فلسطين

الجمعة 23 يونيو 2023 6:39 مساءً - بتوقيت القدس

أهالي قريوت.. دفاع مستميت عن أراضيهم وينابيعهم التي يتهددها وحش الاستيطان

نابلس - "القدس" دوت كوم - وفاء أبو ترابي

لقرية "قريوت" الكنعانية رواية لم تنتهِ فصولها بعد، فهذه القرية تقف شامخة إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، ولطالما تميزت بموقعها الاستراتيجي الذي يربط شمال الضفة الغربية بوسطها، ما جعلها هدفا لوحش الاستيطان الذي غرس مخالبه وانيابه فيها.


وبين الفينة والأخرى، يعتدي مستوطنو المستوطنات والبؤر الاستيطانية المتاخمة للقرية على ينابيع المياه فيها ويلوثونها، كما يطاردون المواطنين ويقتلعون أشجارهم ويحطمون ممتلكاتهم ويحرقونها.


ويقول رئيس المجلس القروي، نضال البوم، إن هذه القرية وقعت رهن الاستيطان منذ عقود طويلة، حيث بدأ ينهش أراضيها رويداً رويداً، حتى التهم الحصة الكبرى من مساحتها التي تبلغ حوالي 20 ألف دونم، من أجل إقامة معسكرات للجيش والمستوطنات والبؤر الاستيطانية، وكذلك شقّ الطرق في محيطها بهدف ربط تلك المستوطنات في شبكة واحدة، فيما يزرع المستوطنون أراضيها المصادرة بالعديد من المحاصيل والأشجار المثمرة.


وتابع البوم في حديثه لـ"القدس" دوت كوم: "وإلى جنوب القرية تجثم مستوطنة "شيلو" على أخصب الأراضي فيها، حيث تتواجد خربة "سيلون" الأثرية التي تضم العديد من الآثار الكنعانية والرومانية والاسلامية، منها: بقايا لكنيستين مسيحيتين، والجامع اليتيم وجامع عُمري يدعى "الستين"، وكذلك "عين سيلون" وبها بركة للمياه، فيما حوّل المستوطنون هذا الموقع إلى كنيس يهودي، ويزعمون بأن هيكل سليمان أقيم فيه ومن حجارته قبل أن ينقل للقدس".


 وتحاصر القرية من الغرب مستوطنة "عيليه" التي تعتلي سلسلة الجبال والتلال التابعة لها وللقرى المجاورة، بينما تستولي مستوطنة "شفوت راحيل" على الأراضي السهلية إلى الجنوب الشرقي منها، ويواصل مستوطنوها اعتداءاتهم على ما تبقى من أراضي المواطنين وممتلكاتهم.


وتلك المستوطنات آخذة بالتوسع والبناء بشكل متواصل، عدا عن تزايد البؤر الاستيطانية التابعة لها، ما يشدد الحصار عليها ويضيق الخناق على أهالها، كما يعيق النشاط الزراعي ويحدّ منه بعد أن إعتاد عليه المزارعون في القرية، وفق ما قاله البوم.


وأضاف رئيس المجلس القروي: "مؤخراً، قامت مجموعة من مستوطني بؤرة "هيوفال" التي تشكّل امتداداً لمستوطنة "شفوت راحيل" باقتلاع حوالي (250) شجرة زيتون، كما أنهم يذهبون بين الحين والآخر للأراضي ويعيثون فيها دماراً هائلاً، ويقومون بتحطيم وإحراق ممتلكات الأهالي وأدواتهم الزراعية، ما يلحق بهم خسائر فادحة، كما أن هؤلاء المستوطنين ازدادوا تطرفاً بعد قدوم الحكومة اليمينية الحالية التي تشرّع لهم ذلك وتحت حماية الجيش الاحتلال".


وهذه القرية تحتوي على خمسة ينابيع للمياه –بحسب البوم-، وكان الأهالي يعتمدون عليها بالتزود بمياه الشرب وري المزروعات وسقي المواشي، إلا أن أطماع المستوطنين لم تتوقف عند سلب الأراضي ومصادرتها فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى السيطرة على ثلاثة ينابيع وضمها إلى حدود المستوطنات القريبة منها.


يستكمل البوم: "ولم يكتف المستوطنون بسرقة ينابيع المياه الثلاثة بل تعمدوا تلويث نبع "عين قريوت" بمواد ذي رائحة كريهة، حيث يعكفون على اقتحامه كل أسبوع ما شكّل تخوف لدى الأهالي من التوجه له، وبات غير صالح للشرب وري المزروعات، وكذلك نبع "عين سيلون" أصبح غير كافٍ لكل أبناء القرية ليتزودوا منه، بعد أن حفر المستوطنون بئراً ارتوازياً بجانبه وتحويل المياه عنه".


ويناضل الأهالي للحفاظ على ما تبقى من القرية، مجابهين هذا الوحش الاستيطاني العنيف، ومتمسكين بأراضيهم ويحرسون ممتلكاتهم بشتى الطرق، لحمايتها من عربدة المستوطنين الذين يسعون للسيطرة عليها باستخدام العنف والترهيب بين الحين والآخر.


ويشير البوم إلى أن قريوت تعتبر من أوائل القرى المبادرة في تنظيم الحملات الشعبية والمناهضة للاستيطان، كما أن أبناءها يحاولون استرداد أراضيهم المصادرة عبر المتابعة القانونية في المحاكم الاسرائيلية، لافتاً إلى أنهم نجحوا مؤخراً في استرداد نحو 80 دونماً في منطقة تدعى "الصرارة"، بعد أن استولى عليها مستوطنو "شيلو" لأكثر من عقدين.


وأردف: "إلا أننا نعاني كثيراً من أجل الوصول إلى أراضينا لاستصلاحها وفِلاحتها، حيث أن معظم الأراضي تقع ضمن تصنيف (ج) بحسب اتفاقية "أوسلو"، لذلك نحتاج إلى تنسيق من ما تسمى بالإدارة المدنية الاسرائيلية، وهذا يكون لمرتين في السنة فقط، الأولى عند حراثة الأرض، والأخرى لجني محصول الزيتون، وخلال ذلك يتعرض الأهالي أيضاً لاعتداءات المستوطنين، كما يُمنع العمران من الامتداد إلى تلك الأراضي".


ويحث الأهالي على ضرورة الحفاظ على أراضيهم وحمايتها من خطر الاستيطان المستفحل في المنطقة، مؤكداً على دور المجلس القروي الرئيسي في تعزيز صمودهم ومؤازرتهم وتقديم الدعم الدائم لهم بقدر المستطاع.


ويأمل البوم بأن تحظى هذه القرية المهمشة بالاهتمام الذي يتناسب مع مكانتها التاريخية والاستراتيجية، داعياً المؤسسات الرسمية والجهات المختصة إلى مد يد العون لها من أجل النهوض بها والوقوف عن مسؤولياتهم تجاهها، ومساندة أهلها الصامدين في وجه التوغل الاستيطاني الذي يكاد أن يفترسها، ويهدد وجود الأهالي فيها يوماً بعد يوم.


ويشير إلى أن هذه القرية الوادعة التي كانت تشكل نقطة تجمع حيوية بين محافظتي نابلس ورام الله أصبحت طريقها محفوفة بالمخاطر، كما تعاني كثيراً من مشكلة انقطاع المياه، حيث أنها الموقع الأخير لدى مجلس الخدمات المشترك في جنوب نابلس ولا تحصل على نصيبها الكافي من المياه.


ويؤثر تراكم النفايات في شوارعها وحاراتها على البيئة والصحة العامة فيها، حيث أدى وقوعها في سجن الاستيطان وبُعدها عن مركز المدينة إلى إعاقة الوصول لها، فيما يمنع الاحتلال تصريف النفايات في المكب القريب منها حيث قام بمصادرة المعدات المستخدمة.  

دلالات

شارك برأيك

أهالي قريوت.. دفاع مستميت عن أراضيهم وينابيعهم التي يتهددها وحش الاستيطان

نابلس - فلسطين 🇵🇸

محمد قبل 10 شهر

الله يكون بعون المناطق القريبة من المستوطنين هذا السرطان المستشري في بلادنا الذي حله الوحيد هو القطع والبتر

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%5

(مجموع المصوتين 168)

القدس حالة الطقس