فلسطين

السّبت 22 أكتوبر 2022 7:17 صباحًا - بتوقيت القدس

الجراحة الترميمية عودة الأمل لمصابات سرطان الثدي

رام الله - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا خاصة بين النساء، وتتلقى المصابات في بعض الحالات بهذا النوع من السرطان قرار استئصال الثدي ببالغ المرارة، لما يسببه هذا الاجراء من انتقاص لأنوثتها، وهنا تكون المعاناة النفسية أشد وطأة من المعاناة الجسدية للمريضة، لأبعاده النفسية الخطيرة، فكثير من الأزواج يتخلون عن زوجاتهم إضافة لعقدة النقص التي تشعر بها المرأة، والتي تدخلها بدوامة من الإكتئاب في الوقت الذي تكون فيه بأمس الحاجة للدعم والمساندة من المقربين، لكن بعد دخول عمليات الترميم والجراحة التجميلية للثدي بات هذا النوع من الجراحات كبارقة أمل للمتعافيات من هذا الوحش الكاسر.

الدكتور بلال أبو فخيدة استشاري جراحة الاورام وجراحة أورام الثدي والحاصل على اختصاص كامل في جراحة الأورام من مستشفى القرم المركزي لجراحات الأورام، إضافة لحصوله على الزمالة في جراحة الأورام مستشفى هداسا عين كارم، ومؤسس جمعية الحياة لمكافحة السرطان وهو من أوائل المؤسسين لجراحة أورام الثدي الترميمية ضمن مشروع وحدة الثدي في وزارة الصحة وبالتعاون من الجانب الايطالي، هو نموذج يحتذى به لاختياره هذا التخصص من الجراحات وبراعته فيه، لأنه كفيل بإعادة البسمة والسعادة لنساء المتألمات من عمليات استئصال الثدي قادر على منحهن الحياة.

"ے" التقت الدكتور أبو فخيذة، وفي البداية تحدث عن سرطان الثدي بشكل عام قائلا: إنه من أكثر الأورام شيوعا بين النساء، ويمكن الكشف عنه في مراحل مبكرة بواسطة الفحص المبكر والدوري وخاصة النساء اللاتي أصاب المرض إحدى قريباتهن من الدرجة الأولى ، فالتشخيص والعلاج المبكر يزيدان جدا من احتمالات الشفاء من المرض، الذي هو عبارة عن ورم خبيث مصدره في نسيج الثديّ يمكن أن يؤدي إلى تدمير الأنسجة السليمة المجاورة، وأيضا إلى إطلاق نقائل إلى الأعضاء البعيدة. لقد تطور علاج سرطان الثدي بطريقة ملفته في السنوات الاخيرة ، وعلاج سرطان الثدي كان يتم من خلال الجراحة الموسعة، وغالبا المرضى كان يتم علاجهم بالإستئصال الكامل للثدي والموسع الذي قد يشتمل على مع عضلات القفص الصدري، وذلك في الزمن القديم، ومع مرور الوقت باتت الأبحاث أكثر تطورا وأصبح من المعروف ان هذه العمليات الموسعة لا تؤثر على الفترة الزمنية التي يعيشها المريض ولا على نسبة الشفاء، واصبحت تقتصر على الورم نفسه مع العلاج الإشعاعي على ما تبقى من الثدي، لتكون النتيجة مساوية للاستئصال الكامل .

وتابع: حاليا الاستئصال الكامل للثدي ليس ضروريا إلا في حالات معينة ولنوع معين هو سرطان الثدي الالتهابي (Inflammatory breast cancer) ، هنا يجب استئصال الثدي كاملا، أما باقي الاورام فيمكن المحافظة على الثدي، وبالفترة الاخيرة، منذ ١٠ سنوات أصبحت هنالك نظرة جديدة لاورام الثدي ، فالسيدة التي تخرج من عمليات الإستئصال تتأثر نفسيا بشكل كبير لكونه تم بتر جزء من أنوثتها، وبالتالي لم يعد هناك استئصال اورام عادي، واصبح هناك مسمى عالمي بهذا المجال وتخصص جديد هو جراحة اورام الثدي التجميلية، بمعنى جراحه امنة للاورام وعملية للتجميل عن طريق دمج تخصص ترميم وجراحة الثدي مع تجميل الثدي، وهو تخصص حديث يتم من خلاله اعادة الحياة والأمل للسيدات اللواتي يخرجن من غرفة العمليات دون أن يتأثرن نفسيا، خاصة مع عودة الثدي لما كان عليه قبل إزالة السرطان .
وأضاف: اصبحت هذه الانواع بديلة بشكل كبير، ومنذ ٧ سنوات ونحن نعمل فيها بمستشفى بيت جالا، وقمنا بتطبيقها بحيث كنا نضع خطة علاجية لكل مريضة تتناسب مع حالتها، وعلى مستوى عال، وقمنا بتطوير العلاجات بطريقة مميزه بفلسطين وكان قسم جراحة الاورام السباق والمميز بجراحة اورام الثدي في الوطن، بتقنيات عاليه جدا وبنفس المستوى العالمي وخطونا خطوة كبيرة جدا .

الجراحة الوقائية للثدي

استئصال الثدي الوقائي هي عملية جراحية لإزالة أحد الثديين أو كليهما كإجراء وقائي، لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل تطور المرض، أو في حال وجود جينات المرض، ولدى النساء المعرضات بشكل عام لخطر كبير بالإصابة بسرطان الثدي.

ويشرح الدكتور بلال عن هذه الجراحه قائلا: يتم تحديد هذا النوع من الجراحة بعد تحديد الاشخاص المهددين بالاصابة الحتمية للثدي من خلال فحص الطفرات الجينية الموجوده عندهم، يعني اذا كان هناك عامل وراثي، فانه يتم وكإجراء وقائي لتقليل خطر التعرض للإصابة، من خلال فحص BRCA1 و BRCA2 وهذا الفحص اذا كانوا حاملين هذه الطفرة، بمعنى وجود نتائج إيجابية من اختبار الجينات، ويتم استئصال الثدي ، عن طريق تفريغ انسجة الثدي الداخلية فقط وتعويض داخل الثدي بماده السيلكون، وكأن السيدة خضعت لعملية تجميل للثدي وليس استئصال، ومنذ مايزيد على خمس سنوات وهذا الإجراء متبع في فلسطين، لكن اليوم أصبح هناك تزايد واقبال عليه بسبب توفره في الوطن بينما في السباق كان يتم ارسال الفحص الى كندا والانتظار مابين ٣-٦ أشهر للحصول على النتائج ،.

كما ونوه أيضا الى أن النساء المصابات بطفرة BRCA1 أو BRCA2 فإن استئصال الثدي الوقائي يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 90 إلى 95 بالمائة، وأكد أنه بالنسبة للنساء المصابات بالفعل بسرطان الثدي، يجب إجراء فحص الجينات، لأن هناك احتمالية من عودة السرطان مرة أخرى، وهذا الفحص مهم وجدا ووقائي أيضا .

ترميم الثدي " Breast Reconstruction" وإعادة بناء الثدي" Breast Reconstruction Surgery"

حين تضطر المرأة إلى التضحية بواحد من أهم معالم الأنوثة لديها، لتربح معركتها ضد السرطان، تنتج عن ذلك صدمة نفسية وفقدان ثقة لدى نسبة كبيرة ممن يخضعن لعملية الاستئصال، حتى وإن كانت النتيجة تمتعها بحياة صحية وآمنة، لذلك كانت عمليات ترميم وبناء الثدي بارقة أمل، وعن هذا الأمل يتحدث د. أبو فخيدة قائلا: هناك عدة طرق حسب مجموعة من العوامل التي يتم أخذها بعين الاعتبار حسب الحالة الصحية .

من هذه الطرق، الترميم المباشر الذي يتم أثناء عملية استئصال الثدي، بمعنى انه وعند ازالة الورم يتم استبدال هذا الجزء إما بأنسجة من الجسم نفسه لتعبئة الفراغ مكان الورم. أما الترميم الثاني، فيكون من خلال وضع السيلكون حين يصعب استبداله بانسجة من محيط الثدي، ويستخدم السيلكون لتعويض الفراغ بمنطقة الثدي، وقد نحقن المنطقة بدهون من الجسم يتم سحبها من البطن او الفخذ، بحيث يبقى شكل الثدي كما كان في السابق، فجراحة الثدي التجميلية لاسترجاع الشكل التقريبي للثدي، مهمة جدا من أجل دعم المرأة لتندمج أسرع في المجتمع وتتخلص من عقدة النقص وتعيش حياة صحية .

تأثر النساء المصابات بسرطان الثدي بالالم النفسي الذي تخلفه الجراحة اكثر مما تتأثر بالم الجراحة نفسها، لذلك يسعى الاطباء الى المساهمة في التخفيف من الاثار الجانبية لاستئصال الثدي الذي يعتبر رمزا لصحة وجمال المرأة في نفس الوقت، من خلال عمليات بناء الثدي .

ويضيف د. بلال: تأتي هذه العمليات ضمن إطار إعادة بناء الثدي، بمعنى إعادة هيكلة نسيج الثدي، وتتضمن استخدام أنسجة ذاتية من المرأة نفسها أو مواد صناعية لبناء الثدي ليبدو طبيعياً، وهناك طريقتان إحدهما بسيطة والأخرى موسعة، تتم على عدة مراحل، وتتضمن نقل الجلد والعضل وزراعه بالون معين للحصول على تجويف كاف، والمرحلة الاخيرة استبدال البالون بسيلكون، ثم رسم الحلمه بالتاتو الخاص، وهذا العلاج يشمل أربع تدخلات جراحية للوصول للنتيجة النهائية .

أما الخيار الثاني وهو الاقل جروحا، وعدد عمليات الترميم المباشر، من خلال جهاز يتم زرعه في مكان العملية، ومن خلاله نحصل على الشكل الذي نريده، والجهاز هذا يكون مخصصا لهذا النوع من العمليات، وبعدها يتم وشم الهالة والحلمة لإعطاء مظهر ولون طبيعي، وبالنهاية عند الحصول على الشكل المناسب يكون منظر الثدي متكاملا، وهي نقله نوعية بنفسية المريضة وبخطوة او خطوتين يعود الثدي كما كان .

هل هناك مضاعفات أو حالات لا يمكن فيها إجراء هذه العمليات؟

وعن وجود مضاعفات لعمليات بناء وترميم الثدي يتابع: التداخلات الجراحية بشكل عام من الممكن أن يكون لها مضاعفات. في حالات السرطان قد تكون المشكلة بالجلد، خاصة اذا تعرضت منطقة الثدي للعلاج الاشعاعي الذي يؤثر بدوره على جودة الجلد، إلا أن نسبة نجاح هذه العمليات عالية جدا، ونسبة الخطأ قليلة، لأن اختيار الحالات واجراء العمليات يكون ضمن بروتوكول طبي وخطة علاجية صحيحة، فيكون الفشل فيها صعبا جدا، ولايوجد حالات لا يمكن اجراء هذه الجراحات لها إلا نادرا جدا، اذا كانت تعاني من مرض جلدي مناعي يحول دون اجراء العملية فقط، بعد التشافي من السرطان يمكن للجميع إجراء ترميم الثدي .

رسالة


ووجه الدكتور بلال أبو فخيذة استشاري جراحة الاورام وجراحة اورام الثدي رسالة للنساء قال فيها: الكشف المبكر مهم جدا لانه يعني الحياة، فالكشف المبكر عن سرطان الثدي يعني الشفاء التام بنسبة ٩٨٪ ، والنساء فوق سن الاربعين يجب عليهن عمل تصوير الماموغرفي سواء كان لديهن أعراض أم لا، ويجب استشارة الطبيب فورا في حال ملاحظة أية اعراض، لوضع خطة علاجية متكاملة، مع تمنياتي الصحة والسلامة للجميع .

دلالات

شارك برأيك

الجراحة الترميمية عودة الأمل لمصابات سرطان الثدي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 71)

القدس حالة الطقس