عربي ودولي

الخميس 02 مايو 2024 11:57 صباحًا - بتوقيت القدس

دعوة إسرائيل لإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة

تلخيص

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات

كتب المبعوث الأميركي السابق دينس روس، والذي يعمل الآن في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، أحد أهم واجهات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن ، هو وزميله في المعهد الذي انبثق عم منظمة إيباك عام 1985، ديفيد مكوفسكي،  مقالا في مجلة "الشؤون الخارجية" نشر الأربعاء ، يدعوان فيه إسرائيل لإعلان وقف إطلاق نار أحادي الجانب في غزة كونه "فرصة لقلب الطاولة على حماس وإيران – وتعزيز التطبيع مع المملكة العربية السعودية".


ويقول الكاتبان أنه حتى الشهر الماضي، كانت الحرب بين إيران وإسرائيل تدور إلى حد كبير في الظل، لكن "الإيرانيون قرروا إخراجها من الظل، وهاجموا الأراضي الإسرائيلية بشكل علني ومباشر، من الأراضي الإيرانية، لأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية... ويقول بعض المراقبين إن الهجوم الإيراني بالطائرات بدون طيار والصواريخ في 13 نيسان على إسرائيل كان بمثابة لفتة رمزية، لكنه مع ذلك، وبالنظر إلى كمية الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقت على إسرائيل وحمولاتها، فمن الواضح أن إيران قصدت إلحاق أضرار جسيمة" بإسرائيل.


ويدعي الكاتبان أن "الدفاعات ألإسرائيلية كانت خالية من العيوب تقريباً، لكنها لم تتمكن من صد الهجوم الإيراني بالكامل بمفردها"و "كما كان الهجوم الإيراني غير مسبوق، كذلك كان التدخل العسكري المباشر من جانب الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، بما في ذلك بعض الدول العربية، غير مسبوق أيضا، حيث اعترضت القيادة المركزية الأميركية، بمشاركة المملكة المتحدة والأردن، ما لا يقل عن ثلث الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران على إسرائيل؛ كما شاركت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة المعلومات الاستخبارية التي ساعدت إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما كان استعدادهم للعب هذا الدور لافتاً للنظر، نظراً للافتقار إلى الشعبية التي تحظى بها الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس في غزة بين الجماهير العربية".


بعد خمسة أيام، عندما ردت إسرائيل على الهجوم الإيراني، بحسب المقال: "أخذت إسرائيل دعوات واشنطن لضبط النفس في الاعتبار، وأطلقت ثلاثة صواريخ على منشأة رادار توجه بطارية الدفاع الصاروخي إس-300 في أصفهان، موقع مصنع تحويل اليورانيوم الإيراني. وكان هذا رداً محدوداً للغاية، وهو رد تم تصميمه لتجنب وقوع إصابات مع إظهار قدرة إسرائيل على اختراق دفاعات إيران وضرب أي هدف تسعى إلى ضربه".


ويبدو أن إسرائيل أدركت أن أفضل طريقة للتعامل مع التهديد الذي تشكله إيران ووكلائها هو العمل مع تحالف (الولايات المتحدة). وهذا أيضاً لم يسبق له مثيل.


يقول الكاتبان :"إن فكرة اجتماع الأميركيين والأوروبيين والعرب للمساعدة في اعتراض الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل، بدت في الماضي القريب وكأنها خيال ــ وغير مرغوب فيها بالنسبة لإسرائيل. لقد كانت روح إسرائيل في مجال الدفاع دائماً هي: "نحن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا". لقد كان هذا مصدر فخر ومبدأ في نفس الوقت – وهو أنه لن يضطر أحد غير الإسرائيليين إلى حمل الأسلحة نيابة عن إسرائيل.


"ولكن الآن بعد أن أصبحت إسرائيل لا تواجه إيران فحسب، بل العديد من الجماعات الوكيلة لإيران، فإن تكلفة مواجهة كل هذه الجبهات بمفردها أصبحت ببساطة مرتفعة للغاية. يشير هذا التطور، بالإضافة إلى الاستعداد الذي أبدته الدول العربية في نيسان للانضمام إلى إسرائيل في مواجهة التهديد الذي تشكله إيران ووكلائها، إلى أن النافذة قد فتحت لإنشاء تحالف إقليمي يتبع إستراتيجية مشتركة لمواجهة إيران ووكلائها". .


ولكن للاستفادة من هذا الانفتاح، يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية ــ وخاصة المملكة العربية السعودية ــ أن تدرك الطبيعة الفريدة لهذه اللحظة وأن تغتنمها وفق المقال."إن تحقيق اختراق بوساطة الولايات المتحدة في اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية من شأنه أن يفعل الكثير لتعزيز هذا التحالف الناشئ. وإذا نجح السعوديون، الذين يعتبر ملكهم خادم الحرمين الشريفين، في تحقيق السلام مع إسرائيل، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تحول في علاقة إسرائيل مع الدول الأخرى ذات الأغلبية السنية داخل وخارج الشرق الأوسط.


يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما فتأت تعمل جاهدة من أجل إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل،  "لكن إدارة بايدن تعتقد أن القتال في غزة يجب أن يتوقف مؤقتا قبل أن تتمكن المفاوضات حول التطبيع من المضي قدما".


يشار إلى أن هناك بعض الأمل في أن المفاوضات في مصر بشأن صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس سوف تتحقق أخيراً وتؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل.


يعتقد الكاتبان أن إطلاق النار من جانب واحد سوف يكون مثيراً للجدال في إسرائيل، وذلك لأنه يفصل بين وقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن، ولأنه قد يبدو وكأنه يتنازل عن شيء ما لحماس مقابل لا شيء "لكن وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة أربعة إلى ستة أسابيع من شأنه أن يوفر لإسرائيل في الواقع العديد من الفوائد الإستراتيجية مع القليل من العوائق المادية. وفي الحقيقة، إذا فشلت مفاوضاتهم مع حماس مرة أخرى، فسوف يحتاج القادة الإسرائيليون إلى تبني نهج مختلف إذا كانوا يأملون في إطلاق سراح الرهائن بينما لا يزال بعضهم على قيد الحياة.


ويعتقد روس ومكوفسكي "إن حقيقة أن إسرائيل استمعت إلى إدارة بايدن عند صياغة ردها على الهجوم الإيراني تظهر أنها منفتحة على الإقناع الأميركي. والواقع أن واقعاً جديداً ربما يتشكل في إسرائيل، وهو واقع قد يغير طريقة تعاملها مع الدفاع والردع والمنطقة"، وإن سابقة الحاجة الإسرائيلية للمشاركة الأميركية (المباشرة)  ضد الهجوم الإيراني، التي كانت ضرورية ، يجب أن "تخلق أيضًا التزامًا من قبل إسرائيل، كون أنه عندما يشارك الآخرون في الدفاع عن إسرائيل، فإنهم يكتسبون الحق في أن يطلبوا من إسرائيل أن تأخذ مصالحهم وهمومهم بعين الاعتبار. بعد الهجوم الإيراني، أوضح بايدن للقادة الإسرائيليين أنهم لا يحتاجون إلى الانتقام لأن دفاعهم الناجح في حد ذاته يشكل نجاحاً كبيراً، وبالتالي فشلاً محرجاً لإيران".


ويذكر الكاتبان قرائهما أن أن "قوة الردع" التي اعتمدت عليها إسرائيل تاريخيا بدأ يتآكل منذ عام 2000 عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، ووصلت مرحلة "حرجة" يوم 7 تشرين الأول 2023، و 13 نيسان 2024، ما يخلق واقعا مختلفا. 


ويعتقد الكاتبان أنه في ضوء "هذه الحقائق الجديدة، ينبغي على إسرائيل أن تجعل من الضرورة فضيلة. وإذا لم تتمكن من الدخول إلى رفح لعدة أسابيع، فإن وقف إطلاق النار يعني أنها تتخلى عن القليل ولكنها تكتسب عدداً من المزايا. كما أن من شأن وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع أن يسمح للمنظمات الدولية بتخفيف الأوضاع في غزة ومعالجة مخاوف العالم بشأن المجاعة هناك،  ويمكنهم من وضع آليات أفضل لضمان عدم دخول المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة فحسب، بل أن يتم توزيعها فعليًا أيضًا على من هم في أمس الحاجة إليها... إن وقف إطلاق النار (من طرف واحد) من شأنه أن يعيد تركيز انتباه العالم على تعنت حماس ومحنة الرهائن الإسرائيليين. ومن شأنه أن يساعد في تغيير السرد المتشكك الذي سيطر على إسرائيل على المستوى الدولي ويقلل الضغط عليها لإنهاء الحرب دون قيد أو شرط".


ويعتقد الكاتبان أن "من المؤكد أن الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير سيعارضان أي وقف لإطلاق النار من جانب واحد، بغض النظر عن مدته. لكن أهدافهم الحربية ليست مثل أهداف نتنياهو أو الجمهور الإسرائيلي. فهم يريدون إعادة احتلال غزة، ومن المؤكد أنهم سوف يعارضون أي انفراجة مع المملكة العربية السعودية تتطلب تقديم تنازلات لتحقيق التطلعات الوطنية للفلسطينيين".


ويقول الكاتبان "ببساطة، فإن وقف إطلاق النار الإسرائيلي من جانب واحد لمدة أربعة إلى ستة أسابيع من شأنه أن يخلق فرصة إستراتيجية - خاصة إذا خلق فرصة لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وتحويل التحالف الإقليمي الضمني الذي ظهر بعد هجوم إيران على إسرائيل إلى واقع أكثر مادية. . بالنسبة لإدارة بايدن، يعد الدور الذي لعبته الدول العربية في المساعدة في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني تطورًا جديدًا ملموسًا يحتاج إلى متابعة سريعة. كما أن التقويم السياسي الأميركي يجعل تحقيق تقدم في التطبيع الإسرائيلي السعودي أمرًا ملحًا. من المؤكد أن الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على مساهمات الولايات المتحدة المباشرة في الصفقة - والتي تشمل معاهدة دفاع ثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية وشراكة مدنية نووية بين البلدين - سيصبح أكثر صعوبة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

دلالات

شارك برأيك

دعوة إسرائيل لإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 15 مايو 2024 9:44 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.65

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

يورو / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.15

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%4

%96

(مجموع المصوتين 67)

القدس حالة الطقس