عربي ودولي

الخميس 14 ديسمبر 2023 1:39 مساءً - بتوقيت القدس

فريدمان يشعر بالقلق على مصير التطبيع العربي الإسرائيلي

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات

في المقال الأسبوعي  للكاتب توماس فريدمان، أكثر دعاة التطبيع بين الدول العربية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي شهرة ومعرفة، قال فيه أنه عاد من زيارته الأخيرة "قلقا على مصير ومستقبل التطبيع بين دول عربية، خاصة المملكة العربية السعودية وإسرائيل.


ويقول فريدمان، الذي ادعى الصيف الماضي أن المملكة العربية السعودية على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل توفير الأمن الأميركي المستدام للمملكة، إلى جانب منح المملكة برنامج نووي سلمي، وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.


ويقول فريدمان :"لقد شعرت بالقلق منذ البداية من أن إسرائيل شنت غزوها لغزة للقضاء على حماس دون وجود خطة لما يجب فعله بالقطاع وشعبه في أعقاب أي انتصار. بعد أن أمضيت للتو أسبوعًا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أتتبع نبض هذه الزاوية المهمة من العالم العربي، أشعر الآن بقلق أكبر".


وقال فريدمان، الذي أمضى حياته مدافعا عن إسرائيل ، أنه يلخص مخاوفه كالتالي: "لأن حماس قامت ببناء شبكة أنفاق واسعة تحت غزة، فإن القوات الإسرائيلية، في سعيها للقضاء على تلك المنظمة الإرهابية الشريرة، تضطر إلى تدمير أعداد هائلة من المباني. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها قتل الكثير من مقاتلي حماس وتجريد غزة من السلاح دون خسارة الكثير من جنودهم في الفترة القصيرة التي تشعر إسرائيل أنها تمتلكها في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لإنهاء الحصار".


ويضيف "بعد تسعة أسابيع، يمكننا الآن رؤية الصباح التالي للصباح التالي. وفي سعيها إلى تحقيق أهدافها المتمثلة في تفكيك آلة حماس العسكرية والقضاء على كبار قادتها، تكون قد قتلت إسرائيل وأصابت الآلاف من المدنيين الأبرياء في غزة. وكانت حماس تعلم أن هذا سيحدث ولم تهتم البتة، لكن يجب على إسرائيل أن تهتم، التي سوف ترث المسؤولية عن كارثة إنسانية ستتطلب سنوات من التحالف العالمي لإصلاحها وإدارتها. وكما ذكرت صحيفة التايمز يوم الثلاثاء، فإن صور الأقمار الصناعية تظهر أن القتال أدى إلى أضرار جسيمة في كل ركن من أركان مدينة غزة تقريبًا - حيث تم تدمير ما لا يقل عن 6000 مبنى، وحوالي ثلثها في حالة خراب".


ويدعي فريدمان أن "الشيء الأكثر تفاؤلا الذي يمكنني نقله من الرياض، ومن التحدث مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، هو أنه عندما تنتهي الحرب في غزة، ستظل السعودية ملتزمة من حيث المبدأ باستئناف المفاوضات التي كانت جارية قبل السابع من تشرين الأول".


فريدمان أشار كذلك إلى "وجود انطباع قوي للغاية بأن السعوديين يريدون من الأميركيين إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لأن صور الموت والدمار في غزة يمكن أن تؤدي إلى تطرف سكانهم من الشباب".


كذلك يعتقد السعوديون أن استمرار الحرب سيخيف المستثمرين الأجانب ويعرقل بشكل عام خطط المملكة المتمثلة برؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقا للكاتب.


ويؤكد الكاتب الأميركي أن "القادة في السعودية ليسوا متعاطفين على الإطلاق مع حركة حماس، ولن يشعروا بالحزن في حال اختفت من الوجود، إلا أنهم يشككون في الوقت ذاته في قدرة إسرائيل على القضاء عليها بشكل نهائي ويشعرون بالقلق من أن الضرر الذي يلحق بغزة سوف يؤدي إلى تفاقم العواقب السيئة غير المقصودة".


ويرى فريدمان أن "استعداد السعودية، في حال ظل قائما، للمضي قدما في الحوار الأميركي السعودي الإسرائيلي الفلسطيني عندما تتوقف هذه الحرب، يمثل أمرا في غاية الأهمية".


يقول فريدمان أن هذا الأمر (المفاوضات) ليس مجرد عمل خيري يقوم به السعوديون، بل هو استراتيجية بات يتبعها هذا الجيل من القادة في المملكة، وكذلك في الإمارات والبحرين والمغرب وهي ثلاث دول وقعت اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل.


يصف الكاتب هذه الاستراتيجية بأنها تتمثل في أنها لا تركز كثيرا على العواطف عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم التعقيدات. 


ويؤكد الكاتب أن "هؤلاء القادة ملوا من القول إن عليهم تأجيل أولوياتهم وتركيز طاقتهم واهتمامهم ومواردهم على القضية الفلسطينية".


ولكن في الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى أنهم "مرعوبون" من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة. 


ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن "الخبر السار يتمثل في أنه قبل بضعة أشهر، أجرت الحكومة السعودية استطلاعا خاصا لسؤال السعوديين عن شعورهم تجاه التطبيع مع إسرائيل، إذا جرى في سياق الدعم السعودي لإقامة الدولة الفلسطينية، ناقلا عن  مسؤول كبير القول إن "سبعين بالمائة من المستطلعة آرائهم وافقوا على ذلك".


أما الخبر السيئ، وفقا للكاتب، فإن المسؤول ذاته أبلغه أن "الحكومة السعودية لن تجرؤ على إجراء هذا الاستطلاع اليوم بالنظر إلى الصور القادمة من غزة الآن".


وفي مطلع الشهر الماضي ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن "السعودية لا تزال مهتمة" بمحاولة التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لافتا إلى أن وفدا من الكونغرس الأميركي زار المملكة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

دلالات

شارك برأيك

فريدمان يشعر بالقلق على مصير التطبيع العربي الإسرائيلي

فلسطيني قبل 5 شهر

هذا ما يهمك يا فريدمان أما آلاف الشهداء والمصابين وتدمير المساجد والكنائس والمستشفيات سيء ثانوي لك ولحكومتك إلا لعنة الله على الظالمين

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 74)

القدس حالة الطقس