فلسطين

الجمعة 14 يوليو 2023 4:41 مساءً - بتوقيت القدس

عائلة اللاجئ وليد منصور.. عن الصمود الأسطوري في مخيم جنين

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

رفض اللاجئ وليد خالد منصور، الخضوع لتهديدات وإملاءات الاحتلال الإسرائيلي، بمغادرة منزله والنزوح لمدينة جنين، بعد التهديد بقصف المنازل وهدمها لعجز الاحتلال عن الوصول للمقاومة ووقف الاشتباكات العنيفة التي استمرت على مدار يومين في مخيم جنين، ورغم تعرضه للإصابة بعدما هاجمه كلب بوليسي ونهشه، أصر على الثبات كما يقول، "حتى لا تتكرر الويلات التي حلت بشعبنا في نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، ولن نغادر المخيم ونتحرك من منازلنا إلا بعودتنا لديارنا التي هجرتنا منها العصابات الصهيونية في النكبة الكبرى".


وقد عاشت عائلة السبعيني منصور كوابيس رعب بعدما حول الاحتلال لمنزله لثكنة عسكرية ونكل بأسرته، واعتقل نجله الذي حولوه للاعتقال الإداري رغم أنه لم يكن مطلوباً.


في ساعات الصباح الباكر، من الإثنين اليوم الأول لعدوان الاحتلال الجديد على مخيم جنين والذي استمر يومين، استهدفت قوات الاحتلال منزل منصور، ويقول نجله أسامة، "رغم القصف، رفضنا المغادرة وفجأة، هز انفجار رهيب منزلنا، بعدما أطلق جنود الاحتلال صاروخ على باب المنزل الرئيسي، أدى لتدميره مع الجدار بالكامل، حتى تشاهدنا وشعرنا بأننا سنموت في كل لحظة".


ويضيف: "وسط حالة الصدمة والذهول، بسبب الدخان الكثيف والانفجار وانهيار والدتي التي تعاني من أزمة صدرية، فوجئنا بالكلاب البوليسية، تقتحم منزلنا وهاجم إحداها والدي الذي كان يتواجد في الصالون أمامها مباشرة".


لحظات تعجز عن وصفها كلمات، عاشتها العائلة، كما يفيد أسامة، فالكلب انقض على والده وأوقعه أرضاً، وسيطر عليه دون أن يحرك الجنود ساكناً، حتى بدأت العائلة تصرخ وهو ممدد على الأرض، ويستذكر أسامة: "تعارك والدي مع الكلب البوليسي لعدة دقائق، وبعدما أصابه بخدوش ورضوض، انتزعه الجنود عن والدنا الذي عزلوه مع والدتي وشقيقي أمين في إحدى الغرف، بينما قاموا بحملة تفتيش المنزل بشكل دقيق جداً مع تخريب وتدمير وتكسير كافة نوافذ المنزل".


ويضيف: "حتى الحمام فتشوه بشكل دقيق، ثم اعتقلوا شقيقي أمين دون سبب، نقلوه للدوريات العسكرية، ثم طلب الجنود من والدي إخلاء المنزل والانتقال لمنزل الجيران، لأنهم قرروا تحويله لثكنة ونقطة عسكرية".


ويكمل: "ساعات رعب وقلق ورهبة، عشناها خلال الاقتحام الجنود بعتادهم والكلاب البوليسية المخيفة التي سببت الهلع والخوف المستمر للأطفال والنساء والشيوخ".


خلال سيطرت الاحتلال على المنزل، قام الجنود بفتح ثغر وفتحات بالجدران، استخدمها القناصة لرصد التحركات في المخيم وإطلاق النار، وبعد 6 ساعات انسحب الاحتلال، وعاد المواطن منصور وأسرته لمنزلهم رغم التدمير والتخريب، لكن بعد ساعات قليلة، تلقوا إخطاراً بالإخلاء الفوري من المنازل.


ويقول أسامة: "أمام عجز الاحتلال عن وقف الاشتباكات وضرب المقاومة، قرر القصف والتدمير، ولخوفهم، اضطر الناس لمغادرة منازلهم بحزن وصور مأساة كبيرة، تكررت معهم عدة مرات ومن بينهم والدي الذي عاصر النكسة ونزوحها، ومجزرة مخيم جنين قبل 21 عاماً وتشريد أهل المخيم، وما زالت الدوامة مستمرة في حياتنا والصراع مع الاحتلال".


ويضيف: "خرج شقيقي معتز خلال الإخلاء مع الجيران وخلال سيرهم وخروجهم من المخيم، نادى الجنود عبر مكبرات الصوت على معتز، أن يسلم نفسه مع 4 شبان كانوا في طريقهم للمغادرة".


ويكمل: "اعتقلوهم وعصبوا أعينهم وقيدوهم، نقلوا شقيقي إلى معسكر سالم الاحتلالي، ثم إلى سجن مجدو تعرض خلالها للتحقيق لمدة 48 ساعة متواصلة وتم إطلاق سراحه، مع عدد من الشبان، أما شقيقي أمين وبعد التحقيق في سجن مجدو حولوه للاعتقال الإداري التعسفي الظالم، دون إدانته بأي تهمة وهو لا يزال حالياً في مجدو".


وذكر أسامة، أن والده كان من المواطنين اللذين رفضوا الخنوع للاحتلال والاستجابة لهم بإخلاء منزله، وقال: "رغم الخطر، استمر في التواجد بمنزلنا، ورفض الخروج بشكل قطعي، لن نخرج حتى لو قصفونا واستشهدنا أنا وعائلتي في منزلنا، فهذا الخطأ الكبير الذي ارتكبه أجدادنا في النكبة والنكسة ولن نكررها مرة أخرى، سنبقى في المخيم حتى نعود لمنازلنا التي شردونا منها عام 1948".


فور انسحاب قوات الاحتلال، نقل الوالد وليد منصور للمشفى الحكومي في جنين، وكشفت الصور الاشعاعية، أن الكلب سبب له رضوض وأوجاع في الصدر، وما زال يتابع علاجه، وقال: "عشنا تلك الليلة كوابيس مرعبة جداً، تشاهدنا عدة مرات، ونحن نسمع ونرى الجيبات العسكرية وهي تتحرك أمام المنزل بين الفينة والأخرى، ونتجهز بأنهم سيطلقون صاروخ أو قنبلة أو مداهمة ويتم اعتقالنا".


ويضيف: "واجهنا إرهاب وقمع وعدوان من قبل جنود الاحتلال الذين تعاملوا معنا بوحشية، ولكن الحمد الله رب العالمين، الصمود والإرادة والمعنويات العالية حققت لنا الانتصار على الاحتلال الذي خرج مذلولاً، رغم كافة تجهيزاتهم ومعداتهم الحديثة والتكنولوجيا، إلا أن العزيمة والثبات لأصحاب الأرض انتصرت عليهم، لأننا أصحاب حق وقضية، وسندافع عن أرضنا وحقوقنا وحق العودة بأيدينا وأسناننا مهما كان الثمن".

دلالات

شارك برأيك

عائلة اللاجئ وليد منصور.. عن الصمود الأسطوري في مخيم جنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 204)

القدس حالة الطقس