أقلام وأراء

السّبت 20 أبريل 2024 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

الشرق الأوسط ..رقعة شطرنج تحركها الولايات المتحدة كما تشاء

تلخيص

لا يمكن إغفال الثقل السياسي والعسكري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وسيطرتها وهيمنتها من خلال تمركز اكثر من ٤٠ الفًا من جنودها في عشرات القواعد العسكرية المنتشرة في اكثر من ١٥ دولة عربية وآسيوية وقدرتها على الدفع بعشرات الالاف حسب الظروف والمعطيات والمتغيرات في المنطقة التي تعتبرها الولايات المتحدة من اهم مناطق عملها الاستراتيجي للحفاظ على شريكتها الرئيسية اسرائيل التي كانت الولايات المتحدة اول من اعترفت بها بعد احتلالها فلسطين في العام ١٩٤٨ ..
من الواضح ان الولايات المتحدة التي انتزعت السيطرة على منطقتنا من انياب الاستعمار البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية تهدف من وراء وجودها العسكري إلى حماية مصالحها والقضاء على ما تسميه الجماعات والمنظمات المسلحة ودعم الحلفاء وخصوصا الحليف الأكبر اسرائيل حيث يتضمن وجودها عسكريا تدريبات ومناورات عسكرية وتقديم مشورات وتأمين تدفق المساعدات العسكرية إلى إسرائيل واستغلال المجالات الجوية لعدد كبير من الدول لتحلق طائراتها براحة في معظم الاجواء وتبحر سفنها وأساطيلها في المياه الاقليمية واستغلت ذلك في الحروب التي شنتها على افغانستان والعراق وتنظيم الدولة الاسلامية .
تصاحب الثقل العسكري سياسة هيمنة مدنية أميركية وصلت إلى حد التحكم بانظمة العديد من الدول العربية والشرق الأوسط التي اصبحت خانعة لقرارات الاميركيين ، وظهر ذلك جليا في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة من خلال تسيير كل مفاصل وتحركات اسرائيل في هذه الحرب وفرض سياسة الأمر الواقع على الأنظمة المهترئة ، فتحولت الولايات المتحدة كملكة تجلس على رقعة شطرنج وتحركها كما تشاء ..
وصلت الأمور بالولايات المتحدة ان ترسم وتخطط لما هو ابعد من التدخل العسكري ، فتجاوزت ذلك برسم سياسات الدول الخارجية وعلاقاتها وفرضت عليها رقابة مشددة ، ولا شك ان الضربة الاسرائيلية امس لايران والتي وصفها محللون بانها ضربة محدودة وجزئية ردا على هجوم ايران المبرمج والمعلن مسبقا ، اثبتت بما لا يدع مجالا للشك بان ادارة البيت الأبيض كانت على علم مسبق بالضربة وفرضت على اسرائيل التوجه وفقا لسياستها وعلى الإيرانيين من خلال بعض الحلفاء بعدم الرد ، فتم اختيار توقيت مناسب للضربة في ساعات الفجر الاولى دون ان يتسبب باي قلق او هلع للإيرانيين ، رغم استخدام طائرة اسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ من خارج اجواء ايران ، استهدفت الرادار الذي يستخدم كجزء من النظام الدفاعي لمنشأة نطنز النووية حسب تحديثات أميركية ، وبإطلاق صافرات الإنذار لوقت قصير دون اغلاق المطارات والمجال الجوي ، كما ان اسرائيل ورغم مهاجمتها لطهران وخصوصا منطقة أصفهان ، لم تحدث اي تغيير في التعليمات الخاصة بجبهتها الداخلية ، وليس ادق من توصيف هشاشة الضربة الاسرائيلية ما صرح به وزير الامن القومي ايتمار بن غفير الذي قال انها ضعيفة وفزاعة ، وهو ما يؤكد ان مخططا اميركيا تم تنفيذه لعدم جر المنطقة لحرب شاملة .
قررت الولايات المتحدة الحفاظ على هيبة إسرائيل وقدرتها على الرد في اي وقت على ايران ، كما قال وزير الجيش الاسرائيلي يؤاف غالانت ، وهذه بحد ذاتها رسالة للإيرانيين بان إسرائيل كونها الشريك والحليف الرئيسي للولايات المتحدة ستبقى القوة الأكثر ردعا في الشرق الأوسط ، مع الحفاظ على البرنامج النووي الإيراني الذي سيبقى خاضعا لنقاش سياسي ودبلوماسي كما كان الحال عليه في السنوات الأخيرة، لكن الجهة التي انتصرت بدون شك كانت ايران التي كسرت القاعدة ووجهت اول ضربة مباشرة في التاريخ لإسرائيل.
ما تخفيه السياسة العالمية من وراء الكواليس ، يشير بوضوح إلى انها سياسة تعتمد على المصالح الخاصة بدول المنطقة هنا وهناك ، اما المساومة الرئيسية والمقايضة الأكبر هي المؤامرة الخطيرة على القضية الفلسطينية، واستهداف امن وسلام قطاع غزة بعدوان لم يسبق له مثيل في التاريخ ، لتبقى فلسطين في خندق المواجهة العسكرية لوحدها ، وفي نفق مظلم لسياسة عالمية قذرة، لا شك ان ابرز تجلياتها الفيتو الاميركي ضد الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة الحقوق في الامم المتحدة ، وفي الوقت الذي تردد فيها الادارة الاميركية شعارات دبلوماسية واهية وانها معنية باقامة هذه الدولة ، فان الفيتو الاميركي جاء ليؤكد على حقيقة السياسة الاميركية، ويكشف القناع عن وجهها الزائف، في وقت تشتد فيه حملة الدهم والقتل الاسرائيلية التي استهدفت مخيم نور شمس يوم امس بعدوان آثم واسع النطاق راح ضحيته عدد من الشهداء مع حملة تخريب واسعة النطاق للمنشآت والبنى التحتية ، وكل ذلك يحدث بدعم وغطاء غربي بقيادة الولايات المتحدة وسياستها العنصرية من اجل مواصلة إسرائيل عدوانها على ابناء شعبنا في كل مكان

دلالات

شارك برأيك

الشرق الأوسط ..رقعة شطرنج تحركها الولايات المتحدة كما تشاء

المزيد في أقلام وأراء

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

حوار عربي أوروبي في عمّان

جواد العناني

حرب نفسية عنوانها : تهديد اسرائيلي وضغط أميركي

حديث القدس

الأمم المتحدة والإعتراف بفلسطين دولة

ناجي شراب

خطاب ديني يواري سوأة المغتصِب

سماح خليفة

نتياهو قرر إفشال الهدنة وصفقة التبادل

بهاء رحال

تعرية التحالف الاستعماري

حمادة فراعنة

عزلتهم تزداد وهزيمتهم مؤكدة

وسام رفيدي

عاش الاول من أيار ..عيد العمال الأحرار

حديث القدس

"سان ريمو" إرث استعماري يتجدد ضد فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

لماذا تقلق النخب من الحراك الطلابي المعادي لسياسات إسرائيل والمؤيد لغزة بالجامعات الأمريكية والغربية ؟!

محمد النوباني

أزرار التحكم... والسيطرة!

حسين شبكشي

ما أشبه الليلة الفلسطينية بالبارحة الفيتنامية

عيسى الشعيبي

الانتماء لفترة الصهيونية

حمادة فراعنة

الجنائية الدولية وقرار اعتقال نتنياهو ... حكمة أم نكتة

سماح خليفة

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 202)

القدس حالة الطقس