أقلام وأراء

الأحد 05 نوفمبر 2023 9:15 صباحًا - بتوقيت القدس

على قاعدة الإشادة بخطاب مقاوِم: بالتأكيد يريد شعبنا أكثر

من  الطبيعي أن شعبنا يريد من السيد نصر الله أكثر، ومن العراقيين أكثر، ومن اليمنيين أكثر، ومن كل الشعوب العربية أكثر، ومن كل أحرار العالم أكثر، وهذا المطلب حق لنا كشعب يعيش شلال الدم، فهو مطلب أكثر من 9 آلاف شهيد، بينهم أكثر من 3 آلاف طفل قتلتهم حرب الإبادة المستمرة الأمريكية الصهيوينية. من سيتجرا ويقول لنا: ليس من حقكم ان تطلبوا الأكثر؟ حتى السيد في خطابه تفهم هذا الحق وذاك المطلب.


يمارس شعبنا حقه من منطلق وجعه وألمه وانحيازه لذات الهدفين الذين اعلن عنهما نصر الله: وقف المجزرة وعدم هزيمة المقاومة. والمهم أن شعبنا لا يطلب ذلك من باب الضعف ولا العجز، بل يقاوم في غزة أولاً وفي الضفة الغربية ثانياً، يطلب شعبنا ذلك ومقاومته في خندق مشترك، وتنسيق تام وفعلي مع حزب الله واليمنيين الرائعين والعراقيين الذين أعلنوا الحرب على قواعد الأمبريالية الأمريكية. فمن ذات الخندق من حق شعبنا أن يقول: نريد أكثر، وسيفهم كل مقاوم لبناني وعراقي ويمني ذلك. إنهم يُجلون كل قطرة دم تنزف تستصرخ الأكثر.


وهناك مَنْ (يريد) ولكن
وهناك من (يريد) أكثر، وبدأوا حملتهم على شبكات التواصل، وقبل انتهاء الخطاب، وهم شيع متعددة، أو لنقل منطلقات واجندات متعددة: منهم الطائفي السني الذي لم يغادر وسخ الطائفية البغيض فلا يرى في نصر الله والعراقيين واليمنيين والإيرانيين إلا كونهم شيعه، مع أن دماء هؤلاء (الشيعة) كما يصفونهم، تسيل على أرض لبنان عبر المشاركة الفعلية لمقاومة شعبنا في الدم.


ومنهم على شبكات التواصل مَنْ لا يملك إلا صياغات ينحو بها منحىً استهزائي ساخر، صياغات تعكس جهل مطبق بما يجري، كحال أوساط شبابية، محدودة على أية حال، صياغات تروم الكوميديا والتنكيت لا المحتوى الحصيف، وحتى ظهر وكأن بعضهم للمرة الأولى يسمع نصر الله، فيكتشف مستغرباً انه يلثغ بحرف الراء، ومع ذلك يسمح لنفسه بالتحليل. وقبل ذلك وبعده فالشباب الناشط المنحاز لمقاومة شعبه يهتف لنصر الله في الشوارع ويظهر صوته بقوة على الشبكات ذاتها.


والفريق الثالث الذي (يريد) أكثر هو فريق أوسلو، ولا يستغرب أحد ذلك. فكيف سيتصرف هذا الفريق وهو المتفرج الوحيد، ومعه بضعة دكاكين تنظيمية، على فصائل المقاومة وهي تخوض معارك البطولة؟ ليزاود فهو لا يملك غيرها لتبرير تقاعسه. تلفزيونه الرسمي لم يبث خطاب نصر الله، فهو يعرف ان كل كلمة سيقولها السيد ستدينه كفريق ومنهج وسياسيات من راسه حتى أخمص قدميه. يبث تحريضه هنا وهناك عبر امتدادات محسوبة عليه وعلى مؤسساته وتفرعاته وأجهزته، دون التفات حتى لنشطاء شجعان محسوبين عل تنظيمه يهتفون في الشارع بالتحية لنصر الله واليمنيين والعراقيين، فيتعرضون للملاحقة والقمع، إنه يخذل حتى امتداداته وليس فقط شعبه. وعلى راي إحداهن: اللي مش شادد حيلو يخرس ويسمع غيرو.


هو في المعركة
الغريب، وهو ما أشار له نصر الله، انهم يطالبونه بدخول المعركة وهو في صلبها منذ 8 أوكتوبر الماضي، وعدّد السيد شهداؤه وانجازاته العسكرية وبالأرقام والنسب، ومع ذلك تجد من يتساءل: لماذا لا يدخل المعركة؟ اي غباء هذا؟ وكأننا به يوم الخميس الماضي عندما قصف 19 موقعاً عسكرياً صهيونياً في الشمال بالصواريخ والقذائف والأسلحة المختلفة كان يمارس العاباً نارياً. هو في المعركة اصلاً، وحدد هدفه من دخولها: وقف المجزرة، وعدم السماح بهزيمة المقاومة، وتحديداً حماس راس حربة المقاومة دونما منازع. أما متى سيدخل ضمن حسابات محور المقاومة، لا حساباته هو فقط، وذلك موضوع سيكون موضوعاً على طاولة المحور كله لا طاولته فقط، فهو في إحدى الحالتين: إذا تطلب الوضع الميداني في القطاع ذلك، ومنطقياً هذا سيكون ضمن تقدير وحسابات غرفة العمليات المشتركة مع المقاومة الفلسطينية، أو إذا وسّع الصهاينة من عدوانهم على لبنان، وهنا نبّههم لمعادلة ينبغي ان يحسبوها جيداً، حين اشار لمعادلة (مدني مقابل مدني)، لانه حتى اللحظة يستهدف المواقع العسكرية فقط.


ومن باب إدراك الموقف الذي طرحه نصر الله ينبغي الإشارة لجملتين اثنتين تحملان بتقديري العنوان الأبرز للخطاب، والتي تعني بوضوح أنه في المعركة، وجاهز لتوسيعها إن تطلب الأمر. الأولى: ما نقوم به (مؤثر جداً وكبير جداً ولن يتم الاكتفاء به) وهي صيغة واضحة للنية بتوسيع رقعة المشاركة في المعركة. الثانية: (كل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها) وتلك جملة ليست بحاجة لتحليل حول توجهات الحزب. وقبل ذلك وبعده فالسيد معروف بتنفيذ وعوده، وقد عوّدنا على ذلك.


أما ما ينبغي الانتباه له جيدا فهو التركيز العالي على الدور الامبريالي الأمريكي في العدوان، ودور المقاومة العراقية، وهي بالتأكيد، طرف رئيس في التنسيق داخل المحور، في فتح المعركة ضد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، فيما اليمنيين بدأوا بإرسال رسائلهم. إن افق المعركة يتبلور إقليمياً يوما بعد يوم، و(الخيارات مطروحة) ويمكن الذهاب إليها، وبدأ المحور في الذهاب إليها.


إن التركيز على الدور الأمريكي وضرورة النضال ضده كونه شريك في المعركة لا يرسم فقط افق تطور المعركة إقليمياً، وجاهزية المحور لها كما أشار السيد مراراً، خاصة أن الكيان كما أكد السيد، وبدقة وبجرأة، لن يسقط (بالضربة القاضية)، بل هو تركيز يتضمن أيضاً طول المعركة وحساباتها وتفاصيلها.


هذا ما يجب أن يدركه كل مَنْ يريد اكثر.
وأخيراً، نعتقد جازمين أن السيد في خطابه أكد مكانة المقاومة الإسلامية في المعركة واستعداديتها لتوسيع مشاركتها فيها في لحظة معينة، وبحسابات معينة، وهي اللحظة التي نعتقد انها ستكون على طاولة المحور لتحديدها عبر التنسيق الفاعل بين أطرافه، طاولة التنسيق التي كان يجب على السيد الإشارة لها بوضوح كمرجعية تضبط إيقاع عمل المحور إقليمياً.


يريد شعبنا أكثر؟ نعم، ومن حقه ان يريد أكثر. بين رغبتنا المحمومة والمشروعة بوقف العدوان، وردع المجرمين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية، وبين الحسابات العسكرية والسياسية لمحور يقاتل على مستوى الإقليم، يتشكل بون يمكن ويجب تفهمه، وهو طبيعي، فقرارات القتال والحروب لا تتخذ على ضوء الرغبات والمشاعر والغضب الطبيعي، ولكن بذات الوقت فإن هذه القرارات بالتأكيد تأخذ بالاعتبار هذا الانحياز الشعبي الواسع لقرار القتال، الانحياز الذي تعكسه الرغبة (بالأكثر) ومن موقع الانحياز.

دلالات

شارك برأيك

على قاعدة الإشادة بخطاب مقاوِم: بالتأكيد يريد شعبنا أكثر

علاء علي ... قبل 6 شهر

برأيي لو ان المشروع الصهيو امريكي اوقف الحرب على هذا الحال لكي يحافظ على سطوته على الحكومات وليس الشعوب وخاصتا فريق اوسلو ...لان هذا الفريق حتما سيتوحش على شعبه حفاظا على كرسيه ...اليس

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 210)

القدس حالة الطقس