فلسطين

السّبت 16 أبريل 2022 7:16 مساءً - بتوقيت القدس

رمضان في مخيم بلاطة.. صيام بنكهة الفقر

نابلس - "القدس" دوت كوم - وئام مرشود / مدار للصحافة والإعلام – على الرغم من سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها أهالي مخيم بلاطة، شرق مدينة نابلس، إلا أن شهر رمضان لديهم هو شهر الخير والمحبة والتكافل، وشهر التقاليد الرمضانية الخاصة التي اكتسبوها من بيئتهم النابلسية، أو استحضروها معهم من ديار الآباء والأجداد، من يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، وظلت تلازمهم تمامًا كما يلازمهم حق العودة وأمل الرجوع إلى مهوى الفؤاد والعقل.


وقد أطل رمضان على هذا العام على أهالي مخيم بلاطة، الذي يعد من أكبر مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، في ظل ظروف اقتصادية صعبة رافقها ارتفاع كبير في الأسعار، تزامن مع تقليصات في رواتب الموظفين الحكوميين، وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية بشكل عام.


ورغم كل الظروف، تظل أسواق وأزقة المخيم في شهر رمضان عامرة تعج بالحركة وبشكل خاص من ساعات العصر وحتى موعد الإفطار، ومن بعد الإفطار حتى السحور، ولا يقطعها سوى الاقتحامات شبه الدائمة للمخيم من قبل قوات الاحتلال والتي تنغص على المواطنين حياتهم، ليس في رمضان فحسب وإنما كل الشهور والفصول.


وفي شارع السوق وسط المخيم، يمكنك أن تشتم روائح خبز رمضان، والفلافل والعوامة والقطايف، وعصائر التمر هندي والسوس والخروب التي تفتح شهية الصائمين وتعتبر من اساسيات المائدة الرمضانية.


وتعتبر الشوربة، وسلطة البندورة مع الخيار، طبقا أساسيًا على موائد أهالي المخيم، لكن الكثيرين هذا العام تنازلوا عن طبق السلطة بفعل الارتفاع الخيالي الذي طرأ على أسعار الخضار وعلى رأسها البندورة التي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 15 شيكلاً.


وبعد الإفطار، يتوّجه الأهالي من مختلف الأعمار عادة لأداء صلاة التراويح، كما ينقلب ليل المخيّم نهارًا، ويتبادل الأهالي الزيارات العائلية، اما أطفال المخيم فلهم عالمهم وأنشطتهم الخاصة.


وتلعب "التكية "الموجودة في مخيم بلاطة، دورًا هامًا، في تقديم وجبات الإفطار المجانية للفقراء والأرامل والأيتام من سكان المخيم.


وقال المدير الإداري في اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة، إبراهيم صقر :"نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان المخيم، بادرت اللجنة وبالتعاون مع لجنة الزكاة قبل نحو عشر سنوات لإنشاء تكية في المخيم، وهي عبارة عن مطبخ يقدم الوجبات الغذائية الساخنة المتنوعة خلال الإفطار للعائلات المعوزة خلال شهر رمضان فقط، وهذه التكية ما تزال تواصل دورها حتى اليوم دون انقطاع، ومع ذلك فإن هناك عائلات أيضًا من خارج المخيم تستفيد منها.


وأشار إلى أنه يتم داخل التكية طهي الدجاج واللحوم وأفضل أنواع الأطعمة، إضافة إلى الحلويات في أغلب الأحيان، ويتم توزيع كمية الطعام على الأسر وفقًا لعدد أفراد كل منها.


وقال صقر بأن هناك عدة جمعيات خيرية في المخيم تقدم المساعدات للمحتاجين، ولكن هذه المساعدات تراجعت كثيرًا بسبب تناقص عدد المتبرعين لها نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية.


وقال المواطن فائق مرشود (60 عامًا) من سكان المخيم: "في شهر رمضان ترتفع عادة نسبة إنفاق الأسر، وفي رمضان الحالي تضاعف الإنفاق أكثر من ذي قبل بسبب ارتفاع الأسعار، وقد جعل بعض التجار من الحرب الروسية الأوكرانية ذريعة لرفع الأسعار بشكل جنوني، رغم أن الكثير من المواد والأصناف الغذائية ليس لها أي علاقة لا بروسيا ولا بأوكرانيا". 


وأضاف مرشود: "لم يعد بمقدور الكثير من العائلات تلبية احتياجاتها المعيشية وبالتالي زادت نسبة الفقر والعوز في المخيم".


من جانبه، قال المواطن أسعد أبو صالحة، وهو صاحب محل لبيع الحلويات في مخيم بلاطة منذ أكثر من عشرين عامًا: "في السابق كنا ننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر حتى نعوض خسائرنا عن قلة البيع في الأيام العادية، لكننا هذا العام لا نتأمل خيرًا، بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين واستغناء الكثيرين منهم عن الحلويات".


وأضاف صاحب محل قطايف مجاور: "الوضع مزرٍ جدًا، ووضع الناس صعب جدًا، لذلك يجب أن تلتفت إلينا الحكومة ووكالة الغوث وتؤمن للناس الحد الأدنى من احتياجاتهم".


بدوره، أكد صلاح زبيدي، وهو صاحب محل خضار أن أجواء رمضان في مخيم بلاطة قد تأثرت نتيجة الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة، مشيرًا إلى أنه في العام السابق كانت الأوضاع أفضل، والحركة الشرائية أقوى.


من ناحيته، قال عبد عيسى، وهو صاحب محل للحوم في المخيم: "أعمل منذ عشرين عامًا في هذه المهنة، وبشكل عام فإن الأوضاع سيئة، ونلحظ ضعفًا ملحوظًا في الحركة الشرائية".


وفي ردها على سؤال حول كيفية تأمينها لوجبة الإفطار اليومي لأسرتها المكونة من ستة أفراد، أجابت (أم محمود) وهي من سكان المخيم، بلهجتها العامية: "من وين يا حسرتي، عايشين بفقر وعذاب وقهر .. في الأيام العادية لا نستطيع شراء الدجاج واللحم وحتى الخضار، ولا لاحقين صحن السلطة أصلاً، فما بالنا في شهر رمضان الذي بدأت الأسعار فيه بالارتفاع .. الله عالم بالحال".


من جانبه ذكر ثائر عبد القادر وهو صاحب محل للمجمدات في المخيم بأن الإقبال على شراء الدجاج قل بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن من كان يشتري 3 دجاجات أصبح يشتري واحدة فقط.


وقال محمد راغب وهو صاحب محل تجاري "سوبر ماركت" بأن الأوضاع الاقتصادية سيئة على الجميع، ونشهد تراجعًا كبيرًا في الحركة الشرائية، و أصبح الناس يقتصرون على شراء الأشياء الضرورية التي يحتاجونها، فيما يشتري آخرون بالدَّين.

شارك برأيك

رمضان في مخيم بلاطة.. صيام بنكهة الفقر

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 25 أبريل 2024 10:01 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.34

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.02

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%22

%4

(مجموع المصوتين 160)

القدس حالة الطقس