عربي ودولي

الثّلاثاء 18 أبريل 2023 5:18 مساءً - بتوقيت القدس

وزير الخارجية السعودي في دمشق للمرة الأولى منذ بدء النزاع

دمشق (سوريا) - (أ ف ب)

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي وصل إلى دمشق في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاماً.


وتتوّج هذه الزيارة استئناف العلاقات السورية-السعودية وتأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، وفي وقت تبحث فيه دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.


ويأتي الانفتاح السعودي على سوريا في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران، حليفة دمشق، على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.


وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنّ الأسد استقبل بن فرحان.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان أنّ الزيارة تأتي "في إطار ما توليه المملكة من حرص واهتمام للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي".


وإثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي ما لبثت أن تحولت إلى نزاع دام في 2011، قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.


وقدّمت السعودية، التي أغلقت سفارتها في دمشق في آذار/مارس 2012، خلال سنوات النزاع الأولى خصوصاً دعماً للمعارضة السورية، واستقبلت شخصيات منها على أراضيها.
لكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق العام 2018.


ويبدو أنّ الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا المجاورة في شباط/فبراير، سرّع عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها الإقليمي مع تلقي الرئيس السوري بشار الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة.


وظهر الانفتاح السعودي تجاه دمشق للمرة الأولى بعد الزلزال مع هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق سيطرة الحكومة، كانت الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.


وما هي سوى أسابيع قليلة حتى أعلنت الرياض الشهر الماضي أنّها تجري مباحثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية.


وفي 12 نيسان/أبريل، وفي أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ القطيعة، زار المقداد جدّة حيث بحث مع بن فرحان "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها (...) وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي".


وبعد السعودية، زار المقداد كلاً من الجزائر، إحدى الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقاتها مع دمشق، وتونس التي أعلنت الشهر الحالي استئناف علاقاتها مع سوريا.
والجمعة، استضافت السعودية اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق لبحث عودة دمشق إلى محيطها العربي.


ولم يصدر المجتمعون قراراً يقضي بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، التي علّقت عضويتها فيها في 2011، لكنّهم أكّدوا على "أهمّية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة" في سوريا، وعلى "تكثيف التشاور بين الدول العربيّة بما يكفل نجاح هذه الجهود".


ويبدو أنّ قطر لا تزال تعارض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إذ اعتبر رئيس الوزراء الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني الأسبوع الماضي أن أسباب تعليق عضويّة دمشق لا تزال قائمة.


لكن في مقابلة مع قناة روسيا اليوم الشهر الماضي، قال الأسد "لن نعود إلا اذا كان هناك توافق"، معتبراً أنّ "العودة الى الجامعة العربية ليست هدفاً بحدّ ذاته، الهدف هو العمل العربي المشترك".


ويتزامن الانفتاح العربي على دمشق مع تغيّر الخارطة السياسية في المنطقة بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي تُعلّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة.


وفي مقابلته مع روسيا اليوم، قال الأسد إنّ "الساحة السورية لم تعد مكان صراع ايراني سعودي كما كانت في بعض المراحل"، معتبراً أن "السياسة السعودية اخذت منحى مختلفاً تجاه سوريا منذ سنوات وهي لم تكن في صدد التدخل في الشؤون الداخلية أو دعم أي فصائل في سوريا".
وأشار إلى أن "الحديث عن علاقة سورية ايرانية يجب أن تنقطع لم يعد مثاراً مع سوريا منذ سنوات طويلة".


وبعد 12 عاماً من الحرب، تتطلع دمشق اليوم إلى أموال إعادة الإعمار بعدما استعادت قواتها غالبية المناطق التي كانت خسرتها في بداية النزاع بدعم من حليفيها الأساسيين: روسيا وإيران.


وأودى النزاع بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها. كما أنه حوّل البلاد إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. وترك كل ذلك أثره على الاقتصاد المنهك جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمصانع والإنتاج.


قد لا تغيّر عودة سوريا إلى الحضن العربي الخارطة السياسية والميدانية على المدى القريب، إذ هناك أطراف أخرى يجب أخذها بالحسبان، من روسيا وإيران إلى الولايات المتحدة التي تنشر قوات في سوريا دعماً للمقاتلين الأكراد، إلى تركيا التي تسيطر على مناطق حدودية، والتي بدأت بدورها مباحثات مع سوريا حول استئناف العلاقات.

دلالات

شارك برأيك

وزير الخارجية السعودي في دمشق للمرة الأولى منذ بدء النزاع

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 71)

القدس حالة الطقس