أقلام وأراء

الأربعاء 22 نوفمبر 2023 11:04 صباحًا - بتوقيت القدس

ما هو واجبنا تجاه فلسطين؟

كل عربي ومسلم مسؤول -حسب استطاعته- عن نصرة إخوانه في فلسطين، والمجال في ذلك واسع ومفتوح، سواء بالمال، أو العلم، أو الإعلام، أو المقاطعة، أو الدعاء، وكل ذلك من باب الواجب وليس من قبيل التطوع أو التبرع، حتى نتوانى فيه أو نتكل فيه على الآخرين.

الجهاد بالمال
فلسطين فيها رجال ونساء وأطفال يدافعون عن مقدسات المسلمين، وعلى الرغم من الظلم والحيف الذي يتعرضون له منذ عقود إلا أن ذلك لم يزدهم إلا صمودا وثباتا وتمسكا بأرضهم وبيوتهم حتى ولو دمرها العدو الصهيوني الغاشم.

وإخواننا في فلسطين بحاجة إلى الدعم المالي حتى يتمكنوا من مواجهة العدو الصهيوني الذي يحظى بدعم غربي معنوي ومادي غير محدود.

ونحن مأمورون بالجهاد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا، يقول الله عز وجل: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} سورة التوبة: 41.

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة". أخرجه أبو داود (2503)، وابن ماجه (2762).

وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا". صحيح البخاري: 2843.

الجهاد الإعلامي
من أبواب الجهاد المعاصرة باب الإعلام، وهو من الأدوات المؤثرة عالميا، وهو من المجالات التي يسيطر عليها اليهود، من خلال الامبراطوريات الإعلامية الضخمة التي يمتلكونها مثل شبكة فوكس نيوز وغيرها.

ورأينا منذ بداية الحرب آلة الإعلام الصهيونية، وهي تشيطن المقاومة الفلسطينية، وتتهمها بالإرهاب وارتكاب جرائم بحق المدنيين، وبأنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وأن أفرادها يختبؤون تحت المستشفيات!

والمقاومة ربحت المعركة الإعلامية، والدليل على ذلك هو التعاطف العالمي الذي حظيت به غزة وفلسطين خلال أيام العدوان المتواصل على قطاع غزة، والكثير من الناشطين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي نسفوا أكاذيب نتنياهو وبايدن، وتصدوا بشراسة لحملات التضليل الإعلامي، وفضحوا الانحياز الأعمى لإسرائيل.

الجهاد العلمي
دور العلماء يتمثل في بيان الحق للناس، وبيان أن نصرة إخواننا المستضعفين في فلسطين واجبة وليست منة أو تطوعا، وبيان منزلة المسجد الأقصى وفلسطين في الإسلام، وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.

والدور الأهم هو الرد على فقهاء السوء والسلطان، الذين يقفون في صف المعتدي ويبررون جرائمه، أو أولئك الذين يحملون المقاومة المسؤولية عن الاعتداءات الوحشية للكيان الصهيوني الغاصب، أو أولئك الذين يقولون كذبا: "إن واجبنا نحو إخواننا في غزة هو الدعاء فقط"!

ومن واجبات العلماء بيان الحقائق التاريخية المتعلقة بفلسطين، ومواجهة التي الأكاذيب التي يروج لها الكيان الصهيوني منذ نشأته. ومن واجباتهم أيضا تجديد الخطاب الدعوي، والتركيز على قضايا الأمة المصيرية، ومحاولة تغيير الصورة النمطية التي رسمها الغرب للإسلام، ومخاطبة النخبة والجماهير في العالم باللغة التي يفهمونها.

المقاطعة الاقتصادية
المقاطعة الاقتصادية أصبحت ضرورة وهي أضعف الإيمان لعموم العرب والمسلمين ومن خلالها نحقق أمرين مهمين وهما: نصرة إخواننا بمقاطعة الشركات التي تدعم الكيان الصهيوني الغاصب، والمحافظة على صحة أبداننا وأبدان أطفالنا وأحبائنا من مخاطر الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والمنتجات الضارة التي تنتجها الشركات الداعمة لجيش الاحتلال الذي يقتل إخواننا الأبرياء.

وسلاح المقاطعة سلاح مؤثر وقاطع ولا يستهان به، وقد ظهر تأثيره من خلال هبوط أسعار أسهم الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، وأجبرتها المقاطعة على عرض وبيع جميع منتجاتها بأسعار مخفضة، وهذا الأمر فضح هذه الشركات، وأظهر حجم الأرباح الفاحشة التي يجنونها من جيوبنا، ويقدمونها لجيش الاحتلال لكي يقتل بها إخواننا في فلسطين.

والمقاطعة هي أقل الواجب لكل عربي، وأضعف الإيمان لكل مسلم، ورسالة إلى الشركات العالمية لكي تتوقف عن دعم جيش الاحتلال، وفيها فرصة للشركات المحلية لكي تقدم بدائل لمنتجات تلك الشركات.

والأمر الأخير الذي نؤكد عليه وأخرناه لأهميته، هو أن نحسن تربية وتنشئة أولادنا على القيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام، فالفرد القوي هو أساس المجتمع والأمة القوية، ولذلك يجب أن نهتم بتربية وتنشئة الأطفال على قيم العدل والإنصاف والتعاون والنخوة والنجدة ونصرة ومساعدة المظلومين، وهي مهمة باتت صعبة ومعقدة في عالمنا المعاصر.
عن "الجزيرة نت"

دلالات

شارك برأيك

ما هو واجبنا تجاه فلسطين؟

المزيد في أقلام وأراء

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 213)

القدس حالة الطقس