتفاع عدد مقاعد أحزاب المعارضة إلى 79 مقعداً.
وفي حين سيخرج حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس منفرداً بـ43 مقعداً... فلن يتجاوز عدد مقاعد الليكود الـ18 مقعداً. كذلك، وفق استطلاع «معاريف» نفسه، فإنَّ حزب وزير المالية بتساليل سموتريتش، أحد أشد قادة اليمين تطرّفاً، سيفشل في جمع نسبة الأصوات الكافية لتمثيله برلمانياً.
أمَّا على الجانب الفلسطيني، فلا شك في أنَّ النكسات المعنوية والسياسية لنتنياهو وطغمته الحاكمة، جاءت مقابل ثمن إنساني باهظ دفعه المواطن الفلسطيني في غزة. وهذا، من دون أن يسلمَ فلسطينيو الضفة، لا سيما في جنين وطولكرم ونابلس، من تعدّيات المستوطنين الإسرائيليين المسلحين، وممارسات جيش الاحتلال التي راح ضحيتَها المئات.
إنَّ قتل أكثر من 14 ألف إنسان في قطاع غزة - بينهم نحو 5 آلاف طفل - وتهجير نسبة عاليةٍ من سكانه، وتدمير أجزاء واسعة من مدن القطاع ومخيمات لاجئيه، وشطره إلى شطرين شمالي وجنوبي، حقائق لا بد أن تثير القلق.
أيضاً، ما حدث منذ 7 أكتوبر كان أكبر بكثير من ردة فعل، وأفظع بكثير من انتقام. وما زاد الطين بلة، أن «التضامن» الدولي الرسمي مع إسرائيل بذريعة «حقّها بالدفاع عن النفس» جاء ليعبّر عن تجييش غير مسبوق لـ«اللوبيات» الإسرائيلية في معظم الدول الغربية غايته استثمار عملية 7 أكتوبر لإنجاز مخطط فرض «الترانسفير» (التهجير الجماعي للفلسطينيين).
هذا الاستثمار يشبه ما عشناه عام 2003 في العراق بعد «اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001». فيومذاك كانت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش «الابن» تدرك ضمناً أنْ لا صلة لنظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين بما حدث. ولكن، مع ذلك، سار أركان الإدارة من جماعة «المحافظين الجدد» الليكوديين، قُدماً بخطة غزو العراق واحتلاله «لأنَّ الخطط كانت معدّة سابقاً وجاهزة» - كما قال أحدهم - ولأنَّه كان من الممكن استغلال ادعاء امتلاك العراق أسلحة نووية لتبرير الغزو، ومن ثم الاحتلال وتغيير النظام... وهو ما حصل تماماً.
كما نتذكر، كانَ النظام الإيراني المستفيدَ الأول من الغزو. وحقاً، ما إن سقطت بغداد بأيدي القوات الأميركية حتى توافدت من إيران القيادات الدينية والسياسية والميليشياوية العراقية المنفية على العاصمة العراقية المحتلة. ولم يطلِ الوقت حتى تباهى بول بريمر، الحاكمُ الأميركي المؤقت في العراق، بإنهائه «قروناً من حكم أهلِ السنّة» هناك.
في غزة، كانَ أول ما أبلغ به نتنياهو جمهوره بعد 7 أكتوبر أنَّ هدف إسرائيل هو القضاء على «حماس» و«تغيير الشرق الأوسط»(!). ثم واكبت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تصريحات وتهديدات مباشرة من وزراء اليمين وساسته بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر... ولاحقاً توزيعهم على دول العالم. وتعالت أصوات أخرى، ملمّحة إلى تهجير سكان الضفة وإحياء مشروع «الوطن البديل» في الأردن.
وفي الوقت عينه، أصرَّت واشنطن على ضرورة حصر القتال في قطاع غزة بحجةِ أن لا دلائلَ لديها على دور إيراني في هجوم «حماس». وبينما اكتفت طهرانُ بالدعم اللفظي، شاركت ميليشيا «حزب الله» اللبنانية قتالياً تحت سقفِ «قواعد الاشتباك» المقبولة إسرائيلياً، ومارست ميليشياتُ طهران في العراق واليمن أدواراً «مشاكسة» كافية لتبرير دعم إيران اللفظي والمحافظة على ماء وجه محور «المقاومة» الانتقائي في مقاومته.
ومع تنشيط المساعي الإقليمية والدولية لإطالة عُمر الهدنة، وإيجاد صيغة لمستقبل قطاع غزة، وتقرير هويّة «مرجعيته» السياسية بعد رفع يد «حماس» عنه، واصل قياديون من «حماس»، وأيضاً ناطقون باسم طهران، منهم مسؤول في «حزب الله» اللبناني، الترويج لـ«انتصار». وورد على لسان الأخير قولُه: «إسرائيل سقطت ونحن في أقرب مرحلة لنصرٍ عزيزٍ على أيدي المجاهدين، وإنّنا نعرف ما يحصل في فلسطين والجيش الإسرائيليّ لم يستطع التّقدمَ للحسم العسكريّ وقد فشلوا».
وهكذا، بين تعريف الانتصارات وانتظار الصفقات... ينكشف كثيرون!! بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أطفال غزه بين الركام: الأولوية للصحة النفسية والتعليم
بقلم د. سماح جبر ، مديرة دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية
هاريس وأفق السلام الفلسطيني الإسرائيلي
جيمس زغبي
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية ”اللوبي الصهيوني" لم يعد يهوديا فحسب
د. أسعد عبد الرحمن
ماذا تبقى من حل الدولتين؟
بهاء رحال
الدول الداعمة للاحتلال تتخلى عن إنسانيتها
سري القدوة
نبض الضفة لا يهدأ
حديث القدس
"حكومة الوحدة".. هل يفعلها نتنياهو؟
حسن لافي
الاستيطان ومستقبل الضفة
مناضل حنني
المساعدات الإنسانية الأمريكية.. دلالات التوقيت والسياق السياسي
فادي أبو بكر
مستقبل غزة مرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية
مروان اميل طوباسي
المساعدات الإنسانية الأمريكية.. دلالات التوقيت والسياق السياسي
فادي أبو بكر
مستقبل غزة مرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية
مروان أميل طوباسي
التعارض والتناقض الأميركي
غوتيريش: لكي يكون أميناً عاماً فعالاً وذا رؤية
أ. د. جورج جبور
ماذا تعرف عن زمنك الفردي؟
فراس عبيد
بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الانتحار: دور الخطاب الديني في معالجة الانتحار
سماح جبر
هل يستسلم العالم أمام نتانياهو ؟!
جمال زقوت
"طفح الكيل "
حديث القدس
صراع الوهم ضد الحقيقة
حمادة فراعنة
نفس القاتل.. عائشة نور وراشيل كوري
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
"اليوم التالي في غزة ضمن رؤية وطنية": فلسطين واحدة، مستقبل واحد"- إعادة بناء الأمل
مصطفى: ما يجعل حل الدولتين مُمكنًا هو إنهاء الاحتلال
الإعلان عن تغطية الرسوم والأقساط الجامعية لأبناء المعلمين
قصف متبادل بين الجيش السوداني والدعم السريع بالفاشر وإصابة مدنييْن في أم درمان
قطر تدعو المجتمع الدولي للتحلي بالشجاعة لوقف العدوان على غزة
الاحتلال يمنع المواطنين من التوجه لأداء الصلاة في نابلس
أميركا تواجه خطر "الإغلاق" قبيل الانتخابات وترامب يفاقم الأزمة
الأكثر قراءة
"اليوم التالي في غزة ضمن رؤية وطنية": فلسطين واحدة، مستقبل واحد"- إعادة بناء الأمل
3 شهداء جراء قصف الاحتلال مركبة شرق طولكرم
خطة إسرائيلية لاحتلال شمال غزة وتهجير سكانه.. ماذا في تفاصيلها؟
الاحتلال يصيب مواطنا بالرصاص شمال البيرة
السنوار يوجه رسالة لنصر الله
مقتل جندي إسرائيلي بعملية دهس قرب رام الله
ملك الأردن وعقيلته يستقبلان طفلًا جريحاً من غزة
أسعار العملات
السّبت 14 سبتمبر 2024 7:46 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.71
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.23
شراء 5.21
يورو / شيكل
بيع 4.11
شراء 4.09
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%19
%81
(مجموع المصوتين 139)
شارك برأيك
حرب تهجير غزة كشفت الكثير عند كثيرين