فلسطين

الإثنين 15 مايو 2023 1:24 مساءً - بتوقيت القدس

في ذكرى النكبة.. الصغار حملوا الراية بقوة أكثر من الكبار

جنين "القدس" دوت كوم- علي سمودي

في ذكرى النكبة، لا يساور اللاجئ الستيني جمال أحمد من مخيم جنين أدنى شك بتحقق حلمه بالعودة لأرض أجداده ووالده الذين انتزعتهم العصابات الإسرائيلية منها في نكبة عام 1948، كما لم يفقد الأمل بتحرر نجله الأسير أحمد الموقوف منذ سنوات، وبرغم هدم منزله مرتين، يقول "لن يموت الأمل بعودتنا وتحريرها وكسر قضبان السجون وتحرير أسرانا".


منذ صغره، تحتفظ ذاكرة جمال، بصور ما تعرضت له قرية "زرعين" مسقط رأسه أجداده ووالده عندما هاجمتها العصابات الإسرائيلية، وشردت سكانها وهدمت منازلها وحولتهم للاجئين، ومنذ ولادته لاجئاً، لم ينسى ما زرعه والده قبل وفاته وجيل النكبة من قصص وروايات حول حياتهم وقريتهم ومنزل عائلته الذي هدم، لكنه لم يتوقع حتى في أسوأ كوابيس حياته، أن يعيش نكبة التشرد من جديد بعد عقود طويلة وتصبح عائلته مشردة مرة ثانية بعدما هدم الاحتلال منزله خلال مجزرة مخيم جنين في نيسان 2002، فعانى الكثير بعدما فقد كل شيء تحت أنقاض الدمار الذي خلفه الاحتلال في المخيم، ليبدأ حياته من نقطة الصفر مجدداً، فاستقر بمنزل شقيقه محمد، وعاش حياة سعيدة رغم الذكريات الأليمة مع عائلته المكونة من 7 أفراد حتى 24-4-2018.


لكن سرعان ما تتكرر التاريخ وعاش المشهد الذي لن تنساه ذاكرته أبداً، فقد هدم الاحتلال المنزل وحكم على عائلته بالتشرد مرة أخرى، كعقاب لها بعد اعتقال نجله البكر أحمد (31 عاماً)، بتهمة الضلوع في العملية الفدائية التي نفذها الشهيدين أحمد نصر جرار وأحمد لطفي جرار.


فور اعتقال أحمد سارع الاحتلال لهدم المنزل الذي يملكه المواطن محمد القنبع الذي يعاني من إعاقة حركية، رغم قيام ساكنه المواطن جميل، بتقديم الأوراق الثبوتية التي تؤكد هوية مالكه الحقيقي.


ويقول جميل: "لم يهتم الاحتلال بالاعتراض والاستئناف الذي قدمناه، فرغبة الانتقام وحجم الحقد والكراهية كانت أقوى من كل القيم الإنسانية، اقتحم الاحتلال منزل شقيقي فجر 24/4/2018، وانتزعونا منه وخلال دقائق، تحول لأنقاض وخسر شقيقي كل تعب وشقى العمر، فلم يكن هناك مبرر لهدمه".


ما حدث، أعاد لذاكرة جمال ما رواه والده من صور عن مجازر العصابات الإسرائيلية في النكبة، ويقول جمال: "عاقبنا الاحتلال وعشت كل الصور والمواقف المؤلمة التي رواها لي والدها ومن عاصر مرحلة النكبة التي دمروا فيها حياة أهلنا ونسفوا منازلهم وطردوهم من ديارهم لنعيش لاجئين بعدما استوطن الأغراب في مناطقنا".


ويكمل: "لا يوجد أصعب من الهدم والتدمير، فمنذ نكبتنا الثانية بعد مجزرة المخيم لم أنسى منزلنا الذي ردمته البلدية الإسرائيلية مع مئات المنازل، وفرضت علينا حياة التشرد من جديد، بينما وقف العالم يتفرج علينا وكأننا لسنا بشر، فأين العدالة وحقوق الانسان؟، وأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم والعقاب والعذاب المستمر بلا رحمة".


نفس الأسئلة، يرددها المواطن جمال، بعدما تسلم كتاباً جديداً صادر عن قائد جيش الاحتلال في الضفة، يفيد بنيتهم هدم المنزل الذي أعيد بنائه حتى تاريخ 14/1/2020، ويقول: "عشنا معاناة رهيبة بعد هدم منزلنا مرة ثانية، تشردنا ولم يكتفي الاحتلال باعتقال أحمد، فاستهدف أبنائي وزجهم خلف القضبان لنعيش حياتنا بين المحاكم، وخلال ذلك أعاد شقيقي بناء المنزل واجتمع شملنا وعدنا لممارسة حياتنا بشكل طبيعي رغم مشاعر الألم والمعاناة".


ويقول الوالد جمال: "لا نعلم إلى متى سيبقى الاحتلال يلاحقنا ويستهدفنا بسياساته وقراراته الظالمة، المنزل ملك شقيقي ولديه كافة الأوراق الرسمية، ورغم ذلك نفذوا القرار التعسفي والظالم، ورفض الاحتلال التراجع عن ارتكاب الجريمة الجديدة بحق أخي ومنزله وعائلتنا التي ليس لها مأوى أخر".


ويكمل: "في ظل صمت وتخاذل وتقصير مؤسسات حقوق الإنسان، يواصل الاحتلال ممارساته التعسفية، لكننا صابرون وصامدون، فقبلنا عانى ودفع الثمن الأجداد ووالدي، واليوم نحن وأولادنا، لكن الحمد الله دائما معنوياتنا عالية، رغم كل ما يحدث معنا من الاحتلال".


المربي الخمسيني المتقاعد جمال القنبع، يروي أن الاحتلال اعتقل نجله أحمد في المرة الأولى، عام 2015، وأمضى عام كامل في سجون الاحتلال حتى أفرج عنه، وعاد ليعيش حياة طبيعية ومواصلة العمل حتى تاريخ 17/1/2018.


ويقول: "اقتحمت وحدات سرية خاصة متخفية بالزي المدني وبواسطة مركبة فلسطينية، محطة الوقود التي يعمل فيها ابني، حاصروه واختطفوه واقتادوه لمعسكر سالم، في نفس الوقت اقتحم الاحتلال واد برقين وسط إطلاق نار".


ويضيف: "عشنا لحظات رعب في ظل تضارب الروايات حول مصير أحمد، سمعنا أنه تعرض لإطلاق نار، واستمرت معاناتنا حتى علمنا أنه اعتقل، وبعد أيام نشرت وسائل الإعلام العبرية أن عملية جنين، استهدفت المجموعة التي نفذت هجوماً قرب نابلس أسفر عن مقتل حاخام إسرائيلي، والتي تضم بعضويتها الأحمدين وابني أحمد الذي قضى فترة طويلة في أقبية التحقيق، ولم يسمح للمحامين ومؤسسات حقوق الانسان بزيارته".


منذ اعتقاله، ما زال أحمد القنبع موقوفاً، ويفيد والده أنه نزل للمحاكم العسكرية عشرات المرات على مدار 5 سنوات، وفي كل جلسة يمددون توقيفه، لكنه يتعرض لمعاملة قاسية وحراسة مشددة، منذ تحديه للمحكمة والسجانين وجنود الاحتلال الذين فرضوا عليه عقوبات متعددة، في نفس الوقت استهدف عائلته، فاقتحم منزلها واعتقل شقيقه إسلام 22 عاماً.


وقال: "بعد بفترة قليلة، وفي 15/3/2019، تكررت مداهمة منزلنا واعتقال ابني الثالث أيمن الذي قضى 6 شهور خلف القضبان وتحرر هو وإسلام".


خلف القضبان، يتمتع أحمد بمعنويات عالية، ويقول والده: "تأثر وحزن لهدم منزلنا وتشريدنا واعتقال إخوانه، لكنه إنسان مؤمن وصابر، صمد ولم ينال الاحتلال وسجونه من عزيمته ومعنوياته، وفي كل زيارة يرفع معنوياتنا ويشحننا بالهمة والعزيمة العالية، ولديه قناعة كبيرة أن حريته مهما تأخرت قريبة".


ويكمل: "فشلت كل الرهانات على خضوع واستسلام شعبنا، قالوا أن الكبار يموتون والصغار ينسون، فسقطت مقولاتهم، فالصغار لازالوا حاملين الراية بقوة أكثر من الكبار، ويؤكدون أن حق العودة مقدس والاحتلال إلى زوال وهناك دائما أمل في الله عزل وجل بعودتنا".

دلالات

شارك برأيك

في ذكرى النكبة.. الصغار حملوا الراية بقوة أكثر من الكبار

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي سنة

وحملت رشاشي لتحمل بعدي الاجيال منجل

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 72)

القدس حالة الطقس