عربي ودولي

الثّلاثاء 13 ديسمبر 2022 7:31 مساءً - بتوقيت القدس

"واشنطن بوست": مواجهة المغرب مع فرنسا تنطوي على أعباء سياسية معقدة

واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات- نشرت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء، تقريرا لأحد أبرز كتابها ومحلليها، إيشان ثارور تحت عنوان "مواجهة المغرب مع فرنسا تنطوي على أعباء سياسية معقدة"، يذكر فيه أن رحلة صعود المغرب إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم لكرة القدم تضم كل مقومات القصة الخيالية. "ففي مباراة تلو الأخرى في قطر، تغلب المنتخب الشمال إفريقي غير المتوقع على خصومه بشكل مدهش، وقفز إلى النصر بإصرار و شجاعة وبراعة" بحسب قوله.


ويضيف الكاتب "لقد أسفرت انتصاراتهم عن لحظات من البهجة - مشاهد الاحتفالات السعيدة في مدن عبر المغرب وخارجها، حيث أصبح أسود الأطلس الشغل الشاغل للمشاهير في الشرق الأوسط والعالم العربي وشمال إفريقيا. وفي الدوحة، كان المنتخب المغربي هو أول فريق إفريقي وعربي يصل إلى هذه المرحلة من كأس العالم؛ وفي العواصم الأوروبية، نزل مهاجرون من شمال إفريقيا إلى الشوارع للاحتفال بنجاح المغرب".


ولكن المشاعر الرياضية ليست وحدها هي التي تدفع الدعم لدولة المغرب، بحسب الكاتب الذي يقول " ففي طريقه إلى نهائيات كأس العالم، هزم المغرب سلسلة من القوى الأوروبية: بلجيكا أولاً، ثم جارتها إسبانيا، وأخيراً البرتغال في مرحلة ربع النهائي. والآن، من المقرر أن يلتقي المغرب بفرنسا، التي احتلت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا وسيطرت عليها لأكثر من أربعة عقود من الزمن في النصف الأول من القرن العشرين".


وينقل التقرير عن مونيكا ماركس، أستاذة سياسات الشرق الأوسط في جامعة نيويورك في أبو ظبي، قولها إن الفريق المغربي "يخوض حرباً رمزية" بالنسبة لكثير من الأشخاص من الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم الأوسع الذي انتهى استعماره.


 وتابعت أن هذه الحرب تمس "إحساساً دائماً بالمهانة، وجرحاً جماعياً في كبريائهم وتاريخهم" لا يزال مؤلماً حتى هذا اليوم. ويلمس الدعم المتنامي للمغرب أشكالاً مختلفة من تضامن "الجنوب العالمي"؛ "فهناك البهجة العربية التي تبعت المنتخب المغربي طوال المباريات التي أقيمت في قطر، والتي تجلت باحتضان العلم الفلسطيني في كل مكان كرمز لإحساس أوسع بالتكاتف والنضال العربي؛ وهناك فخر إفريقي بالمنتخب الرائد في القارة في كأس العالم؛ وكذلك فخر بربري يساور أولئك المنتمين إلى تقاليد وثقافات السكان الأصليين لشمال إفريقيا؛ وهناك أيضاً موجة من الحماسة الإسلامية للمنتخب الذي عادة ما يسجد لله بعد الفوز في كل مباراة".


ويمضي الكاتب : "فلا يمكن نكران مشاعر البهجة بتغلب المغرب على قوى أوروبا التقليدية، ولكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك بقليل. إذ يطمس احتضان المغرب العالمي كأبطال لعالم ما بعد الاستعمار المدى الذي ينخرط فيه المغرب نفسه في شكل مستمر من أشكال الاستعمار -احتلاله المتنازع عليه للصحراء الغربية. وبالطبع، لا يمثل المنتخب المغربي الدولة المغربية، كما يؤكد المشجعون حول العالم".


ويشير التقرير إلى تعليق ميلود محمد، وهو سائق سيارة أجرة في الجزائر العاصمة، لإذاعة صوت أميركا، في إشارة إلى دخول المغرب في اتفاقيات تطبيع دبلوماسي مع إسرائيل، بأنه "إذا ركزنا على السياسة، سيكون المغرب عدواً بعد اختيار إسرائيل كصديق له؛ ولكن كرة القدم لا تتعلق بالسياسة، ولهذا السبب دعمت المغرب في كأس العالم هذه".


ويشير التقرير إلى أن هناك كذلك ما يقرب من 5 ملايين مغربي مغتربين، يتركزون إلى حد كبير في بلدان في أوروبا الغربية. ووُلدت غالبية المنتخب المغربي المكون من 26 لاعباً خارج المغرب، ومعظمهم في دول مثل إسبانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا.


 وبالنظر إلى المكان الذي يلعب فيه معظم نجوم المغرب، فهو فريق من أوروبا ولكن ليس لأوروبا. وفي فرنسا، أعادت المواجهة الوشيكة مع المغرب إحياء التوترات السياسية التي دارت حول كرة القدم في البلاد خلال معظم العقدين الماضيين. إذ ظهر السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إيريك زمور على شاشة التلفزيون هذا الأسبوع للتنديد بالمواطنين الفرنسيين المنحدرين من أصل شمال إفريقي الذين قد ينزلون إلى الشوارع لتشجيع المغرب على وطنهم الأم؛ وقد وصف سياسيون آخرون من اليمين واليمين المتطرف هذه الاحتفالات بأنها تهديدات أمنية؛ ووردت أنباء عن اشتباكات بين المحتفلين والشرطة في مدن أوروبية مختلفة بعد انتصارات المغرب.

دلالات

شارك برأيك

"واشنطن بوست": مواجهة المغرب مع فرنسا تنطوي على أعباء سياسية معقدة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 75)

القدس حالة الطقس