أقلام وأراء

الإثنين 06 مايو 2024 10:55 صباحًا - بتوقيت القدس

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

تلخيص

ونذهب الى الجملة المركزية في هذا المقال سريعاً فنقول ان هذا الرصيف يخفي وراءه الكثير، و ما اخفي من مقاصده و اهدافه اكثر مما قيل حتى الان، فهو بالتاكيد ليس من اجل ايصال المساعدات لمواطني قطاع غزة، لان الخبراء يقولون و يؤكدون ان الممرات البرية افضل من البحرية بكثير، اكثر من ذلك، فان هذا الرصيف سيقلل ان لم يهمش المعابر البرية، كما انه سيضعف او يقلل من اهمية ميناء غزة المدمر والفقير هذا ان لم ينهي دوره بالضرورة.
ان رصيفاً من هذا النوع يطرح اسئلة ليست بريئة على الاطلاق، فهو يبنى بارادة و اموال و اهداف لم يستشر فيها اي فلسطيني، و فكرة الميناء تحيلنا الى الفكرة العبقرية التي تفتق عنها ذهن وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي (كاتس) الذي اقترح ميناء و جزيرة صناعية، كمنافذ يمكن التحكم بها تماماً بديلاً عن كل المعابر البرية و غيرها المحيطة بقطاع غزة.
ان الميناء الذي يتم العمل فيه الان ليس للمساعدات و ان كان يتم تجميله و تبريره منذ الان بانه لفتة انسانية كبيرة لقطاع غزة المحاصر و المستهدف بالموت و الجوع و الخوف في كل لحظة.
اذن، ما الذي يدفع الولايات المتحدة بكل جبروتها و دعمها الاعمى و المطلق لاسرائيل في كل اجراءاتها مهما بدت غريبة و مناقضة لكل عرف و قانون، ما الذي يدفعها الى التورط في الرمال الغزاوية و استثمار الوقت و الجهد و السمعة في بناء ما يشبه القاعدة العسكرية على شواطىء شرق المتوسط.
الا يشكل ذلك عودة للوجود العسكري الامريكي في المنطقة مع ما يجر ذلك من مخاطر امنية و استراتيجية؟
الا يعني ذلك ان الولايات المتحدة ستكون شريكة في ترتيبات اليوم التالي لقطاع غزة, اي ان ولن تكتفي بدور الراعي او المشرف او الوسيط، بل هي و من خلال هذا الميناء او القاعدة انما تبرهن على انها شريك في الحرب و نتائجها و انها تصمم المستقبل و ليس الحاضر فقط؟
الا يعني ان الولايات المتحدة بهذا الميناء تقوم فعلياً بحماية اسرائيل عسكرياً و امنياً بعد ان كشف ما جرى في السابع من اكتوبر الثقوب و العيوب الكبيرة التي تعاني منها اسرائيل؟
الا يعني ذلك ان سبعة اشهر من الحرب على قطاع غزة اثبتت ان اسرائيل بحاجة الى الغرب الاستعماري لحمايتها، و انها لا تستطيع حماية مصالح الغرب ولا حماية سكانها ايضاً؟
هل يعني ان هذا الميناء جاء لتوازنات اقليمية و دولية، بمعنى الحفاظ على ممرات مائية موجودة او قد تكون في المستقبل، او ان هذا الميناء جاء لقطع الطريق على ممرات تجارية اخرى قد تكون منافسة او مهددة لمصالح الغرب؟
و هل هذا الميناء سيكون بمثابة البوابة الكبيرة و المقبولة للهجرة الطوعية و الناعمة و طويلة المدى و الهادئة و التي لا تلفت اليها احداً؟
و هل سيكون هذا الميناء جزءاً من نظام اكبر و اوسع لكسر اية مقاطعة تجارية او انه سيكون رأس جسر بحري في اية مواجهة اقليمية؟
و الاخطر من كل هذا، هل من الممكن ان يشكل هذا الميناء عاملاً اجبارياً او مساعداً لظهور كيانية فلسطينية - بحجة الواقعية او انقاذ ما يمكن انقاذه - بادارة فلسطينية او عربية او دولية مقبولة و متفهمة للواقع و الوقائع.
الميناء العائم، الذي يبنى بقرار امريكي و مساعدة اسرائيلية و صمت متعدد المستويات يثير التساؤلات حقاً، و يدفع المراقب الى طرح السؤال البدهي : اين نحن من هذا الميناء ؟



الميناء سيكون بمثابة البوابة الكبيرة و المقبولة للهجرة الطوعية والناعمة و طويلة المدى و الهادئة و التي لا تلفت اليها احداً؟

دلالات

شارك برأيك

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

نابلس - فلسطين 🇵🇸

محمد قبل 13 أيام

الانسانية بعيدة بعد السماء عن الارض لهذا الرصيف

المزيد في أقلام وأراء

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 76)

القدس حالة الطقس