فلسطين

الأربعاء 12 يوليو 2023 8:31 مساءً - بتوقيت القدس

هكذا نجت عائلة عماد البيطاوي خلال العدوان على جنين

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

على مدار 4 ساعات كاملة، عاشت عائلة الشاب الثلاثيني عماد البيطاوي، في حي الغبس بمخيم جنين، أقسى وأصعب اللحظات، عندما حاصرها رصاص الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي، ونجت من الموت بأعجوبة، لكنهم اعتقلوا عماد واستولوا على النقود التي جناها من ثمرة عمله، كما نهبوا مصاغ زوجته الذهبي، ثم هاجمت الكلاب البوليسية زوجة شقيقه نور الذي تزعم، أنه مطلوب لها ونهشتها وكسرت يدها.


لم يبقى شيء في منزل عماد دون تدمير وتخريب، يعتبره جزء من الانتقام والترهيب بحق أهالي المخيم، فهو لم يكن مطلوباً، وكان يتواجد مع زوجته بشكل طبيعي عندما بدأ رصاص الاحتلال ينهمر فوق رؤوسهم من كل مكان.


ويقول عماد: "في حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الإثنين الماضي، قصفت قوات الاحتلال المخيم، وبعد حوالي ثلث ساعة اقتحموا حارتنا، ودون سبب وفجأة أطلقوا النار على منزلنا بشكل مباشر، هربت وزوجتي لغرفة داخلية، وتشاهدنا عشرات المرات، فقد كان الرصاص يتطاير في كل مكان وكأن منزلنا ساحة حرب".


ويضيف: "لم يكن مبرراً لكل هذا الإرهاب، فقد فتحت كل أبواب المنزل ومنازل أشقائي منذ بداية إطلاق للنار، وجلسنا بشكل طبيعي، ننتظر اقتحامهم في كل لحظة، فلم يكن لدينا مطلوبين أو مقاومين ونحن مدنيين نتواجد في منزلنا بشكل طبيعي".


يروي عماد، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله في حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحاً، ويقول: "أطلقوا الكلاب البوليسية وفتشت المنزل، ثم اقتحمه أكثر من 20 جندي بطريقة مروعة، أثارت خوف زوجتي ثم عزلوني وحققوا معي بدعوى أن اخواني مطلوبين لهم".


ويضيف: "قيدوني وعصبوا عيني واقتادوني معهم، وسط الترهيب والتهديد بعدما دمروا محتويات المنزل بشكل كامل، ثم اقتحموا منزل شقيقي نور وأطلقوا الكلب عليها، وتمكن الكلب البوليسي من السيطرة عليها ونهش يدها أمام أطفالها دون أن يحرك الجنود ساكناً لإنقاذها، حتى بدأت تنزف دماً وكسرت يدها، وبعد 20 دقيقة عزلوا الكلب عنها".


ويكمل: "نقلوني في دورية عسكرية إلى معسكر سالم ثم زنازين التحقيق في سجن الجلمة ثم مجدو، وتعرضت للتحقيق حول المخيم والمقاومة، وركزوا على استجوابي حول أشقائي، وعانيت كباقي المعتقلين من ممارسات ضباط المخابرات وأساليبهم بحقنا".


ويتابع: "أيام الاعتقال الأربعة كانت صعبة وفيها الكثير من الضغوط والممارسات القهرية للاحتلال، الذي صلبنا ومنعنا من أبسط حقوقنا، وقد كانت إجابتي في كل جلسات التحقيق، أنا أعمل في إسرائيل وليس لي انتماء حزبي واخواني غير مطلوبين".


منذ الحملة الإسرائيلية الأخيرة على المخيم، اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من الشبان وزعمت أنهم مقاومين ومطلوبين، لكن ما تعرض له عماد وغيره من المعتقلين يدحض مزاعم أجهزة الأمن الإسرائيلية ويؤكد أن التباهي في الإعلان عن اعتقل مطلوبين محاولة لخداع، وتضليل الرأي العام والمجتمع الإسرائيلي، وقال عماد: "جميع ابناء المخيم اللذين قابلتهم في السجن ومرحلة التحقيق، كانوا مدنيين وليس لهم أي انتماء حزبي وليسوا مطلوبين، لكن الاحتلال اعتقلنا للانتقام منا ومن المقاومة في المخيم".


ويضيف: "أفرجت المحكمة عنا، لأن المخابرات لم تتمكن من إدانتنا بأي تهمة، وتقديم لائحة اتهام، لكن مازال هناك عشرات الشبان المعتقلين بشكل تعسفي وظالم".


عاش عماد صدمة كبيرة عندما أفرج عنه وعاد إلى منزله، واكتشف اختفاء نقوده ومصاغ زوجته الذهبي، ويقول: "قبل العيد بيوم عدت لمنزلي بعد ثلاثة شهور من العمل في الداخل، تعبت وكافحت لجمع المبلغ المطلوب لعلاج زوجتي الحامل، والتي أجهضت عندما تعرضت للضرب من قبل قوات الاحتلال عندما اعتقلوا شقيقي نور قبل عامين".


ويضيف: "كنت أحضرت معي ثمرة تعبي وكفاحي، 20 ألف شيكل،، تركتها مع مصاغ زوجتي في البيت لدى اعتقالي وعندما رجعت تبين الجنود استولوا عليها، لقد دمروا كل مقومات حياتنا فماذا أعمل ؟ ومن سيعوضني عن هذه المآسي الكبيرة".

دلالات

شارك برأيك

هكذا نجت عائلة عماد البيطاوي خلال العدوان على جنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 209)

القدس حالة الطقس