فلسطين

الإثنين 01 مايو 2023 4:50 مساءً - بتوقيت القدس

والدة الأسير وائل الجاغوب.. بصيص الأمل يلوح في وجدانها رغم طول الفراق

نابلس - "القدس" دوت كوم - وفاء أبو ترابي

غصة في القلب تتجدد كلما تنظر والدة الأسير وائل نعيم الجاغوب إلى الصورة الوحيدة التي تجمعهما داخل أسوار السجن، فتتنهد وتغرق عيناها بالدموع.. يعتري قلبها الألم والحسرة عندما تتصوره في ذاكرتها خلف القضبان، وصبرها ينفذ من طول الانتظار داعية الله بالفرج القريب.


وتتحدث أم وائل لـ"القدس" دوت كوم، عن فراقها لفلذة كبدها، الذي ينحدر من بلدة بيتا جنوب نابلس والمحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بهمة وعزيمة عالية رغم عمق الشرخ في روحها.. مرة تبتسم ومرة أخرى تبدو عليها ملامح الغضب التي يركن خلفها حزن شديد.


وتروي لنا تفاصيل اعتقال ابنها بنبرة يغسلها الأنين، قائلة: "وائل ذاق مرارة السجن مرتين، الأولى حينما كان عمره (16عاماً) في عام 1992 واستمرت فترة اعتقاله ستة أعوام، أنهى خلالها الثانوية العامة".


وبعد ثلاث سنوات من تحرره -وفق أم وائل- أي في مطلع الانتفاضة الفلسطينية الثانية اعتقل ثانية بتاريخ 1/5/2001 ليحكمه الاحتلال الظالم بالمؤبد، وقد قضى منه (22 عاماً)، وذلك بعد أن أكمل دراسته في جامعة القدس المفتوحة ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص التسويق، فيما عمل منسقاً للمبيعات لدى صحيفة محلية.


وبلهفة تتابع: "لم يكتفِ الاحتلال بحرماني من ابني حتى قام بمنعي من زيارته لمدة أربع سنوات متتالية، وحينها كنت أرسل أخوته الصغار وحدهم لزيارته في السجن، وبعد عناء طويل استطعت الحصول على تصريح الدخول، كما أنني تفاجأت في إحدى المرات التي ذهبت فيها لرؤيته بعدم سماح جيش الاحتلال بمروري حاجز الطيبة، وأخذوا مني التصريح دون سابق إنذار".


وتتحدث أم وائل بحرقة عن الأيام والسنين التي تعيشها دون وائل قائلة: "صرت أتجنب بعض الأعمال الاعتيادية في المنزل لأنها تذكرني فوراً بابني وائل، خاصة إعداد بعض المأكولات التي كان يرغبها، كما أنني عندما أراه لا نتحدث بتفاصيل الحياة اليومية، فيقتصر حديثنا عن أحوال العائلة وماذا تغير بغيابه، حيث أن جميع أشقائه الأصغر منه سناً تزوجوا وأصبح لديهم أبناء، لم يتمكن من رؤية أحد منهم".


وأضافت: "اقتربت ذكرى يوم مولده بتاريخ 23/5/1976، وقد جرت العادة سابقاً بأن تسمح لنا إدارة السجن بالتقاط صورة تذكارية سوياً، لكن نتيجة الإجراءات المجحفة بحق أبنائنا الأسرى لن أراه إلا خلف القيود التي تحول بيننا، ما ينغص عليّ فرحتي برؤيته بعد أن أُعاني الأمرين عندما يحين موعد كل زيارة".


وكانت أجمل لحظة لا زالت تمكث في قلبها الرقيق عندما استطاعت أن تقابل ابنها الأسير لأول مرة دون قيود وحظيت بعناقه بضع دقائق معدودة، وذلك لأخذ صورة وحيدة معه منذ عدة أعوام، على حد قولها.


وأكملت أم وائل حديثها حول ما تعرض له الأسير الجاغوب داخل زنازين الاحتلال قائلة: "بعد 20 عاماً عاشها وائل في السجون أٌعيد عام 2021 مجدداً إلى العزل الانفرادي حيث الظروف الجهنمية التي يعاني منها جميع الأسرى داخله، وحينها تأثرت صحته وأصيب بتقرحات في معدته نقل على اثرها للمستشفى، ثم بعد ذلك استقر وضعه الصحي".


واردفت: "وبني خاض معركة الأمعاء الخاوية عدة مرات، وأمضى سبعة وعشرين يوماً في أطول إضراب له عام 2017، وبالتأكيد اختلطت المشاعر لدي عندما علمت بأن وائل دخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وحينها لم أستطع معرفة أخباره، حيث تنقطع كل سبل التواصل معه، كما يتوقف برنامج الزيارات، فهذا الأمر ليس سهلاً علينا مطلقاً".


وأصبحت أم وائل صوت ابنها خارج سجون الاحتلال، ولم تترك أي فعالية أو اعتصام للتضامن مع الأسرى إلا وشاركت فيه، لتكون السند الداعم له ورفاقه في الأسر، إيماناً منها بأهمية الدور الذي تقوم به، معتبرة ذلك أقل واجب يمكن أن تقدمه لإبنها ليبقى بصيص الأمل حاضراً رغم الألم الذي لم ينقضِ.


وتحث أهالي الأسرى على المشاركة بجميع الفعاليات المساندة لأبنائهم في سجون الاحتلال، مؤكدة لهم أن كل فعالية تقام لها أثر كبير في نفوس أبنائهم وترفع من معنوياتهم، ما تجعلهم يشعرون بالبهجة الشديدة عندما يرونهم عبر الوسائل الإعلامية المتاحة في السجون.


ومن الجدير ذكره أن الأسير الجاغوب تنقل بين عدد من السجون الإسرائيلية حتى قبع مؤخراً في سجن جلبوع، ويمضي أيامه بالقراءة وكتابة المقالات حول الحركة الأسيرة، إلى جانب تأليف الكتب التي يروي فيها رحلة العذاب داخل الأسر، مجدِداً واجبه الوطني بهذه الأعمال الأدبية حتى أنه لقب بـ "أبو الحروف"، وبات من أدباء الحركة الأسيرة، وله عدة إصدارات منها: كتاب أحلام أسيرة، وكتاب التجربة الاعتقالية بالاشتراك مع الأسير كميل أبو حنيش.

دلالات

شارك برأيك

والدة الأسير وائل الجاغوب.. بصيص الأمل يلوح في وجدانها رغم طول الفراق

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 203)

القدس حالة الطقس